بيان مجلس التعاون  الخليجي .. رؤية تحليلية

سامي الزبيدي

في سابقة غير مألوفة في العلاقات العربية والعلاقات الدولية اصدر مجلس التعاون الخليجي بيانا طالب فيه من العراق الالتزام باتفاقية تنظيم الملاحة في خور عبد الله تلك بعد قرار المحكمة الاتحادية العليا القاضي بعدم دستورية التصويت على اتفاقية الملاحة في خور عبد الله والتي صادق عليها مجلس  النواب عام 2013 تلك الاتفاقية المجحفة والتي تضر بمصالح العراق العليا والتي خالفت الدستور العراقي وفرطت بحقوق العراق التاريخية في مياهه الإقليمية وحتى مجلس النواب الذي صوت على الاتفاقية اعتبرها حينها مذلة ولا ادري كيف صوت ووافق على اتفاقية مذلة تفرط بحقوق العراق في مياهه الإقليمية , وحسب شهادة نواب لم يصوتوا عليها فان التصويت كان نتيجة ضغوط  مورست على أعضاء مجلس النواب قام بها رؤساء  الأحزاب والكتل السياسية وسياسيين فاسدين وغير عراقيين ولا ينتمون الى وطنهم ومقابل رشا بملايين الدولارات استلمها سياسيون ووزراء من الكويت وباعتراف نائب كويتي وباعتراف مسؤولين عراقيين برروا ذلك  بتبرير سخيف مفاده بعدم علمهم بما كان في  حقائب الدولار التي استلموها من الكويتيين عند توقيع الاتفاقية في الكويت عام 2013 ,ان العملاء ومزدوجي الجنسية الذين يحملون الجنسية البريطانية والكويتية والإيرانية  ومن صوت على انفصال إقليم كردستان لم يكونوا عراقيين ولهذا وقعوا على الاتفاقية أول الأمر ثم أوعزوا الى أعضاء أحزابهم في مجلس النواب بالتصويت عليها مقابل حفنة من الدولارات وهكذا تكون الخيانة , وما يهمنا هنا بيان المجلس الوزاري لمجلس التعاون الخليجي الذي دعا العراق الى استكمال ترسيم الحدود البحرية مع الكويت ورفضه القاطع لأي انتهاك يمس سيادة الكويت كما أكد على أهمية التزام العراق بسيادة الكويت ونحن نسال المجلس الوزاري كيف انتهك العراق سيادة الكويت ومتى ؟ ولماذا هذا التدخل السافر بقرار اتخذته المحكمة الاتحادية العليا أبطلت فيه اتفاقية غير شرعية وتتعارض وأحكام الدستور العراقي؟ ثم هل كلف المجلس الوزاري نفسه بمراجعة ملف الحدود البحرية والبرية بين العراق والكويت وعرف حجم التجاوزات الكويتية عليها والتي لم يحرك المجلس ساكنا بشأنها قبل دعوته هذه ؟ ثم عاد المجلس الخليجي ثانية خلال اجتماع له مع السفير الأمريكي ليجدد موقفه السابق ويطالب العراق بالالتزام بالاتفاقيات الثنائية مع الكويت حتى وان كانت على حساب حقوق العراق في مياهه وأراضيه و اصدر المجلس الخليجي بيانا مشتركا مع الولايات المتحدة الأمريكية دعوا فيه الحكومة العراقية الى الإسراع بتسوية الوضع القانوني الداخلي لضمان استمرار تطبيق الاتفاقية المتعلقة بتنظيم لملاحة في خور عبد الله في تدخل سافر في الشأن الداخلي العراقي كما دعا الى استكمال ترسيم الحدود البحرية بين العراق والكويت , والغريب قبل ذلك طالب وزير خارجية الكويت من العراق احترام سيادة الكويت وكان العراق هو من ينتهك سيادة الكويت لا الكويت التي استغلت الظروف الصعبة التي يمر بها العراق وقامت بشراء ذمم مسؤولين أممين وسياسيين عراقيين للاستيلاء على  أراضي ومياه عراقية كما قامت  بمحاولة خنق العراق بإنشاء ميناء مبارك في مدخل خور عبد الله في مخالفة صريحة لقانون البحار الذي يمنع إنشاء الموانئ في الممرات والمداخل البحرية كما قامت بإنشاء جزر اصطناعية لتغيير الحدود البحرية والمنطقة الاقتصادية العراقية  كل ذلك وغيره يقابله صمت مطبق من كل الحكومات العراقية المتواطئة مع الكويت على حساب حقوق البلد .

خور عبد الله

لقد دعا وزير خارجية أمريكا  هو الآخر العراق للالتزام باتفاقية خور عبد الله ونسي الوزير الأمريكي ان أمريكا هي سبب كل المشاكل والماسي والكوارث التي حلت بالعراق وشعبه بعد غزوها البربري عام 2003 وهي من تسببت في كل القرارات الدولية المجحفة بحق العراق بعد غزو الكويت والتي سلبت حقوقه في أراضيه ومياهه .

ان قرار المحكمة الاتحادية ببطلان التصويت على اتفاقية الملاحة في خور عبد الله هو شان داخلي عراقي وقرار سيادي غير قابل للنقاش والمزايدات الإقليمية والدولية وغير مسموح لمجلس التعاون الخليجي التدخل في  الشؤون الداخلية السياسية والسيادية العراقية وعلى المجلس الاهتمام بشؤون دوله وحل مشكلة اليمن والسعودية وترك العراق يقرر ما يراه مناسبا لضمان حقوقه التاريخية في مياهه وأراضيه التي اقتطعت منه ظلماً وعلى أمريكا ألا تفرض على العراق مقترحات تسبب في  التفريط بمياهه الإقليمية وحدوده البرية  ونذكر أمريكا ووزير خارجيتها ان خور عبد الله كان عراقيا منذ عام 1920 والعراق وحده من يقوم بعمليات كري القناة الملاحية في الخور منذ ذلك التاريخ ومن لا يعرف ذلك عليه مراجعة المذكرة العراقية التي قدمها رئيس وزراء العراق نوري السعيد الى عصبة الأمم لمتحدة والى بريطانيا عام 1932 والتي تخص الحدود البرية والبحرية بين العراق والكويت والموجودة نسخ منها بالعربية والانكليزية في الأرشيف البريطاني وأرشيف وزارة الخارجية العراقية ومن يريد التأكد منها  ليطلبها منهما كما توجد نسخة منها  بالعربية والانكليزية  لدى الباحث  والمؤرخ العراقي محمد مظفر الادهمي ولدى مدير المساحة العسكرية اللواء الركن جمال الحلبوسي وهي غير المذكرة المزورة التي لدى الكويت والتي تم تزويرها من قبلهم لتثبيت الحدود العراقية الكويتية ,وسؤال أخير الى مجلس التعاون الخليجي والى وزير خارجية الكويت أين كنتم عندما احتلت إيران الفاو وخور عبد الله خلال الحرب العرقية الإيرانية لماذا لم تقولوا ان الخور كويتي ؟ ومن استعاد الخور من الاحتلال الإيراني الكويت أم مجلس التعاون الخليجي أم العراق؟ فيا مجلس التعاون الخليجي أما ان يكون تدخلكم منصفا ويراعي حقوق جميع الأطراف وإلا فاهتموا بشؤونكم .