فن التسويف
زكي الحلي
التسويف فن يتقنه الكثير من الناس وهو الترجمة التطبيقية للمثل الشعبي العراقي (اواعدك بالوعد .. واسگيك يا كمون) ، ويبدو ان هذا الاسلوب كان معتمد منذ القدم الا انه كان بحدود ضيقة عكس ما هو عليه الان وذلك بسبب تراجع المنظومة الاخلاقية والقيم الانسانية في هذا الزمن واصبح الناس بكل مستوياتهم يتهاونون بوفاء الوعود والعهود وهم يتفاخرون بذلك ، وقد استخدم هذا الفن في استغلال الناس ومصادرة ارادتهم من قبل المسؤولين بانتهاج اسلوب (غش الرعية) والذي ينهى عنه ديننا الحنيف حيث قال الله تعالى في محكم كتابه العزيز بسم الله الرحمن الرحيم (وَأَوْفُوا بِعَهْدِ اللَّهِ إِذَا عَاهَدْتُمْ) ، فبعد الحصول على المكاسب والامتيازات وتنسمه المنصب الذي يريد ويأتي دور الايفاء بالوعود والعهود التي قطعها على نفسه ، يبدأ باستخدام فن التسويف والمماطلة والذي يجعل المغرر به في دوامة مستمرة بسبب تجديد تكرار تلك الوعود والعهود دون الايفاء حتى ولو بجزء منها الى ان يدب اليأس في نفسه فيضطر الى الانسحاب والتنازل عن حقه بعد ان يكتشف انها لم تكن سوى (هواء بشبك) ولا يدري خائن الوعد وناكر العهد انه اصبح انسان منافق تجسيداً لحديث رسولنا الكريم صلَّ الله عليه وسلم حيث قال (آيَةُ المُنَافِقِ ثَلاثٌ: إِذَا حَدَّث كَذَب، وَإِذَا وَعَدَ أَخْلَفَ، وَإِذَا اؤْتُمِنَ خَانَ) ..
نسأل الله تعالى ان يبعدنا واياكم عن النفاق والمنافقين والمسوفين ..