وأُوفوا الفنانين عطاؤهم

فريد حسن

بعد عام الاحتلال تم انتهاك الكثير من القيم والاعراف والمزايا والخصال التي كان عليها اهلنا العراقيون واختلفت وجهات النظر الى الامور ومن ذلك عدم رعاية الفنانين الذين قدموا عطاءا غير محدود وكثيرمن سنوات العمر وكلٌ في مجال عمله وفنه ولكن لم نرَ اليوم للدولة اي اهتمام بهذه الشريحة المعطاءة ولا حتى زيارتهم او الوقوف على احتياجاتهم الحياتية ومعرفة اوضاعهم الاقتصادية في حين اغلبهم يعيشون في بيوت ايجار بعد ان باعوا ممتلكاتهم وبيوتهم من أجل العلاج او تأمين محل من اجل لقمة العيش واغلبهم وفي لحظة صدمة لما الت اليه الامور ابتعدوا عن الفن وما عادوا يهتمون لان الدولة والمجتمع لم يعودا  مهتمين بهم وعليه لابد لهم ان يجدوا سبيلا للرزق ومعيشة الابناء .

ان ما هو مستغرب ومدهش في بلادنا ان القيادة السياسية تكون مسؤولة عن الوضع الامني والسياسي وهذا معروف في جميع بلدان العالم أما وزارة الثقافة فإن مهمتها ان تتابع كل ما يتعلق بالثقافة والفن والارث والسياحة والاثار و ان تتابع امور الفنانين بالتعاون مع نقابة الفنانين للوقوف على احتياجاتهم او ايجاد سبل العيش لهم من خلال انتاج المسلسلات والافلام اللتين اضحيتا من الماضي المنسي .

نعم انها مهمة وزارة الثقافة ان تعاين وتعاود الفنانين من خلال المديريات التابعة لها للوقوف على حجم معاناتهم وخاصة بالنسبة للقدامى والذين اليوم يعانون من امراض عدة تحول بينهم وبين العمل الفني فقبل ايام رحل المطرب ياس خضر واليوم الفنان محمد حسين عبدالرحيم والفنان علي طاهر يرقدون في بيوتهم حيث الاول يعاني من مشاكل في الفقرات والثاني مصاب بجلطة دماغية ناهيك عن الفنانة سليمة خضير واختها امل خضير  وكذلك الفنانة امال ياسين اللاتي يعانين  من بؤوس الحالة المادية وهن قدمن الكثير من الاغاني والفن الاصيل .

ان لكل وزارة عملها خارج اطار العمل السياسي وعليه لابد منها متابعة الذين قدموا للوطن وحفظوا ارثه الخالد وكل في مجاله وضمن دائرة اهتماماته .

ندعو مجلس الوزراء الى اقرار برنامج لزيارة الفنانين ومتابعة حالاتهم الصحية والمساهمة في تقديم العون لهم والله لايضيع اجر من احسن منكم عملا.