سنة‭ ‬مجرمة‭ ‬أكلت‭ ‬قلبي

علي السوداني

فايروسات‭ ‬كثيرة‭ ‬تلعب‭ ‬في‭ ‬الجوار

كيس‭ ‬أسود‭ ‬يمشي‭ ‬على‭ ‬قدمين

ثمة‭ ‬رازونة‭ ‬وحيدة‭ ‬مضاءة

ومسرات‭ ‬قليلة‭ ‬عند‭ ‬أوشال‭ ‬العام‭ .‬

في‭ ‬البيت‭ ‬أشعر‭ ‬بدفء‭ ‬وشبع

ومع‭ ‬أول‭ ‬محاولة‭ ‬لإشهار‭ ‬اللذة

تظهر‭ ‬على‭ ‬شاشة‭ ‬التلفزيون‭ ‬أُم‭ ‬فادي‭ ‬وهي‭ ‬تندب‭ :‬

يمه‭ ‬وليدي‭ ‬حبيبي‭ ‬رد‭ ‬عليَّ‭ ‬أنا‭ ‬أمك‭ !!!‬

صاحبي‭ ‬يجلس‭ ‬على‭ ‬حافة‭ ‬المقهى‭ ‬

يتكتك‭ ‬بسبابته‭ ‬الطويلة‭ ‬فوق‭ ‬وجه‭ ‬الهاتف

أنا‭ ‬أرمي‭ ‬عيني‭ ‬الرمداء‭ ‬على‭ ‬شاشة‭ ‬الفرجة‭ ‬الملونة

ثمة‭ ‬عربة‭ ‬يجرها‭ ‬حمار‭ ‬جائع

وكومة‭ ‬شهداء‭ ‬لا‭ ‬تدري‭ ‬بأي‭ ‬أرضٍ‭ ‬ستغور‭ ‬

الشاشة‭ ‬الحقيرة‭ ‬تكاد‭ ‬تخنقني

وجوه‭ ‬غربية‭ ‬متوحشة

وحاكم‭ ‬محليٌّ‭ ‬بانت‭ ‬على‭ ‬ظهره‭ ‬المقوس‭ ‬حدبة‭ ‬صائحة

كأنها‭ ‬ذلة‭ ‬خالصة‭ ‬تمشي‭ ‬على‭ ‬قدمين

البرابرة‭ ‬الجدد‭ ‬يلبسون‭ ‬قلادة‭ ‬جمائم

صور‭ ‬تذكارية‭ ‬مع‭ ‬جثث‭ ‬متفحمة

بؤس‭ ‬مفرط

مثل‭ ‬قصائد‭ ‬الصحب‭ ‬الجبناء

يا‭ ‬هذه‭ ‬السنة‭ ‬التعيسة

سأتبول‭ ‬عليك‭ ‬الليلة

وأنزل‭ ‬من‭ ‬روزنامة‭ ‬الحائط

ما‭ ‬تبقى‭ ‬من‭ ‬أيامك‭ ‬الثقال‭ .‬