الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
هل المولدات الأهلية بديل للطاقة؟

بواسطة azzaman

هل المولدات الأهلية بديل للطاقة؟

 

جمال الشرقي

 

سؤال يتردد على لسان جميع العراقيين :- هل سيبقى شعب العراق بأكمله معتمدا على المولدات الكهربائية الأهلية ؟ والى متى يبقى الحال هكذا طيلة عشرين عاما ؟

العراق بدأ استخدام المولدات الكهربائية الأهلية بشكل واسع بعد 2003 وخاصة في المحافظات وازدادت الحاجة وتوسعت بعد الحرب العراقية الأمريكية في عام 2003. بسبب الاضطرابات الأمنية والتخلف في البنية التحتية لشبكة الكهرباء الوطنية حتى وقتنا الحاضر ، مما اضطر العديد من العراقيين إلى الاعتماد على المولدات الكهربائية الخاصة لتلبية احتياجاتهم المستمرة للكهرباء. وشيئا فشيئا نمت ظاهرة نشوء المولدات ( الديزل ) بشكل كبير حتى صارت الجناح الثاني لتجهيز الطاقة .. ولان التذبذب في الطاقة الوطنية كبيرا فقد اصبح الاعتماد على المولدات شيئا لا يمكن الاستغناء عنه وبلا بديل او منازع سوى الكهرباء الوطنية فتفاقمت ظاهرة الاستغلال وبدأ المواطن يعاني دون حل منذ 2003 ولحد الان وبقيت الأمور سائبة دون متابعة حكومية جادة رغم اناطة الامور الى مجالس المحافظات ثم الى محافظة بغداد .

وما ان جاءت حكومة الاستاذ محمد شياع السوداني رئيس الوزراء السادس حتى اخذت على نفسها مسئولية متابعة ملف الطاقة بعد ان وصل الامر حدا لا يطاق فتصاعدت الاصوات الشعبية وبرزت الحاجة الكبيرة والملحة الى متابعة الطاقة البديلة وهي المولدات الكهربائية الاهلية .وعلى مدى عشرين عاما حاولت الجهات الرقابية وسعت بشتى الطرق لخلق صلة من التعاون بين اصحاب المولدات الاهلية وبين المواطن الا ان جميع المحاولات لتخفيض سعر الامبير الواحد بقيت تراوح في مكانها رغم جميع المحاولات وحتى القاسية منها .

ظروف حرجة

للحق نقول ان المولدات الاهلية ساعدت بشكل كبير ان تكون البديل للطاقة خاصة في الظروف الحرجة التي تعرضت لها الطاقة الرسمية جراء التخريب ونقص البنى التحتية الا ان فرض اسعار الامبير العالي كان وما زال عائقا في الحصول على كمية كهرباء كافية بل وكان صعبا على الكثير من العوائل ذات الدخل المحدود السؤال الوارد الى متى يبقى العراق معتمدا على المولدات الاهلية خاصة واننا نعرف جيد ان مستوى الطاقة الكهربائية اليوم يمثل مستوى التطور النوعي ومدى التقدم الحضاري الذي تعيشه الشعوب المتقدمة والى متى يبقى الغاز النفطي العراقي يحرق في الفضاء والعراق اليوم يستورد الغاز من دول تفرض عليه مبالغ ليست هينة خاصة وان الحكومة العراقية تواجه تحديات كبيرة في تأمين الكهرباء بشكل مستمر وموثوق به، وتعاني من نقص في البنية التحتية الكهربائية وتأثير النزاعات المستمرة والتهديدات الأمنية. هذا يؤدي إلى انقطاعات متكررة في التيار الكهربائي المقدم من الشبكة العامة.ومع ذلك، يجب أن نلاحظ أن الاعتماد الشديد على المولدات الكهربائية الأهلية ليس حلاً مستدامًا على المدى البعيد. فالمولدات الأهلية تعتمد بشكل رئيسي على الوقود المحلي مثل البنزين أو الديزل، مما يؤدي إلى استهلاك كميات كبيرة من الوقود وتلويث البيئة. بالإضافة إلى ذلك، فإن تشغيل المولدات الأهلية يتطلب صيانة منتظمة وتكاليف تشغيل عالية ولا ننس الكثرة والاشكال العشوائية للاسلاك المعلقة على الجدرات والموازية الى اسلاك الطاقة الرسمية وشخورتها المباشرة على المواطنين وشكلها غير اللائق .فمن المهم أن تعمل الحكومة العراقية على تعزيز قدرتها على توفير الكهرباء المستدامة والموثوق بها عبر تحسين البنية التحتية الكهربائية وتعزيز إنتاج الطاقة الكهربائية وايجاد منافذ عراقية لتصنيع الغاز العراقي اضافة الى زيادة في مصادر متنوعة ومستدامة مثل الطاقة الشمسية والرياح. هذا سيساهم في تقليل الاعتماد على المولدات الأهلية وتحسين جودة الكهرباء المقدمة للمواطنين والمؤسسات في العراق .


مشاهدات 600
أضيف 2023/07/18 - 2:58 PM
آخر تحديث 2024/06/30 - 5:12 AM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 404 الشهر 11528 الكلي 9362065
الوقت الآن
الأحد 2024/6/30 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير