الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
من سيحظى بشرف تحرير فلسطين؟

بواسطة azzaman

من سيحظى بشرف تحرير فلسطين؟

عماد مكلف البدران

 

بديهي أن تجد الاسلام العظيم اهم مشترك يربط الكيانات العرقية والسياسية الثلاث إيران وتركيا والعرب ، وبديهي أن نستنتج أن مفهوم تحرير فلسطين من الصهاينة المحتلين سيكون من منطلق اسلامي مثلما أراد الله عز وجل مثلاً في سورة الاسراء (( وَقَضَيْنَا إِلَى بَنِي إسْرائِيلَ فِي الْكِتَابِ لَتُفْسِدُنَّ فِي الأَرْضِ مَرَّتَيْنِ وَلَتَعْلُنَّ عُلُوًّا كَبِيرًا(4)فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ أُولاَهُمَا بَعَثْنَا عَلَيْكُمْ عِبَادًا لَنَا أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ فَجَاسُوا خِلاَلَ الدِّيَارِ وَكَانَ وَعْدًا مَفْعُولاً(5)ثُمَّ رَدَدْنَا لَكُمْ الْكَرَّةَ عَلَيْهِمْ وَأَمْدَدْنَاكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَجَعَلْنَاكُمْ أَكْثَرَ نَفِيرًا(6)إِنْ أَحْسَنتُمْ أَحْسَنتُمْ لِأَنفُسِكُمْ وَإِنْ أَسَأْتُمْ فَلَهَا فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الآخِرَةِ لِيَسُوءُوا وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُوا الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُوا مَا عَلَوْا تَتْبِيرًا(7)) لكن من سيكون أوفر حظاً ليحرر فلسطين وعلى رأسها القدس ؟ سأبدأ بالعرب على الرغم من ان عنواني بدأ بإيران ولي قصد في ذلك ستقودني اليه كلماتي التي أكتبها  ، فقد خاض العرب حروباً عديدة مع إسرائيل منذ عام 1948 ، ثم حرب ،1956 ثم حرب الأيام الستة نكسة 1967و آخرها حرب اكتوبر تشرين الاول 1973 ، وكلها لم تحقق مبتغاها الرئيس وهو التحرير، وربما نلتمس الأعذار لعجز العرب ،منها عدم توحيد الكلمة، والخضوع لسياسة دول عظمى، وضعف الإرادة فضلاً عن الفتن والمكائد والخيانة والخذلان  ما بين هذه الدول، وعجزها التسليحي والتقني، وسوء التخطيط، والحكومات الدكتاتورية القمعية ،وضعف اقتصاديات بعضهم ، واعتماد هذه الاقتصاديات على الغرب،  فيتهاوى هنا التماس العذر ويصبح أكثر وهناً مع عقد اتفاقية كامب ديفيد بين مصر واسرائيل عام 1978 لينتهي مفهوم التحرير الجماعي العربي والمقاومة الجماعية والمقاطعة العربية ويحل بدلاً منها مفهوم السلام بقالب التطبيع إلى أن  يتم تصفية ما تبقى من القضية مع عقد اتفاقية أوسلو عام 1993 التي بموجبها مُنح الفلسطينيون حكماً ذاتياً على غزة والضفة الغربية لتموت اماني التحرير برعاية عربية ويبدأ مشوار التطبيع وبهرولة وإلى يومنا هذا ليفضحهم إصرار المقاومين الفلسطينيين ، ما أدى إلى ظهور مسألة مهمة ربما انتبه لها صُناع السياسة العرب ومنهم الحكام وهي أن فراغاً ظهر في القضية الفلسطينية ستتنافس على سده دول اقليمية على رأسها ايران وتركيا وكلاهما كما ذكرت يتدخلان تحت عنوان الإسلام ومن بوابته يجتازان بوابات العرب ويتوغلان ،فتركيا ذات التدخل الخجول والمتردد لوجود علاقات سابقة مع إسرائيل وكونها عضواً في حلف راعٍ للصهيونية وربيبتها إسرائيل وهو النيتو إلا أن  اردوغان الاسلامي يريد التدخل لكنه لا يقوى على ذلك؛ بسبب رغبته ان ينظم الى الاتحاد الاوربي الداعم لإسرائيل واعتماد اقتصاده على الغرب وارتباطه برأس المال الغربي ،فضلا عن انه يبدو يناور على ورقة فلسطين لمكاسب تخص بلاده وبشطارة أصبح لاعباً في المنطقة بعد سلسلة من المناورات الناجحة التي أدخلته إلى سوريا وشمال العراق وملفات أخرى في المنطقة لكنه لا يستغني عن ارثه العثماني الإسلامي وحنينه أن تكون القدس تحت مظلته وإدارته ،أما إيران فلا يخفى على الجميع مدى الدعم الكبير الذي تقدمه لحركة المقاومة حماس ولحركة الجهاد الاسلامي فضلا عن حزب الله مستغلة الفراغ الذي تسبب به غياب الدور العربي الفاعل وقد نجحت بتفاهمات مع هذه الحركات ان تكون مصلحتهم واحدة هي تدعم وتخطط وهم يقاومون ويضربون من جانبهم ؛من أجل التحرير ومن جانبها حتى تضغط على أمريكا ونفوذها وذراعها إسرائيل ،فذراعٌ بذراع ، المقاومة ذراع، وإسرائيل ذراع، ولا ذراع للعرب ولا نفوذ .


مشاهدات 712
الكاتب عماد مكلف البدران
أضيف 2023/10/15 - 4:55 PM
آخر تحديث 2024/07/16 - 10:30 AM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 370 الشهر 7938 الكلي 9370010
الوقت الآن
الخميس 2024/7/18 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير