وقائع العَفَن السياسي

صلاح الربيعي

ربما يكون العنوان غريبا بعض الشيء وربما لم يرد في قاموس السياسة مثل هذا العنوان مطلقا ولكن عند الخوض في المحيط السياسي العراقي هنا سيكون العنوان متوافقا تماما مع مايجري اليوم من نهج متخبط في ادارة البلاد وان الاكثر غرابة وسوءً ان يكون هذا النهج بلا ملامح وبلا صفة يمكن أن يوصف بها حتى اصبح المواطن العراقي عائما بالفراغ وليس له هدف يتجه نحوه ولا يعرف ماهي هويته فهل هي شرقية أم غربية ؟ وهل هي مدنية علمانية ام دينية متشددة ؟ وكل هذا بسبب عدم وجود قيادة متمرسة في الادارة وقادرة على ضبط البوصلة الوطنية للشعب العراقي وتوحد مواقفه نحو اهدافه الانسانية والوطنية ليكون قادرا على مواجهة المخاطر التي تحيط به من كل مكان وان النهج السياسي الذي أقل مانصفه بالعَفِن لما خلفه للشعب من ويلات تلو الويلات دون الاكتراث الى النتائج المترتبه عليه واذا ماتمت المقارنة بين حال العراق اليوم وبين اسوأ الدول حالا فاننا سنشهد الفرق الكبير الذي يمكن ان يضع العراق دون مراتب تلك الدول بمجمل الاحوال الانسانية والسياسية والامنية والاقتصادية والادارية وهذا ليس ادعاءً وانما واقع اعترَف به علنا كل من ادعى السياسية في العراق وهكذا مضت السنوات المؤلمة العجاف على العراقيين دون حلول ومازال النفق امامهم مظلما ودون بصيص أمل يعيد لهم الحياة الحرة الكريمة من جديد وهنا نحذر من الابقاء على النهج السياسي الترقيعي العَفِن الذي أخذ يقود البلاد الى الخراب دون توقف لذا توجب على كل من يحمل عنوان المسئولية في العراق ان يستمع الى الشعب فهو صاحب السلطات والذي يمتلك الحلول لكل الازمات التي يعيشها العراق فيما لو اتيحت له الفرصة بذلك ونقول للفاشلين والفاسدين ارفعوا ايديكم عن الوطن واتركوا الشعب يقرر مصيره ويختار النهج الذي سيعيد له كرامته وحقوقه دون تدخل من جهات اجنبية مغرضة ظالمة وعليكم ان تصارحوا الشعب بما لديكم من خفايا مخجلة انتم ابطالها عسى ان يغفر الله لكم وقد ازفت الساعة واصبح الوقت ليس بصالحكم وحينها لن ينفعكم الندم ولن تنفعكم المناصب ولا الأموال ولن تنفعكم الجهات الاجنبية التي تحتمون بها من غضب الشعب الذي اصبح كالمرجل تسعر ناره على مدى سنوات الظلم والتخريب السابقة وبهذا اعتبرونا لكم من الناصحين ليس حرصا عليكم أبدا وانما نخشى على الوطن من الحريق .