الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
واحد يرفع وواحد يكبس

بواسطة azzaman

واحد يرفع وواحد يكبس

سامي الزبيدي

 

يضرب هذا المثل الشعبي العراقي في التفاهم بين اثنين والمثل يتعلق بلعبة كرة الطائرة فلا بد من وجود لاعبين متفاهمين  في الفريق احدهما يعرف مواصفات وإمكانيات اللاعب الآخر من حيث السرعة والفطنة وردة الفعل وإشغال المكان المناسب أمام الشبكة وهذان اللاعبان يطلق عليهما في لعبة الكرة الطائرة الرافوع والكابوس فالرافوع يرفع الكرة في ارتفاع يتناسب ومقدرة الكابوس الذي يكبس الكرة بقوة في ساحة الفريق الخصم الذي لا يتمكن من رد الكبسة القوية فتسجل نقطة للكابوس وتعاد العملية أكثر من مرة وكلما سنحت لفرصة والمكان للرافوع والكابوس من اخذ مكانهما الصحيح فرافع الكرة يعرف ماذا يريد الكابس وماذا يرغب وهذا يأتي نتيجة التدريب المستمر والمزاملة الطويلة فأي اثنين سواء كانا شخصين أو مجموعتين أو فئتين أو دولتين حين يكون بينهما تناغم وتحاور وتفاهم بحيث يجعلون من يقع بمصيدتهم صيدا سهلا وكما يحدث هذه الأيام في التفاهم الحاصل بين أمريكا والكيان الصهيوني في مجريات الحرب الوحشية التي يشنها الكيان الصهيوني على غزة فلا يوجد اثنان أكثر تفاهماً وتناغماً وتحاورا ً وتعاونا من أمريكا والكيان الصهيوني في حرب غزة فالتفاهم والتعاون بينهما لا مثيل له والدعم الأمريكي الكبير للكيان الصهيوني لا حدود له و كما يحصل في لعبة الكرة الطائرة فأمريكا تأخذ دور الرافوع فهي ترفع للكيان الصهيوني كل ما يحتاجه في حربة الوحشية وجرائمه الفاشية ضد المدنيين الأبرياء في غزة وفي الضفة الغربية من أسلحة واعتده ودعم مالي وإعلامي وسياسي  والكيان الصهيوني هو الكابوس الذي يكبس غزة بطائراته الأمريكية ودباباته ومدفعيته وكل أسلحته الأخرى ليوقع بهم الخسائر الكبيرة التي لا مثيل لها ولوحشيتها ولتدميرها  ولاستهدافها للمدنيين الأبرياء في كل حروب العالم وأمريكا أخذت دور الرافوع بكل حرفيه ومقدرة فالمسؤولين الأمريكان يصرحون بين الحين والآخر أنهم ابلغوا الكيان الصهيوني بضرورة تقليل الخسائر بين المدنيين وهذا يعني للكيان الصهيوني مزيدا من الكبس والقصف وقتل المدنين الأبرياء بالقنابل الأمريكية زنة 2000 رطل التي تدمر المباني وتطمر ساكنيها تحت الأنقاض وبمختلف الأسلحة الأمريكية الفتاكة الأخرى التي تأتي لإسرائيل عبر الجسر الجوي الأمريكي حيث وصلت (200 ) طائرة نقل عملاقة خلال الأيام الماضية وهي تنفل مختلف الأسلحة والاعتدة والآليات والنقل مستمر يومياً.

مساعدات انسانية

ويقولون لابد من وصول المساعدات الإنسانية لغزة ويقوم الكيان الصهيوني بتقليل دخول المساعدات الإنسانية خصوصا الطبية والوقود والمواد الغذائية لغزة ويصرحون بضرورة وقف دائم لإطلاق النار في غزة ويصوتون في مجلس الأمن ضد أي قرار لوقف إطلاق النار كما يصرحون بضرورة حل المسالة الفلسطينية وفق مبدأ حل الدوليتين و يصوتون ضد كل قرار من مجلس الأمن يدعو لهذا الحل , فأمريكا  ترفع والكيان الصهيوني يكبس ليرتكب أفضع الجرائم ضد الإنسانية وجرائم الحرب التي لا مثيل لها وأمام أنضار كل دول العالم والأمم المتحدة  ومنظمات حقوق الإنسان وللأسف أمام أنضار الدول العربية التي لا تجيد غير الشجب والاستنكار والدعوات لوقف الحرب وعقد المؤتمرات التي لا طائل منها , والمعضلة ان الفلسطينيين لا يستطيعون  صد كبسات الكيان الصهيوني المجرم القوية والحشية ولا تستطيع كل دول العام والأمم المتحدة صد هذه الكبسات لان الرافوع لها أمريكا ولا ندري الى متى ستضل أمريكا ترفع والكيان الصهيوني يكبس والعالم يتفرج على اللعبة الأمريكية الإسرائيلية التي تسببت وتتسبب بأبشع الجرائم الوحشية ضد  الفلسطينيين في غزة خصوصاً الأطفال والنساء التي ترتكب  كل يوم , والمشكلة التي يواجهها سكان غزة هي عدم وجود مناطق آمنة يلجأون إليها فكل غزة معرضة للقصف الإسرائيلي الهمجي شمالها وجنوبها شرقها وغربها منازلها ومستشفياتها ودوائرها ومساجدها وطرقها وعماراتها يرافق ذلك  حصار جائر بمنع وصول ما يكفي من الغذاء والماء والأدوية لسكان غزة مع تدمير ممنهج للمستشفيات ولمدارس الاونروا التي تؤوي ألاف النازحين لإيقاع اكبر ما يمكن من خسائر في صفوف المدنيين الأبرياء ويضاف إلي جرائم الكيان الصهيوني في غزة الجرائم التي يمارسها المستوطنون الصهاينة وجرائم قواته في الضفة العربية  كالقتل والاعتقالات وتفجير المنازل وحرق البساتين.                                                                                                                  ان هذا القصف الوحشي والتدمير الكبير للبنى التحتية والمنازل والقتل المستمر للمدنيين الغاية منه تهجير أكثر ما يمكن من الفلسطينيين من غزة والضفة الغربية  لدول الجوار وفرض احتلال شامل لكل الأراضي والمدن الفلسطينية وإنهاء دعوات حل القضية الفلسطينية وفق حل الدولتين الذي ازدانت المطالبة به هذه الأيام , فمن يوقف اللعبة الأمريكية الإسرائيلية القذرة ؟ ومن يوقف الرافوع الأمريكي عن رفع الكرات الجاهزة (الدعم التسليحي والمالي  والسياسي والإعلامي لإسرائيل) ليستمر الكابوس الصهيوني في كبساته القاتلة والوحشية ضد الفلسطينيين العزل؟


مشاهدات 600
الكاتب سامي الزبيدي
أضيف 2023/12/11 - 3:44 PM
آخر تحديث 2024/06/29 - 11:29 PM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 351 الشهر 11475 الكلي 9362012
الوقت الآن
الأحد 2024/6/30 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير