متعهد إنتخابات . . مهنة جديدة
جبار المشهداني
بعد ( النجاحات ) الكبيرة التي حققتها معظم الأحزاب والحركات والكيانات السياسية العراقية بعد هيمنتها على مفاصل الإدارة الحكومية بفضل نتائج الانتخابات التشريعية ومجالس المحافظات ومن باب ان المحافظة على النجاح أصعب من النجاح نفسه صارت تلك الفعاليات السياسية لا تتحرج في إستخدام كل الأوراق الممكنة فبعد الدافع الديني لجأت الى الدافع المناطقي ثم العشائري وجربت كل شيء يساعدها على الاستحواذ والبقاء في لعبة الحكم والمغانم.
وفي العقد الأخير من عمر الديمقراطية العراقية المستوردة ظهرت طبقة جديدة من الرجال والنساء تمتهن المتاجرة بأصوات الناخبين وتركز نشاطها في أوساط المترددين بالمشاركة او الذين لم يحددوا أسما او كتلة أنتخابية يدعموها .
يتحرك هؤلاء المتعهدين أو المقاولين وهم يرفعون شعارات متعددة تتناغم مع مزاج الجمهور الذي يصغي لهم وكأنه منوم مغناطيسيا او أنه ينتظر من يسوغ او يشرعن له بيع صوته وهنا تبتدأ الحكاية . المقاول يؤكد وجود فرصة للاستفادة من عملية سياسية محددة النتائج سلفا تحت شعارين مركزيين شعبيا وهما . ( عمي هي القضية خربانه من زمان ) والشعار الثاني هو . ( عمي أحنه مبيوعين من زمان ) .
يتماهى الطرف الثاني وهو المواطن وفي لحظة عاطفية تنتمي للغباء والخيانة معا يوافق على بيع صوته مقابل ثمن مادي يتفق عليه لاحقا . وكلما نجح المقاول الانتخابي في زيادة عدد ( أتباعه ) كلما زادت أهميته وارباحه المادية والمعنوية وهنا يكون السؤال. نفهم أنه يربح ماديا ببيعه الأصوات( الحائرة والمترددة والمستعدة للبيع ) ولكن كيف يربح معنويا ؟ . يربح معنويا بعد سلسلة إنجازات وأعمال مماثلة وبعد أن يبدأ بالترويج لنفسه أنه كان السبب الحاسم في عبور المرشح الفلاني ونجاحه انتخابيا بتأمين آلاف الأصوات له من الناس فيصبح مهندسا ومقاولا انتخابيا أنجز جسورا انتخابية وعبد طرقا انتخابية وبنى قصورا انتخابية . الخزي والعار لكل مقاول انتخابي ارتزق ببيع أحلام وطموحات أهله لسياسي فاسد . الخزي والعار لكل سياسي اعتمد (مقاولا فاسدا) ليعبر به وبأصوات مباعة ومشتراة ليعوضها لاحقا من المال العام . الخزي والعار والأثم لمن يبيع صوته تحت أي مسوغ او شعار او تبرير . ولنا عن الانتخابات واسرارها حكايات واقعية وسحرية قادمة .