وبالفطنة والتدبير يتم التخلص من الأخطار
حسين الصدر
-1-
الفارق بين ذوي الذكاء والفطنة وحُسن التدبير وبين غيرهم أنهم اذا واجهوا المخاطر فكروا في طريقة للخلاص منها بينما يصاب الكثيرون ممن لا يملكون الفطنة والقدرة على التدبير بانهيار تام يمنعهم حتى من التفكير في الخلاص .
-2-
وقد منحنا الله سبحانه العقل لكي نستفيد من معطياته التي تُمكننا مِنْ الوصول الى مرافئ السلامة من الاخطار التي نواجهها .
-3-
ومن الشواهد البليغة التي ذكرها لنا التاريخ للخلاص من الخطر قصة الفتى الذي التقاه ( عمرو بن معد يكرب الزبيدي) – البطل العربي المشهور – حيث قال :
" ركبتُ فرسي في الجاهلية قبل أنْ يهديني الله الى الاسلام
وقد آليتُ على نفسي أنْ لا ألقى أَحداً الاّ قتلتُه ،
فخرجت الى البادية ،
فاذا انا بفتىً فقلتُ له :
خُذْ خدرك فاني قاتِلُكَ ،
واني عمرو بن معد يكربْ ، فقال الفتى – وهو يعرفني حق المعرفة - :
يا أبا ثور
أنا أعزل ،
ولابد أنْ تُنصفني بأنْ تُمهلني حتى آخذ نبلي ، فقلت له :
وما الذي تُغني نبلُكَ عنك ؟
قال :
امتنعُ بها منك ،
قلتُ :
خذها .
قال :
لا آخذها حتى تعطيني عهداً انك لا تؤذيني حتى آخذها ،
فلما أَعْطيتُه العهد قال :
واللهِ لا آخذها ابداً ،
فتركتُه يذهب وقد سلم مني بحسن حيلته "
ولقد استطاع الفتى بذكائه وفطنته وحسن تدبيره أن ينقذ نفسه من الهلاك .
-4-
ميراث الكثير من الأقوياء من الجاهلية العدوان والاعتداء حتى على مَنْ لم يسئ اليهم في واحدة من مظاهر الغرور الأهوج .
وقد عانت البشرية – وما زالت – من أصحاب النزعة الدموية الذين لا
يتلذذون الاّ باراقة الدماء وازهاق الأرواح ،
والدكتاتور العفلقي المقبور هو من ابرز اولئك العتاة، وقد ملأ العراق بالقبور الجماعية للاحرار والحرائر ومع هذا فانّ هناك مَنْ يحاول أنْ يلّمع صورته ولكن هيهات فليس للطغاة والعتاة الاّ العار في الدنيا والنار في الآخرة .