النصيحة الثمينة

حسين الصدر

-1-

هناك من ينتهز الفرصة ليختلي بك ويقدّم لك نصيحَتَهُ انطلاقا مِنْ حُبّهِ لك وَحرصِهِ على تقويم مساراتك .

-2-

وهناك مَنْ يُطلق نصيحتَهٌ لعامةِ أهلِهِ واخوانهِ ويُلغي الخصوصية .

-3-

والنصائح قد تأتي عبر صياغةٍ شعرية ليتم حفظها وتداولها بسهوله .

ومن هذا الطراز قول الشاعر :

لا يفوتنّك في يومِكَ

ما فاتَ بِاَمْسِكْ

ارحم الناسُ جميعا

فهُمُ أبناءُ جِنْسِكْ

ابغِ للناس مِنَ الخيرِ

كما تبغي لِنَفْسِكْ

وأهم ما في هذه الوصية أنها تبعث على نفض غُبار الكسل والفتور وتحثُ على النهوض للتكفير عن التقصير المجترح في سالِفِ الأيام.

واذا كان الماضي مشوباً بلون داكن ، فليكن اليوم برّاقا بأنصع الألوان الساطعة والمشاريع النافعة .

ثم أنّ الانفتاح على الناس لا يخرج عن كونه انفتاحاً على الأُسرة الانسانية الكبرى مِنْ أبناء جنسنا، فكلهم أبناء آدم وحواء وتربطنا بهم برابطة الاخوة الانسانية .

وأخيراً :

فانّ مِنْ أهم بنود النصيحة الثمينة توخي الخير والمنفعة للجميع، تماما كما تعمل وتسعى للفوز بتلك المغانم لشخصكَ .

كن ممن يُريد الخير لنفسه ولغيره،

 وهذا الحُبّ للآخرين هو الميزة الحقيقية لكل من انتصر على ذاته وانسلخ من شرنقة الانانية المقيتة وضيقها .

والسؤال الأن :

كم هم اولئك الذين يُصغون الى النصائح الثمينة ؟

وكم هم اولئك الذين يترجمونها الى ممارسات ومواقف عبر حركتهم في مسارات الحياة ؟

ويؤسفنا جداً أنْ نقول :

ان الكثيرين منا ينطبق عليهم قول القائل :

( أحبُّ الصالحينَ ولستُ منهم )

وهنا تكمن المرارة الموجُعة .