الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
عشرونَ‭ ‬شهقةٍ‭ ‬عن‭ ‬الحرب

بواسطة azzaman

عشرونَ‭ ‬شهقةٍ‭ ‬عن‭ ‬الحرب

حسن‭ ‬النواب

 

‭(‬1‭)‬

في‭ ‬الحرب،

لا‭ ‬يعرف‭ ‬سخط‭ ‬الجندي،

سوى‭ ‬بندقيتهِ‭ ‬وخوذته‭.‬

‭(‬2‭)‬

في‭ ‬المعارك‭ ‬الدامية،

الشهيد‭ ‬الذي‭ ‬يصل‭ ‬إلى‭ ‬بيته،

محظوظ‭.‬

‭(‬3‭)‬

أنا‭ ‬سائق‭ ‬دبابة،

أمضيتُ‭ ‬في‭ ‬الحرب‭ ‬تسع‭ ‬سنوات،

لم‭ ‬أطلق‭ ‬رصاصة‭ ‬واحدة،

لكنَّ‭ ‬كل‭ ‬رصاص‭ ‬الحرب،

كأنَّهُ‭ ‬يربضُ‭ ‬في‭ ‬صدري‭ ‬الآن‭.‬

‭(‬4‭)‬

الجندي‭ ‬الذي‭ ‬انتحر‭ ‬أمامي،

لم‭ ‬يكنْ‭ ‬خائفاً‭ ‬من‭ ‬الموت،

إنَّما‭ ‬من‭ ‬لجان‭ ‬الإعدام‭.‬

‭(‬5‭)‬

أشعر‭ ‬بالذنب؛

لأنَّ‭ ‬دبابتي،

كانت‭ ‬تحملُ‭ ‬مدفعاً‭.‬

‭(‬6‭)‬

في‭ ‬جبهة‭ ‬الحرب،

كنتُ‭ ‬أسأل‭ ‬نفسي،

في‭ ‬كل‭ ‬ساعةٍ،‭ ‬

لماذا‭ ‬أنا‭ ‬هنا؟

‭(‬7‭)‬

أنتم‭ ‬لا‭ ‬تعرفونَ،

ما‭ ‬هو‭ ‬أسى‭ ‬الشاعر،

عندما‭ ‬يحمل‭ ‬بندقية،‭ ‬

رغماً‭ ‬عنهُ؟

‭(‬8‭)‬

أكثر‭ ‬من‭ ‬عشرينَ‭ ‬عاماً‭ ‬في‭ ‬أستراليا،

وما‭ ‬زلتُ‭ ‬أشعر‭ ‬كأني‭ ‬في‭ ‬ملجأ؛

من‭ ‬جبهة‭ ‬الحرب‭.‬

‭(‬9‭)‬

حتى‭ ‬طنين‭ ‬الذبابة،‭ ‬

يذكّرني‭ ‬بأزيز‭ ‬الرصاص،

فكيف‭ ‬أنسى‭ ‬الحرب؟

‭(‬10‭)‬

لستُ‭ ‬سويَّاً‭ ‬أنا؛

لأنَّ‭ ‬القصف‭ ‬مازال‭ ‬يضجُّ‭ ‬برأسي‭.‬

‭(‬11‭)‬

حين‭ ‬يشتدُّ‭ ‬القصف؛

تتمنى‭ ‬لو‭ ‬تموت‭ ‬بشظيةٍ،

حتى‭ ‬تتخلَّص‭ ‬من‭ ‬الرعب‭.‬

‭(‬12‭)‬

الجنود‭ ‬الشهداء،

حتى‭ ‬لو‭ ‬دخلوا‭ ‬الجنَّة؛

لنْ‭ ‬يسعدوا،

لأنَّ‭ ‬أرواحهم‭ ‬أدمنت‭ ‬على‭ ‬الهلع‭. ‬

‭(‬13‭)‬

في‭ ‬جبهة‭ ‬الحرب،

كثيراً‭ ‬ما‭ ‬فكَّرتُ‭ ‬بالانتحار؛

وهنا‭ ‬في‭ ‬المهجر،

أبحثُ‭ ‬عن‭ ‬بندقية،

حتى‭ ‬أقتل‭ ‬تلك‭ ‬الذكريات‭ ‬الدامية‭.‬

‭(‬14‭)‬

في‭ ‬الجنَّة؛

الجنود‭ ‬الشهداء؛

يظنونَ‭ ‬حتى‭ ‬تغريد‭ ‬العنادل،

قصفاً‭.‬

‭(‬15‭)‬

الجندي؛

يخوضُ‭ ‬معركةً،

حتى‭ ‬في‭ ‬قبره‭.‬

‭(‬16‭)‬

عندما‭ ‬دخلت‭ ‬إلى‭ ‬الحرب؛

أهدتني‭ ‬أمي‭ ‬تعويذةً؛

حتى‭ ‬لا‭ ‬اقتل‭ ‬في‭ ‬الحرب،

وعندما‭ ‬وصلت‭ ‬إلى‭ ‬أستراليا،

كانت‭ ‬التعويذة‭ ‬معي؛

لكنها‭ ‬اختفتْ‭ ‬من‭ ‬محفظتي‭ ‬قبل‭ ‬أسبوع؛

ولذا‭ ‬أتوقَّع‭ ‬موتي‭ ‬في‭ ‬أية‭ ‬لحظة‭.‬

‭(‬17‭)‬

رأيتُ‭ ‬جنوداً‭ ‬قتلى؛

يحتضنونَ‭ ‬بنادقهم،

كما‭ ‬لو‭ ‬كانت‭ ‬زوجاتهم‭.‬

‭(‬18‭)‬

بعد‭ ‬مرور‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬أربعين‭ ‬عاماً‭ ‬على‭ ‬الحرب،

كثيراً‭ ‬ما‭ ‬أتوهَّم‭ ‬أني‭ ‬في‭ ‬اليوم‭ ‬الأخير‭ ‬من‭ ‬إجازتي؛‭ ‬

ولابدَّ‭ ‬من‭ ‬الالتحاق‭ ‬إلى‭ ‬الجبهة‭.‬

‭(‬19‭)‬

كلّما‭ ‬حاولت‭ ‬نسيان‭ ‬الحرب،

وجدتها‭ ‬أمامي‭ ‬مثل‭ ‬لعنة‭.‬

‭(‬20‭)‬

في‭ ‬خنادق‭ ‬الحرب؛

لم‭ ‬أكتب‭ ‬إِلاّ‭ ‬عن‭ ‬العشق،

ولما‭ ‬نجوتُ،‭ ‬

صرتُ‭ ‬أكتبُ‭ ‬عن‭ ‬الموت،

الذي‭ ‬رأيتهُ‭ ‬هناك‭.‬

 


مشاهدات 633
الكاتب حسن‭ ‬النواب
أضيف 2023/11/20 - 3:29 PM
آخر تحديث 2024/06/30 - 2:49 AM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 401 الشهر 11525 الكلي 9362062
الوقت الآن
الأحد 2024/6/30 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير