الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
ومضات من الحياة  

بواسطة azzaman

ومضات من الحياة  

لمى الربيعي - بغداد

 ذات مساء  وانا اسير في وجهتي للسوق القريب  واذا باحد يمسك ذراعي يقوة مما جعلني التفت مسرعه لمعرفة ما في الامر فاذا هي امراة طاعنه بالسن توسدت على ذراعي بشدة كي تنهض بنفسها للمسير  فسالتني مسرعه هل هي اليد التي تمسكين بها بمحفظة  نقودك فاجبتها مطمئنة نعم هي فاجابتني ضاحكه كنت اريد سرقتها فانتبهت لذاك الوجه الباسم المسمر وقد حفرت به السنين اخاديد عديدة وذاك الفم المفتقد  الاسنان لكني شعرت بجمال ذاك المحيي الملئ بالطيب  فاجبتها عن طيب خاطر هي لك  فلا تغلى عليك مبادلتها الابتسامه التي فتحت اساريري  وهي لازالت تشد بقوة متمسكه بذراعي فاحسست بانها تحتاج لسند كي تكمل مسيرها فامسكت بيدها لتردف متتبعة حديثها  قائله  ياابنتي الناس الان تفتقر الى القناعه فلم يبق شخص قانع برزقه. ولا حاله رغم كل الخيرات الني غمروا بها . . فتابعت الحديث بسرد حادثه فقالت كنا نعيش في زمن كان فية الفقر منتشرا و الناس جياع كنا ذاهبين لبيت خالي انا واختي التي تكبرني  رحمها الله  هي واولادها  فعندها رحبوا بمجيئنا في بيت الخال وهموا ليقدموا لنا وجبة الغداء فقالت اختي مؤكدة باننا لسنا جائعين فقد تناولنا غداءنا واتينا لزيارتكم .وبعد عودتنا من بيت الخال ونحن بالحقيقة لم ناكل شيئا واولادها جياع  همت الى كيس النخاله الذي قد جمعت معه بعض كسر الخبز اليابس  ووضعت بصله في اسفل القدر لتضيف كسر الخبز اليابس اليها وكانت اكلة (المثروده) هي طعامنا فاكلنا وحمدنا الله  .ياابنتي هذه الايام على كثرة خيرها لم تعد القناعه موجوده واغلب البشر يتذمر من الحال  .. وافقتها الرائ مؤكده لصدق كلامها  فشكرتني وامطرتني بالكثير من الدعوات مودعة اياي بتركها يدي ووصولها لوجهتها  .

جمال الارواح

بهذا اللقاء سررت برفقة و  محبة هذه المسنه واحسست بجمال الارواح من حولنا  فما اجمل الفقراء   ..لكن توقفت لاتمعن بالامر. ..

انها اقدار الله حيث يرسل لك الحكمه .. انها حكمة لزمن ضاعت فيه القناعة كما ضاعت الكثير من الاعتبارات في الحياة

  قد يسهو المرء في امور دنياه وينشغل بهمومه ويهولها ربما كان ماتملك هو اقصى اماني غيرك   فتكون غافلا عن النعم التي تغمرك وهنا اذكر كليم  الله موسى عليه السلام حين خاطب الجليل قائلا ربي لما خلقت هذا الرجل مقعد فاجابه كي احمد ...   في الكثير من الاحيان وفي احداث حياتنا اليوميه هناك الكثير من الرسائل التي نجهلها  في امورنا التي تستوجب الوقوف عندها والتفكير فيها مليا  مامن حادثه الا وكانت عبرة ومامن تجربه الا وكانت درسا ومامن كربه الا وكانت اختبار   وهنا تكون حكمة الله سبحانه وتعالى بارسال رسائله للبشر ليتمحص فيها ويعتبر ثم ليحمده  .

 

 

 


مشاهدات 625
أضيف 2023/10/27 - 11:31 PM
آخر تحديث 2024/07/18 - 3:17 AM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 331 الشهر 7899 الكلي 9369971
الوقت الآن
الخميس 2024/7/18 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير