الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
السوداني يستجيب لما نكتب.. عندما تكون الصحافة دليلاً للحكومة

بواسطة azzaman

السوداني يستجيب لما نكتب.. عندما تكون الصحافة دليلاً للحكومة

رياض عبد الكريم

 

اعتدت في كتابة مقالاتي ان اتناول الى جانب اهتماماتي بالوضع السياسي ، ان اولي اهتماما خاصا بالوضع الحياتي والاجتماعي في البلد ، فقد كتبت عشرات المقالات التي تعالج وتطرح افكار واراء تتضمن مقترحات مستوحات من حاجات الناس وضروراتها الحياتية والمعيشية وفي مختلف المجالات ، وعندما يكون الجانب النقدي احيانا هو سمة تلك المقالات فهذا لايعني انني احاول ان اكون سلبيا ومتشائما حد اليأس ، لانني كنت انتقد بعض الظواهر والحالات بروح ايجابية يلمس القاريء ويتحسس من خلالها الهدف الاصلاحي الذي يقود الى التغيير الايجابي بما يعزز ويدعم المنجز على مختلف الاصعدة ، وغالبا ماكنت اشير ساندا وداعما للكثير من المنجزات والاجراءات الايجابية والجيدة ، وتلك هي مهمتنا كصحافة وطنية تسعى ان يكون لها الدور النزيه المتفاعل مع مسيرة البناء وتعزيز الاسقرار والسيادة الوطنية التي تحمي كرامة وحرية وحقوق الانسان العراقي .

ما دعاني لكتابة مقال اليوم ، هو ارتياحي وتقديري لعدة قرارات واجراءات اتخذها رئيس الوزراء السيد السوداني وحكومته خلال هذا الشهر ، كونها جاءت معبرة عن حاجات واولويات مهمة وجديرة بالاهتمام ، والاهم من ذلك هو انني اشرت قبل فترة وفي عدة مقالات نشرتها في « الزمان « تناولت فيها وبتفصيل دقيق ملفات الموضوعات التي صدرت بحقها القرارات والاجراءات لمعالجتها والاهتمام بها ، وفي ذلك دلالة مبهجة ومفرحة اذ نجد ونتلمس ان رئيس الوزراء يتفاعل بل ويستجيب لما نكتب ، وبنفس الوقت يدفعنا ذلك لأن نطرد الشرطي الذي كان يلازم دواخلنا ويمنعنا من البوح بما نشعر او نريد ، ونأمل ان تكون هذه سياسة معتمدة يمارسها كل المسؤولين في الدولة والحكومة في حدود احترام وتقديس مسؤولياتهم واحترام وتقدير ماينشر في الصحافة والاعلام والاستفادة من الافكار والمقترحات التي ترد في مقالات الكتاب وذوي الاختصاص .

والاجراء الاول هو :

خطط لتأهيل الاسواق المركزية

كنت قد كتبت مقالا مطولا قبل فترة بعنوان « الجمعيات التعاونية : انعاش للاقتصاد وللمواطن « ونشر في الزمان، من بين ماجاء فيه «اننا اليوم وعندما نريد ان نبني ونعمر بعد الخراب الذي تعرض له العراق ، لابد ان نبدأ بأختيار اعلى المستويات واعظمها من حيث ملائمتها لروح العصر والتقدم الحضاري ، ومن اولويات التوازن بين حاجة المواطن وستراتيجيات المشاريع ، لابد من التفكير جديا بأعادة عمل الجمعيات التعاونية او سموها ماشئتم ، لاتكتفي بالمواد الغذائية فحسب ، بل بكل حاجات المواطن وبأفضل الانواع ، ومن ارقى المناشيء ، ويمكن ان تجري الاستفادة من ابنية الاسواق المركزية  (اورزدي باك ) سابقا ، المهملة واعادة تأهيلها بموجب مواصفات حضارية وعصرية تتوفر فيها كامل خدمات التسوق وباسعار مخفضة على ان تغطي معظم مناطق بغداد والمحافظات ، وللعلم هذا المشروع معمول به في كل انحاء العالم بل ودول الجوار ايضا ، لان تلك الدول بغض النظر عن سياساتها قد اولت اهتمامات جدية وخصصت موارد مالية لخدمة مواطنيها ومساعتهم على العيش الحر الكريم « .

وصدر قرار قبل ثلاثة اسابيع من وزارة التجارة يعلن عن البدء بمخطط لاحياء الاسواق المركزية في بغداد وكل المحافظات وتجهيزها بكافة المواد والحاجيات التي يحتاجها المواطن وبأسعار تنافسية .

الاجراء الثاني وهو:

معالجة اوضاع الشباب وقضاياهم.

وفي هذا الصدد كتبت ايضا مقالا مفصلا حول وضع الشباب في العراق بعنوان « ماذا يريد الشباب « ونشر ايضا في جريدة الزمان ، تناولت فيه اوضاع الشباب المزرية ومعاناتهم وعدم رعاية واهتمام الدولة بهم ، وضياعهم وسط افات السوء في المجتمع ، الامر الذي ادى الى اندفاع البعض الكثير منهم نحو الجريمة والمخدرات والسرقات  ومن بين ماورد في المقال:

 “الشّباب هم الأكثر طموحاً في المجتمع، وعمليّة التّغيير والتقدُّم لا تقف عند حدودٍ بالنّسبة لهم، فهم أساس التّغيير والقوّة القادرة على إحداثه، لذلك يجب أن يكون استقطابُ طاقاتهم وتوظيفها أولويةَ جميع المُؤسّسات والمَجموعات الاجتماعيّة التي تسعى للتّغيير، وهم الفئة الأكثر تَقبُّلاً للتّغيير، وهم الأكثر استعداداً لتقبُّل الجديد والتّعامل معه، والإبداع فيه، وهم الأقدرعلى التكيُّف بسهولةٍ دون إرباك، ممّا يجعل دورهم أساسيٌّ في إحداث التّغيير في مُجتمعاتهم، والحماس الفكريّ لدى الشّباب والطّاقة الجبّارة التي يملكونها تُساعدهم بشكلٍ كبيرٍ نحو التقدّم والحيويّة في التّفاعل مع مُختلف المُعطيات السياسيّة والاجتماعيّة المُتغيّرة،

لكل ماتقدم فأن من حق الشباب ان يتحسسوا قيمتهم ودورهم في المجتمع ، وعلى الدولة ان تتحسس هي الاخرى أهمية هذا القطاع الحيوي وأن توليه الاهتمام والرعاية بشكل قد يتميز على باقي القطاعات ، فهم بالتأكيد ينظرون الى انفسهم  كونهم مهمشين وخارج عملية التنمية ، ، بمعنى ادق هم طاقات معطلة وخاملة بفعل عدم رعاية واهتمام الدولة» .

وجرت بالفعل سسلسلة اجراءات ترأسها رئيس الوزراء السيد السوداني ، ابتدأت بأجتماع موسع مع نخبة من الشباب تسلم خلالها السوداني دراسة تتضمن مطالب الشباب ومقترحاتهم ، ووعد خلال الجلسة بعقد اجتماع استثنائي لمجلس الوزراء لمناقسة الدراسة ، وفعلا تم عقد الاجتماع بعد يومين خلص الى المبادرة بتأسيس مجلس اعلى للشباب برئاسة رئيس الوزراء يتكفل بالمتابعة والحلول .

الاجراء الثالث وهو:

صحافة ومكاتب

انذار مدراء مكاتب الاعلام الحكومي

وهذا الموضوع كتبت عنه مرتين ، بعنوان « عن الصحافة ومكاتب الاعلام الحكومي « لخصت فيه تقاعس تلك المكاتب في عملها ومسؤوليتها ، وعدم تعاملهم بجدية مع الصحافة وموالاتهم لمؤسسات صحفية دون اخرى لاسباب معروفة ، ناهيك عن عدم خبرتهم في العمل الصحفي بل وحتى عدم معرفتهم بمنجزات ونشاطات وزاراتهم ومؤسساتهم ، وغالبا مايطغي على عمل تلك المكاتب صياغات وتقارير تمجد وتجمل صور مسؤولي وزاراتهم ومسؤوليهم ويكون اسم الوزير او المسؤول الاعلى هو الذي يتصدر اي تصريح بمناسبة او دون مناسبة ، ومن بين ما ذكرته في المقال موجها كلامي لعناصر تلك المكاتب مايلي :

“انتم المرأة العاكسة لكل نشاطات ومنجزات مؤسساتكم ، وليس بالضرورة ان تبالغوا في تلميع وتضخيم تلك المنجزات ، لانها معروفة وغير خافية على الناس ، تحدثوا بمنطق الحقيقة والواقعية وبما هو عليه واقع الحال ، فالبلد لايزال فيه الكثير من الماًسي والماًثر وليس تحقيق منجز هنا او هناك يحل المشكلة ، انما مصارحة ومكاشفة الناس بواقع الحال والتواضع في طرح الطموحات والتأني في اطلاق الوعود كلها امور تساعد في تهدئة النفوس ونمو الشعور بالتفاؤل ، وكل ذلك لايتحقق الا من خلال معرفة مسؤوليكم في الوزارات والمؤسسات عما يجري خارج مكتبه من امور وقضايا ، مشاكل ومظالم ، هموم ومعانات ، اقصاء وتهميش ، تلكؤ وسوء ادارة ، مقترحات ومبادرات ، وكل هذه المفردات واكثر تجدونها يوميا منشورة في الصحف وماعليكم الا ان تلخصوها وتقدموها بتقرير يومي الى مسؤوليكم ليبدأ عمله اليومي بعد الاطلاع عليها وتأشير مايمكن معالجته او الانتباه لخلل ما كان غائبا عنه، وقضية اخرى مهمة ، اطلعوا على تفاصيل المقالات التي ينشرها الكتاب في الصحف ، فهي لم تكتب لاملاء فراغ ما ، انما فيها حتما الكثير الكثير من المقترحات والمبادرات وتشخيص الاخطاء والاسهام من خلال ذلك في تعزيز مسيرة البناء والازدهار للبلد ، وممكن تلخيص هذه الافكار وجعلها موضوعات للدراسة ربما تفيد المسؤول عندما يطلع عليه ، اقول ، عليكم بممارسة دوركم الاعلامي في الرد التفاعلي على تلك المقالات عملا بمدأ الرأي والرأي الاخر وتوضيح الحقائق بموجب مستندات توثيقية تقنع القاريء وتزيد قناعته بجدية عملكم واحترام مسؤوليتكم « .

واصدر رئيس الوزراء قبل ثلاثة ايام تعميما لكل الوزارات يحمل توجيهات وتعليمات بخصوص عمل المكاتب الاعلامية ويمهل فيه مدراء تلك المكاتب مهلة ثلاثة اشهر يجري بعدها تقييم لعملهم وفي حال ثبوت تقصيرهم يستبدلون بأخرين ، وأن كان المفترض ان تجري الان وفورا مراجعة وتحقيق لكل اعمال تلك المكاتب دون الحاجة الى منح فرصة اخرى لهم ، ذلك لان التقصير مشخص وواضح ولابد من الاجراء الفوري للتصحيح .

تلك هي الاجراءات الصحيحة ، وذلك هو التفاعل المرتجى من الحكومة مع الصحافة، ونتمى ان يكون هذا التجاوب والمتابعة بمثابة المنهج الفعلي الذي  يمارسه كل المسؤولين في الدولة والحكومة .

فشكرا للسيد رئيس الوزراء على تلك الاستجابات المشرفة .

 

كاتب ومتابع للشأن السياسي


مشاهدات 950
الكاتب رياض عبد الكريم
أضيف 2023/09/04 - 7:00 PM
آخر تحديث 2024/07/15 - 9:43 AM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 339 الشهر 7907 الكلي 9369979
الوقت الآن
الخميس 2024/7/18 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير