الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
2024

بواسطة azzaman

2024

فاتح عبدالسلام

 

لا يوجد أيّ طرف في العالم يخطط في رسم أجندته السياسية او العسكرية او الاقتصادية على أساس بداية سنة جديدة ونهاية سابقتها، وانّما التخطيط يكون مرتبطاً بالأهداف المرسومة والتي تعشعش في ادمغة أصحاب القرار حتى تتحقق بغض النظر عن عدد الأيام وأرقام السنوات.

سنة 2024 هي الوريث الشرعي للسنة التي سبقتها بكل ما حملته من حروب وأزمات تفنن في صنعها البشر، او تلك التي تصيب الطبيعة والمناخ بسبب الاحتباس الحراري الذي هو أيضا نتاج جشع الانسان في استغلال عشوائي لكل الموارد الطبيعية والمعادن والوقود من اجل جمع الثروات والتسابق في التسليح والتصنيع بما يتنافى مع صحة شروط استمرار الحياة على الكوكب.

دائماً، نحدّث أنفسنا بكلمات التفاؤل مع السنة الجديدة، ونتبادل الامنيات مع الاخرين بروح متفائلة، برغم قتامة العالم الذي تزداد ادخنته السوداء حولنا. لكن هل نستطيع هذه المرة فعل ذلك بنفس الروح؟

ماذا يمكن أن تعني سنة جديدة للبشرية التي تحترق في نيران الدبابات والطائرات الإسرائيلية في غزة المحاصرة، وماذا تعني الأيام التالية لأمهات ثمانية الاف طفل فلسطيني شهيد؟

وهل يرى السودانيون تحت نيران الحرب الداخلية الغامضة، وبلدهم يتجه لتقسيم جديد، انّ طي صفحة سنة فائتة يمكنه نشر صفحة، ولو مهترئة، من السلام؟

ماذا يمكن أن يعني الرقم الجديد للسنة في الحرب المشتعلة بين روسيا وأوكرانيا، تحت قرع طبول ما بات يعرف بمقدمات الحرب العالمية الثالثة؟

سنة تمضي وقد جرى رفع زعامات جديدة قديمة ومجالس حكم في العالم برافعة « الشرعية المقننة» المسماة الديمقراطية، لتطول سنوات حكمهم لمدى ربما غير منظور لهذا الجيل المنكوب، فيما ترقب العيون الانتخابات الأكثر شهرة وتأثيرا في مجريات الحياة الدولية والتي ستجري في الولايات المتحدة، ولايزال الصراع الداخلي هناك بطله الرئيس السابق دونالد ترامب، فيما يبدو انّ هناك حروباً سريّة بين العمالقة في الثراء والنفوذ الاقتصادي تشتعل تحت سطح يكاد يكون شفافا وتعلو فوقه صناديق الاقتراع المقبلة.

تقلّبُ السنوات يورثنا الأوهام بأنَّ المشاكل والأزمات ستكون على طريق الحلول وليس التناسل لتوليد كوارث جديدة.

اين هو العراق في خارطة السنة الجديدة، ماذا ينتظر؟ هل بات للعراقيين أحلام، أو أهداف، أو شعارات متجانسة، أو واضحة؟ هل يبدون أقرب أم أبعد عن حروب جارية أو أخرى آتية في الطريق؟ هل يقف أحد من «شاغلي» مواقع السياسة والمسؤولية وقفة استثنائية لتحديد اتجاهات البوصلة وضبطها وإعلان ذلك على الناس، لكي يتبينوا الخيط الأبيض من الخيط الأسود من الفجر المستعصي؟

 


مشاهدات 852
الكاتب فاتح عبدالسلام
أضيف 2023/12/30 - 5:54 PM
آخر تحديث 2024/12/04 - 7:14 AM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 423 الشهر 1723 الكلي 10057818
الوقت الآن
الأربعاء 2024/12/4 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير