الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
في‭ ‬ليلة‭ ‬القدر أتلو‭ ‬الشعر‭ ‬وأصلي

بواسطة azzaman

في‭ ‬ليلة‭ ‬القدر أتلو‭ ‬الشعر‭ ‬وأصلي

عبدالحق بن رحمون

 

كتبت‭ ‬الشعر‭ ‬وأنا‭ ‬حديثٌ‭ ‬في‭ ‬السن،‭ ‬وتربيت‭ ‬تربيةً‭ ‬روحية‭ ‬في‭ ‬أسرة‭ ‬محافظة‭ ‬،‭ ‬تؤمن‭ ‬بالوسطية‭ ‬والاعتدال‭ . ‬بِكَنَفِ‭ ‬والديَّ‭ ‬،‭ ‬وسط‭ ‬أربع‭ ‬بنات‭ ‬وأخ‭ ‬والجدة‭ ‬والعمة‭. ‬وكنا‭ ‬عشرة‭ ‬أفراد‭ ‬نعيش‭ ‬في‭ ‬طمأنينة‭ ‬وحفظ‭ ‬مولانا‭ ‬بقناعة‭ ‬لا‭ ‬تفنى،‭ ‬وفي‭ ‬أجواء‭ ‬عشق‭ ‬صوفي‭.‬

تعلمت‭ ‬روح‭ ‬الشعر‭ ‬من‭ ‬حضن‭ ‬الأب‭ ‬والأم،‭ ‬ومن‭ ‬إخوتي‭ ‬وجدتي‭ ‬وعمتي‭. ‬وكانت‭ ‬اللغة‭ ‬هي‭ ‬بيتنا‭ ‬والقرآن‭ ‬والأذكار‭ ‬نبع‭ ‬استقرار‭ ‬روحنا،‭ ‬وسقفنا‭ ‬الذي‭ ‬يحمينا‭ ‬ونحن‭ ‬جَلوس‭ ‬على‭ ‬مائدة‭ ‬خبز‭ ‬وإدام‭ ‬تراتيل‭ ‬العشق‭ ‬الصوفي‭.‬

وتعلمت‭ ‬من‭ ‬الأب‭ ‬والأم‭ ‬أن‭ ‬الشعر‭ ‬الذي‭ ‬علي‭ ‬أن‭  ‬أكتبَه‭  ‬هومخاطبة‭ ‬الانسان‭ ‬لمولاه‭ ‬خالقه‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الكون،‮ ‬‭ ‬وأن‭ ‬الشعر‭ ‬موهبة،‭ ‬ومجهود،‭ ‬ومعرفة،‭ ‬وصبر‭ ‬وسهر‭ ‬ليالٍ‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬الاستمرار‭ ‬وتحقيق‭ ‬النجاح‭ ..‬

وتعلمت‭ ‬منهما‭ ‬أن‭ ‬الشعر‭ ‬ذوقٌ‭ ‬وجمال‭ ‬وإبداع‭ ‬كما‭ ‬مثلَ‭ ‬عطفهما‭ ‬الأبوي‭ ‬ورعايتهما‭ ‬لي‭ ‬حتى‭ ‬أصل‭ ‬إلى‭ ‬يقين‭ ‬المعاني‭ ‬ومجاز‭ ‬العبارة‭ .‬

الشعر‭ ‬عندي‭ ‬ليس‭ ‬معادلة‭ ‬رياضية‭ ‬أو‭ ‬صنعة‭ ‬لغوية‭ ‬أو‭ ‬رغبة‭ ‬عابرة‭.‬

الشعر‭ ‬عندي‭ ‬تجربة‭ ‬ذاتية‭ ‬وروحية‭. ‬به‭ ‬يركع‭ ‬القلب‭ ‬وتسيل‭ ‬من‭ ‬معانيه‭ ‬دمعة‭ .. ‬ومن‭ ‬صفائه‭ ‬نغمة‭ ‬وابتسامة‭. ‬إنه‭ ‬فصولي‭ ‬الأربعة‭ ‬التي‭ ‬قد‭ ‬تمر‭ ‬دفعةً‭ ‬احدة‭ ‬في‭ ‬رمشة‭ ‬إشارقة‭ ‬روحية‭ ‬،وفي‭ ‬صورة‭ ‬بيانية‭ ‬مدهشة‭.‬

الشعر‭ ‬هو‭ ‬غذاء‭ ‬الروح‭ ‬وشفاؤها‭ .. ‬

‭ ‬وبعد‭ ‬،

بدءاً‭ ‬من‭ ‬ديوان‭ ‬صاحبة السّعادة‭ ‬وبعده‭ ‬ديواني‭ “‬برزخ‭ ‬الأصفياء‭” ‬وصولا‭ ‬إلى‭ ‬ديوان‭ “‬وجهي‭ ‬في‭ ‬النهر‭ ‬ويدي‭ ‬في‭ ‬البياض‭”.‬

أقول‭ ‬لكم‭ ‬بكل‭ ‬صدق‭ ‬إنّ‭ ‬تجربتي‭ ‬الشعرية‭ ‬عرفت‭ ‬نقلة‭ ‬جديدة‭ ‬تحولت‭ ‬فيها‭ ‬الكتابة

إلى‭ ‬مديح‭ ‬للأم‭ ‬والأب‭ ‬وأقول‭ ‬عنهما‭ :‬

أنتُما‭ ‬النّهْـــرُ‭ ‬العَظيمُ‭ ‬

وضِفَّـــتــانِ‭ ‬مُتَجــــاوِرتانِ‭ ‬في‭ ‬بَــــدَنِــــي‭ .‬

نُورُكُما‭ ‬أُبْصِرُهُ‭ ‬في‭ ‬رَواسِي‭ ‬الجِــــبال‭ .‬‮ ‬

صُـــورَتِي‭ ‬صُوَرَتُــــكُـمــا‭. ‬أَنْتُما‭ ‬أنا‭.‬‮ ‬

أنتُما إشْراقَـــةُ‮ ‬مَوْلايَ‭ ‬في‭ ‬الْقَلْبِ‭..‬

وأَنْتُما‭ ‬النَّهْرُ‭ ‬الْعَظِيمُ

وضِفَّــــتـــانِ‮  ‬في‭ ‬بَــــــدَنِـــــي‭.‬

‭”‬وجهي‭ ‬في‭ ‬النهر‭ ‬ويدي‭ ‬في‭ ‬البياض‭” ‬هو‭ ‬سيرة‭ ‬شعرية‭ ‬لتجربة‭ ‬مريرة‭ ‬كتبته‭ ‬إلى‭ ‬كل‭ ‬الأصفياء‭ ‬المقيمين‭ ‬في‭ ‬روحي‭ ‬وخيالي،‭ ‬وألهموني‭ ‬وجعلوني‭ ‬أبحث‭ ‬عن‭ ‬النور‭ ‬فيهم‭ ‬وأستضيء‭ ‬بالمعرفة،‭ ‬والمجاهدة‭ ‬وقضاء‭ ‬ساعات‭ ‬وأيام‭ ‬في‭ ‬الاشتغال‭ ‬على‭ ‬هذا‭ ‬العمل‭ ‬الشعري‭ ‬الذي‮ ‬‭ ‬كتبته‭ ‬بروحي‭ ‬ودموعي‭ ‬التي‭ ‬كنت‭ ‬أخفيها‭ ‬عن‭ ‬المقربين‭ ‬مني‭ .‬

وكما‭ ‬كتبت‭ ‬للأصفياء‭ ‬أكتب‭ ‬لهؤلاء‭ ‬الذين‭ ‬أياديهم‭ ‬علي‭ ‬كالبياض‭ ‬في‭ ‬النهر‭ ‬حينما‭ ‬أصافحهم‭ ‬وأعانقهم‭ ‬بقلبي‭ ‬كالشمس‭ ‬وهي‭ ‬ترسل‭ ‬لنا‭ ‬نورها‭ ‬الكوني‭.‬‭. ‬وأكتب‭ ‬للذين‭ ‬يفرحون‭ ‬بقدوم‭ ‬المطر‭ ‬وبظهور‭ ‬أول‭ ‬الثمار‭ ‬وهي‭ ‬ناضجة،‭ ‬وللذين‭ ‬في‭ ‬عيونهم‭ ‬الفرح‭ ‬والسّعادة‭ ‬ويهدونها‭ ‬للناس‭ ‬بسخاء‭ .‬

أكتب‭ ‬عن‭ ‬صديقي‮ ‬‭ ‬الجبل‭. ‬كما‭ ‬أكتب‭ ‬للنهر‭ ‬الذي‭ ‬يجاور‭ ‬بيت‭ ‬الشعر‭. ‬فهذا‭ ‬النهر‭ ‬العظيم‭ ‬لانهاية‭ ‬له‭ ‬دائم‭ ‬الجريان‭ ‬والالهام‭ .‬وأكتب‭ ‬للطير‭ ‬الذي‭ ‬تعلمت‭ ‬منه‭ ‬المنطق،‭ ‬كما‭ ‬تعلمت‭ ‬الحكمة‭ ‬من‭ ‬النملة‭ ‬التي‭ ‬تدب‭ ‬كقطرة‭ ‬حبر‭ ‬في‭ ‬كلمات‭ ‬وسطور‭ .‬

ولهذا‭ ‬لما‭ ‬أكتب‭.. ‬أكتب‭ ‬كأني‭ ‬نمل‮ ‬‭ ‬أو‭ ‬طير‭ ‬ينقر‭ ‬في‭ ‬نبع‭ ‬من‭ ‬فيض‭ ‬الأشواق‭ .. ‬وجاء‭ ‬ليحوم‭ ‬في‭ ‬الكون‭ ‬ويقيم‭ ‬في‭ ‬أعلى‭ ‬جبل‭ ‬رؤوم‭ ‬عطوف‭ .‬

الأم‭ ‬كانت‭ ‬ملهمة‭ ‬لي‭ ‬وستظل‭ ‬ملهمة‭ ..‬

الزوجة‭ ‬ملهمة‭ ‬لي

وابنائي‭ ‬ملهمون‭ ‬لي

علمتني‭ ‬الأم‭ ‬كيف‭ ‬أكتب‭ ‬عن‭ ‬غيابها‭ ‬وحضورها‭ ‬‮ ‬‭>>‬‮ ‬وكيف‭ ‬أعشق‭ ‬امرأة‭ ‬واحدة‭ ‬هي‭ ‬الأم‭ ‬والحبيبة‭ ‬بكل‭ ‬جوارحي‭ ‬وكيف‭ ‬يكون‭ ‬عشقي‭ ‬صوفيا‭ …. ‬العشق‭ ‬يا‭ ‬أصحابي‭ ‬تربية‭ ‬روحية‭ ‬تُكتب‭ ‬في‭ ‬لوح‭ ‬صدورنا‭ ‬ولايمحوها‭ ‬الزمن،‭ ‬هي‭ ‬كالنقش‭ ‬على‭ ‬القلوب‭. ‬

ولهذا‭ ‬فالشعر‭ ‬حياتي‭.. ‬كما‭ ‬الأم‭ ‬حياتي‭ .. ‬والكتابة‭ ‬هوائي‭ .. ‬ورئتي‭ .‬

مصادر‭ ‬إلهامي‭ ‬روحية‭ .. ‬لذلك‭ ‬لما‭ ‬أعود‭ ‬إلى‭ ‬نفسي‭ ‬أكتب‭ ‬وأنا‭ ‬في‭ ‬مزاج‭ ‬متدفق‭ ‬بالاشراقات‭ ‬والشذرات‭. ‬‮ ‬

وهذه‭ ‬الاشراقات‭ ‬هي‭ ‬انعكاس‭ ‬لشمس‭ ‬الروح‭ ‬المنيرة‭ ‬في‭ ‬كوكب‭ ‬القلب‭ ‬والوجدان،‭ ‬وكل‭ ‬الحواس‭ ‬المتبصرة‭ ‬في‭ ‬القول‭ ‬وفي‭ ‬الذوق‭.‬‮ ‬

ديواني‮ ‬وجهي‭ ‬في‭ ‬النهر‭ ‬ويدي‭ ‬في‭ ‬البياض هو‭ ‬ترجمان‭ ‬لحالات‭ ‬الحزن‭ ‬والقلق‭ ‬والألم‭ ‬وأيضا‭ ‬لحالات‭ ‬كثيرة‭ ‬من‭ ‬الصفاء‭ ‬الروحي‭.. ‬هذه‭ ‬كلها‭ ‬أسباب‭ ‬تدفعني‭ ‬لأكتب‭ ‬قصائد‭ ‬عن‭ ‬الأب‭ ‬والأب‭ ‬والاصفياء‭ .‬

ولأن‭ ‬تاريخ‭ ‬الانسانية‭ ‬مليء‭ ‬بالقلق‭ ‬والفقدان‭ ‬‮ ‬فقدت‭ ‬أمي‭ ‬وبعهدها‭ ‬بسنة‭ ‬واحدة‭ ‬فقدت‭ ‬أبي‭  ‬وأصبت‭ ‬بانهيار‭ ‬نفسي‭ .‬

كنت‭ ‬سأختار‭ ‬عزلة‭ ‬أبدية‭.. ‬وأقيم‭ ‬في‭ ‬محرابها‭ .. ‬لكن‭ ‬بفضل‭ ‬أصدقائي‭ ‬والمقربين‭ ‬مني‭ ‬تخطيتُ‭ ‬ألمي‭ ‬لأخرج‭ ‬من‭ ‬عزلتي‭.. ‬وأكتب‭ ‬قصائد‭ ‬تنبع‭ ‬متدفقة‭ ‬من‭ ‬روحي‭ ‬ومن‭ ‬إحساسي‭ ‬وألمي‭ . ‬وكانت‭ ‬لغتي‭ ‬منقوعَةً‭ ‬في‭ ‬مدادِ‭ ‬حالتي‭. ‬وروحها‭ ‬الصدق‭ ‬والمجاهدة‭.‬

لم‭ ‬أعتزل‭ ‬الناس‭ .. ‬أكتب‭ ‬من‭ ‬الألم‭ ‬الذي‭ ‬أحسه‭ ‬ومن‭ ‬الغياب‭ ‬من‭ ‬الفراق‭ ‬،

الشعر‭ ‬حياتي‭ ‬التي‭ ‬تجعلني‭ ‬أحلم‭ ‬وأعيش‭ ‬اللحظة‭ ‬رفقة‭ ‬أرواح‭ ‬نورانية‭ .‬

الشعر‭ ‬إبداع‭ ‬قد‭ ‬تراه‭ ‬في‭ ‬صورة‭ ‬وقد‭ ‬تقرأه‭ ‬بعينيك‭ ‬وبقلبك‭ ‬هو‭ ‬مشاعر‭ ‬خاصة‭ ‬وذاتية‭..‬

ولا‭ ‬زلت‭ ‬أذكر‭  ‬والدي‭ ‬رحمة‭ ‬عليه‭ ‬الذي‭ ‬كان‭ ‬فقيها‭ ‬وحافظا‭ ‬لكتاب‭ ‬الله‭ ‬لما‭ ‬كان‭ ‬يقول‭ ‬لي‭ “: ‬كل‭ ‬معاني‭ ‬سور‭ ‬القرآن‭ ‬تتجلي‭ ‬لي‭ ..”‬

تركت‭ ‬كل‭ ‬الدنيا‭ ‬يامولاي‭ ..‬

‭ ‬وجئت‭ ‬إلى‭ ‬بابك‭ ‬يا‭ ‬الله

‭ ‬للصلاة‭ ‬بقلبي‭ ‬ودمعي‭ ‬على‭ ‬فراق‭ ‬أبي‭ ‬وأمي

أدركت‭ ‬لذة‭ ‬العشق‭ ‬الروحي‭ ‬والصوفي

الشعر‭ ‬هو‭ ‬الذي‭ ‬ينفذ‭ ‬إلى‭ ‬أعماق‭ .. ‬أعماق‭ ‬روحي

الشعر‭ ‬حضارة‭ ‬تبني‭ ‬الكونَ‭ ‬الحق‭.‬

الشعر‭ ‬عندي‭ ‬ليس‭ ‬كلمات‭ ‬فقط‭  .. ‬إنه‭ ‬صوتُ‭ ‬الروح‭ ‬وخفقانها

الشعر‭ ‬هو‭ ‬السفرُ‭ ‬في‭ ‬المنتهى‭ ‬والمدى

الشعر‭ ‬هو‭ ‬العزلة‭ ‬التامة‭ ‬في‭ ‬منابع‭ ‬قريبة‭ ‬إلى‭ ‬الروح‭ ‬والدخول‭ ‬إلى‭ ‬كون‭ ‬يتدفق‭ ‬بالرؤى‭ ‬والموسيقى‭ ‬التي‭ ‬تسمو‭ ‬بنا‭ ‬إلى‭ ‬المعراج‭ ‬الذي‭ ‬نقبض‭ ‬على‭ ‬رؤاه‭ .‬

اشتغلت‭ ‬عليه‭ ‬بشكل‭ ‬متكامل‭ ‬في‭ ‬ثيمة‭ ‬واحدة،‭ ‬وخيط‭ ‬ناظم‭ . ‬كتبته‭ ‬بكل‭ ‬جوارحي‭ ‬وروحي‭ ‬مادام‭ ‬القلم‭ ‬عنوانا‭ ‬للشريان،‭ ‬والأصابع‭ ‬التي‭ ‬تضغط‭ ‬على‭ ‬الكيبورد‭ ‬هادية‭ ‬لي‭ ‬نحو‭ ‬أسرار‭ ‬اللغة‭. ‬فتصير‭ ‬الكتابة‭ ‬طاقة‭ ‬روحية‭ ‬محملة‭ ‬بالواقع‭ ‬فتعجنه‭ ‬وتطرزه‭ ‬بصيغة‭ ‬خيال‭.‬

وأنا‭ ‬أخفي‭ ‬دموعي‭ ‬في‭ ‬عزلة‭ ‬مابين‭ ‬النهر‭ ‬وظلال‭ ‬الروح‭ . ‬كتبت‭ ‬عملي‭ ‬الشعري‭ ‬مداهما‭ ‬بعزلة‭ ‬إرادية‭ ‬وبغياب‭ ‬وبفقدان‭ ‬أليمين‭ . ‬ماتت‭ ‬الأم‭- ‬العتبة‭ – ‬التي‭ ‬كنت‭ ‬أتوسد‭ ‬أفياءها‭ ‬وشجرها‭ ‬وإلهامها‭ ‬،‭ ‬ومات‭ ‬الأب‭ ‬بعدها‭ ‬بسنة‭ ‬متأثرا‭ ‬بمضاعفات‭ ‬فيروس‭ ‬كورونا‭ ‬،‭ ‬وكان‭ ‬الوالدان‭ ‬كل‭ ‬شيء‭ ‬في‭ ‬حياتي،‭ ‬هما‭ ‬العمودان‭ ‬اللذان‭ ‬كنت‭ ‬أستند‭ ‬عليهما‭ .‬

ورغبت‭ ‬أن‭ ‬أكتب،‭ ‬وأكتب‭ ‬لأتملى‭ ‬صورهما‭ ‬وروحهما‭ ‬حتى‭ ‬لا‭ ‬تغيب‭ ‬شمسهما‭ ‬عن‭ ‬روحي،‭ ‬وتظل‭ ‬روحهما‭ ‬في‭ ‬شموخ‭.‬

لقد‭ ‬علماني‭ ‬الثبات‭ ‬والوسطية‭ ‬والاعتدال،‭ ‬والحب‭ ‬وكل‭ ‬مضامين‭ ‬تفسيرات‭ ‬الجمال،‭ ‬ومعاني‭ ‬الحروف‭ ‬للسمو‭ ‬بها‭ ‬في‭ ‬جلال‭ ‬روحي‭ ‬وصوفي‭.‬

فالأوجاع‭ ‬والانكسارات‭ ‬غيرت‭ ‬‮ ‬مجرى‭ ‬حياتي،‭ ‬وغيرت‭ ‬أيضا،‭ ‬تجربتي‭ ‬الشعرية‭ ‬في‭ ‬معانيها‭ ‬ورؤيتها‭ ‬للأشياء‭ ‬والوجود‭.‬

وجدتني‭ ‬في‭ ‬اشتغالي‭ ‬الذي‭ ‬دام‭ ‬سنتين‭ ‬على‭ ‬عملي‭ ‬الشعري‭ ‬الموسوم‭ ‬بـ‭ “‬وجهي‭ ‬في‭ ‬النهر‭ ‬يدي‭ ‬في‭ ‬البياض‭” ‬أرتقي‭ ‬بالكائن‭ ‬الواقع‭ ‬إلى‭ ‬الممكن‭ ‬الشعري‭ ‬الحالم‭ ‬الأبهى‭ ‬جماليا‭ ‬وإنسانيا‮ ‬‭.‬

قاسيت‭ ‬كثيرا‭ ‬بفقد‭ ‬الأبوين،‭ ‬وكنت‭ ‬أداري‭ ‬وأخفي‭ ‬دمعتي‭ ‬وما‭ ‬قاسيته،‭ ‬تحت‭ ‬جوانحي‭ ‬بسطور‭ ‬الحبر‭ . ‬

هذا‭ ‬ما‭ ‬ترجمته‭ ‬لغتي‭ ‬التي‭ ‬فاضت‭ ‬في‭ ‬الذات‭ ‬الشعرية‭ ‬الموغلة‭ ‬بلغة‭ ‬صوفية‭ ‬شفيفة‭ ‬،‭ ‬تنتصر‭ ‬بالبياض‭ ‬والماء‭ ‬رمزين‭ ‬للحياة‭ ‬الجميلة‭ ‬كما‭ ‬كنت‭ ‬أراها‮ ‬‭.‬

وأنت‭ ‬تقرأ‭ ‬العمل‭ ‬الشعري‭ ‬ستجد‭ ‬ثيمات‭ ‬الإيمان‭ ‬والأمل‭ ‬والأمومة،‭ ‬والأبوة‭ ‬والوفاء‭ ‬والمطلق،‭ ‬بلغة‭ ‬تفتح‭ ‬أفق‭ ‬الشعر‭ ‬على‭ ‬الصفاء‭ ‬والمطلق‮ ‬‭.‬


مشاهدات 546
أضيف 2023/04/19 - 3:47 PM
آخر تحديث 2024/06/22 - 12:06 AM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 134 الشهر 134 الكلي 9362206
الوقت الآن
الإثنين 2024/7/1 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير