الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
غزة  وأمريكا

بواسطة azzaman

نبض القلم

غزة  وأمريكا

طالب سعدون

 

الحرب – أي حرب لا تقتصرأثارها على الطرفين المتحاربين فقط ، بل قد تمتد بتداعياتها الى أطراف أخرى في محيطها وفي العالم ..

الامثلة  كثيرة .. لكن ما يعنينا هنا - الحرب على غزة التي تجاوزت في خطورتها مرحلة الابادة  الجماعية الى محاولة محوها وتدمير ماعليها من بشر وحجر،  وتهجير من بقي حيا من سكانها وقتل اطفالها وتغيير جغرافيتها لتكون غزة أخرى على مقاس ( اسرائيل )  وليس على اساس التاريخ ..وتلك مهمة  ليست صعبة فقط بل مستحيلة ايضا على ( اسرائيل ) وحلفائها ..فقد  اضافت غزة بموقفها البطولي لتاريخها ما يجعلها فتحا  كبيرا للقضية الفلسطينية التي حصلت من هذه الحرب ما لم  تحصل عليه على مدى تاريخها وحروبها ..

من تدعيات غزة  وهي كثيرة ..  أن الثقل العسكري والسياسي الامريكي في هذه الحرب يختلف عن الحروب السابقة  فلم يحصل ان حضر رئيس امريكي   بنفسه الى ( تل ابيب ) ليكون الى جانبها   في حرب تعد الاخطر في ولايته ،  واجتماعه بمجلس الحرب الاسرائيلي ،  ليكون الى جانبها  داعما وشريكا في هذه الابادة الجماعية لسكان غزة وتقديم الدعم  المالي وحضورهذا الحشد من قواته بقوة وكثرة وسرعة وتقديم الخبرة ومشاركة خبراء لدعم الجيش  الاسرائيلي رغم محدودية الحرب وعدم  توسعها وهو احتمال وارد ان تأخذ مدى اوسع واطول وهو ما لا تتحمله اسرائيل لانها اعتادت الحرب الخاطفة  ....وسيكون ثمن غزة باهضا على بايدن  كما هو على نينياهو ونهايتهما السياسية وكل من دعمهما  في حربهما  المجنونه من الدول الغربية

ما تخشاه أمريكا هذه المرة  هو فشل ( اسرائيل ) في تحقيق ما إعتادت على تحقيقه في المرات السابقة  بحروبها الخاطفة ، وهو احتمال وارد  وقد يكون ذلك سببا في دفع امريكا الى  الاعتماد على نفسها ، وربما يزيد من قناعتها بعدم  الانسحاب من المنطقة ، بل ربما تزيد من قواتها  ليس لحماية ( اسرائيل ) فقط  بل مصالحها أيضا فلم  تعد ( اسرائيل ) بعد هذا الفشل تصلح  أن تكون القاعدة المتقدمة لامريكا في هذه المنطقة وربما تقوم بتوسيع تواجدها وتعزيز ما موجود من قواعدها..  ربما لم  يكن  هذا الاحتمال غائبا عن أحد  في المنطقة .

 لم يطابق البيدر حسابات الحقل  كما يقال .. فقد جاءت  الحرب على غزة  بعد تطورات في المنطقة  لم تكن بحسبان امريكا مثل تحسن العلاقات بين ايران والسعودية و مصر وتركيا وظهرت نتائج ذلك  في التئام القمة العربية الاسلامية في الرياض رغم تواضع نتائجها وتاخر انعقادها  كما سيكون لعزة اثر على عملية التطبيع ولن تنجح امريكا في ضغوطها هذه المرة كما نجحت في المرات الماضية .

لقد أحرجت الابادة الجماعية  المطبعين  خاصة بعد  إدانة رسميين ودبلوماسيين وتطور الراي  العام  الامريكي والغربي في رؤيته وموقف الكثيرمنهم  من العدوان  الاسرائيلي على غزة   وهو ما لم يحصل سابقا بهذا المستوى ..  فكيف للاخرين من العرب أن يقدموا على التطبيع ودماء الاطفال لم تجف بعد والانقاض شاهد حي على  حجم الدمار ..

 مهما كانت التضحيات كبيرة في هذه الحرب فان غزة فتحت الطريق لاقامة الدولة الفلسطينية وستكون واحدة من نتائجها العظيمة وليس امام امريكا وحلفائها غيرهذا الحل على حد ما يرى الكاتب توماس فريدمان في مقال له في صحيفة نيويورك تايمز..

امريكا شريك فاعل في هذه الحرب الوحشية في الدعم والتمويل ضد الاطفال والنساء والشيوخ يضاف لسجلها الاسود في هيروشيما ونازاكي وفيتنام والعراق وافغانستان .. فهل استوعبت الدرس من هذه الدول  وعرفت أن عمر الاحتلال قصير مهما طال وستعود الارض لاهلها مهما بلغت التضحيات واشتدت المعاناة  وستحاسب على جرائمها في يوم ما لانها من النوع الذي لايسقط بالتقادم .

وغزة درس اخر ..

سلام على غزة التي تقاوم الموت والدمار..

وتحية لشهدائها واطفالها والامهات اللاتي انجبن الشهداء الذين سجلوا ملحمة خالدة من البطولية والفداء والتضحية..

وستبقى غزة شاهدا على عظمة شعب وخسة عدو تجرد من المعاني الانسانية ومارس عدوانه بوحشية ليس لها نظيرحتى عند وحوش الغابات  ..

 

كلام مفيد :

احفر أين شئت في الارض تجد كنزا ولكن عليك ان تحفر بايمان الفلاح  ... جبران خليل جبران

 


مشاهدات 517
الكاتب طالب سعدون
أضيف 2023/12/06 - 3:39 PM
آخر تحديث 2024/07/14 - 7:18 PM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 371 الشهر 7939 الكلي 9370011
الوقت الآن
الخميس 2024/7/18 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير