العميد وحصانة التخادم

صلاح الدين الجنابي

العميد منصب مرموق لكنه يحتاج الى مهنية ونزاهة عالية وحصانة قيمية واخلاقية تمنعه من ممارسة سلوكيات تضر بأصحاب المصالح والمجتمع ولكنها (السلوكيات المدمرة) للاسف تدعمه وتقوي نفوذه للاستمرار والبقاء، العميد الذي لا يعي حجم المسؤولية العلمية والأخلاقية والمجتمعية يمكن ان يحتمي بشبكة كبيرة من العلاقات المشبوهة مع جميع المستويات (الحكومية والمجتمعية) المؤثرة والمهمة نتيجة توظيف المنصب والمكانة العلمية لتسهيل قبول أو نقل او استضافة أو نجاح طالب أو ترقية من لا يستحق من داخل الكلية أو خارجها وغيرها من الممارسات المنحرفة الكثيرة التي تسهم في زيادة نفوذه واتساع علاقاته التخادمية، اذ تزداد هذه السلطة والنفوذ والعلاقات كلما كانت الكلية ذات اثر اجتماعي وعلمي مرموق تبدأ من كليات المهن الحاكمة والمؤثرة ولا تنتهي بابسط التخصصات. وهذه الأفعال والسلوكيات انتشرت بشكل واسع في الكثير من الجامعات والقت بأوبئتها المهلكة والمدمرة للعملية التعليمية والبحثية والمجتمعية، اذ ان العميد المسؤول يعمل على تنظيم وتوازن العلاقة بين الطالب والتدريسي وضمان حقوق جميع أصحاب المصلحة ولكن العميد الفاقد لما ذكر يعمل على تدمير البيئة التعليمية الصحية والمحفزة للطالب والموجهة والحافظة لحقوق التدريسي والضامنة لحقوق جميع أصحاب المصلحة. هنا لا بد من المراجعة الفورية لجميع الأوامر الصادرة والتي صدرت بتعيين عمداء جدد لان بعضهم لديه كوارث وممارسات غير مهنية ولا يستحق البقاء في التعليم العالي فكيف يعاد تكليفه بهذا المنصب المرموق الذي يؤثر بشكل مباشر على اخلاقيات المهن وسمعتها ويترك اثارا سلبية على الطلبة والتدريسيين والمجتمع.

# العميدُ الذي لا يجيدُ تنظيمَ العملياتِ وتَسييرَ الإجراءاتِ وتَوزيعَ الأدوارِ بما يُحققُ التدفقَ المرنَ للعمليةِ التعليميةِ للوصولِ للأهدافِ الرئيسةِ في التعليمِ والبحثِ العلميِّ وخدمةَ المجتمعِ من خلالِ وقوفِهِ على مسافةٍ واحدةٍ من جميعِ أصحابِ المصالحِ وخاصةً الداخليينَ، ومحورهم الطلبةُ وأعضاءُ الهيئةِ التدريسيةِ، حيثُ إنَّ كثرةَ الشكاوَى عليهِ من الطلبةِ والتدريسيينَ تَستوجبُ موقفاً حازماً وصارِماً للتحقيقِ في مدى صلاحيتهِ للإستمرارِ بإشغالِ المنصبِ، لأنَّ أداءَهُ وسلوكَهُ يكونُ مُدمراً إذ يتحولُ من قيادةِ الإبداعِ إلى إدارةِ الصَّراعِ السلبيِّ، ويعتمدُ توزيعُهُ للأدوارِ على مبدأ التخادمِ.