الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
التاريخ يعيد نفسه 

بواسطة azzaman

نبض القلم

التاريخ يعيد نفسه 

طالب سعدون

 

(التاريخ يعيد نفسه)  قول شائع .. فيه اختلاف لا يزال قائما الى اليوم بين المفكرين والفلاسفة والادباء والفنانين والمثقفين  عامة .. البعض يرى عكس ذلك فيما يؤيد آخرون هذا الرأي ، ولذلك يعيبون على الحكام أن يقعوا في أخطاء وقع بها غيرهم سبقوهم ..وهناك اعمال ادبية استندت الى هذه المقولة واستوحت افكارها منها واعتمدت على التاريخ  وطوعت احداثا منه لتفنيد أو تاييد ما تناقشه من مواضيع أو لجعلها عبرة تستفيد منها الاجيال ..

نعم ..التاريخ  قد يعيد نفسه في المقدمات للحدث ، لان لكل حدث مقدمات أو قل أسبابا لتحصل النتيجة مثل كل القوانين  الطبيعية اذا حصلت اسبابها حصلت مسبباتها .. ويستشهدون على هذا الراي بالنار والحديد على سبيل المثال .. اذا وجدت النار تمدد الحديد .. والعكس صحيح فتبقى الامور على حالها ..

صحيح ان التاريخ لا يعيد نفسه بالاشخاص .. فلا يمكن اعادة  نيكسون من جديد لتحصل فيتنام اخرى بل يمكن ان تحصل فيتنام اخرى ... فهل تحصل في  غزة   لتعود مرة اخرى على يد بايدن ونيتنياهو.. الاحداث  تكاد تكون متشابهه  فكما تحولت فيتنام  الى مستنقع لامريكا التي كانت تفتخر بقواتها التي خسرت فيها 58 الف قتيل واكثر من 304 الاف جريح  اضافة الى 3200 في عداد المفقودين  بحيث تحولت الى قوات لا قيمة لها كما هي قوات  الاحتلال  الصهيوني  الان  كانت تفخر ايضا  بانها اقوى قوة في المنطقة ومن بين اكبر القوات في العالم  لكنها اعطت خسائر كبيرة في قواتها ولم تستطع كل هذه الاشهر ان تحقق هدفها في غزة ..

فيتنام الاولى انتهت  بهزيمة مذلة لامريكا و بسقوط الرئيس نكسون بعد فضيحة ووترغيت دون ان تحقق اهدافها .. وهذا ما متوقع ايضا لنينياهو وبايدن بعد انتهاء الحرب مع غزة بهزيمة مدوية  للقوتين ) رغم حجم التضحيات التي قدمهاالفلسطينيون وحجم الاسلحة التي القيت عليهم .

صحيح ان امريكا اقوى من الناحية المادية لكن فيتنام   كانت  اقوى منها في المعنويات .. فمعنويات   الامريكيين  كانت ضعيفة و الهروب  من الخدمة العسكرية خلال حملة فيتنام كبيرا 

وقد اعفى الرئيس فورد عام 1974 عن جميع الفارين والمتخلفين فيما   بعد ..    

لذلك فشلت امريكا في اخضاع الفيتناميين وكسر ارادتهم مما اضطرها  للانسحاب ولم تفدها اقسى انواع الابادة التي تمثلت في  سياسة الارض المحروقة التي القت فيها 6.7 مليون طن من القنابل

, وفي هذه الحالة تظهر عدالة الحرب عند طرف وبطلانها عند الطرف الثاني وهو سبب النصر ..

هل سعيد التاريخ نفسه مع الحرب على غزة رغم التفاوت في الامكانيات المادية لكن معنويات الفلسطينيين اعلى ويستمدونها من عدالة القضية رغم الاف الاطنان من مخنلف الاعتدة والاسلحة القت عليهم وقدموا الالاف من الضحيات اكثرهم من الاطفال والنساء وتدمير مساكنهم لكنهم يزدادون تمسكا بارضهم وحقهم وقضيتهم .

كانت  فيتنام المثل في المقاومة والبطولة لعشرات السنين فهل ستكون غزة المثل الثاني في عصرنا الحالي ..؟

نرجو وندعو

       

كلام مفيد :

ألقى  أحد الحكماء مزحة فضحك الكل ، ثم أعاد المزحة فلم يضحك أحد فقال : إذا توقفتم عن الضحك على نفس المزحة ، فلماذا تستمرون بالحزن على نفس الالم ..؟!..

 


 


مشاهدات 691
الكاتب طالب سعدون
أضيف 2023/12/20 - 4:30 PM
آخر تحديث 2024/07/15 - 9:54 PM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 280 الشهر 7848 الكلي 9369920
الوقت الآن
الخميس 2024/7/18 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير