الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
أنا‭ ‬أنطق‭ ‬وطيف‭ ‬تطبع

بواسطة azzaman

أنا‭ ‬أنطق‭ ‬وطيف‭ ‬تطبع

علي السوداني

 

حدث‭ ‬هذا‭ ‬في‭ ‬زمان‭ ‬صرت‭ ‬فيه‭ ‬عليلاً‭ ‬لا‭ ‬أقوى‭ ‬على‭ ‬الجلوس‭ ‬خلف‭ ‬المائدة‭ ‬وتشكيل‭ ‬ورسم‭ ‬حروف‭ ‬القصة‭ ‬فوق‭ ‬حافة‭ ‬الحاسوب‭ ‬العتيق‭ ‬والمسجل‭ ‬على‭ ‬ذمة‭ ‬الفائدة‭ ‬حتى‭ ‬الآن‭ .‬

الليلة‭ ‬أنا‭ ‬أحكي‭ ‬وابنتي‭ ‬الجميلة‭ ‬البارعة‭ ‬طيف‭ ‬تكتب‭ ‬القول‭ ‬على‭ ‬سلّم‭ ‬الحروف‭ ‬المتناثرة‭ .‬

أقطع‭ ‬الكلام‭ ‬وأفر‭ ‬صوب‭ ‬الحمّام‭ ‬لأن‭ ‬حبوب‭ ‬التدرير‭ ‬التي‭ ‬وصفها‭ ‬لي‭ ‬الحكيم‭ ‬هشام‭ ‬نعيم‭ ‬تجعلني‭ ‬أتبول‭ ‬سبع‭ ‬مرات‭ ‬كل‭ ‬ساعة‭ ‬،‭ ‬وعندما‭ ‬أعود‭ ‬إلى‭ ‬بنيّتي‭ ‬أجدها‭ ‬صامتة‭ ‬ومبتسمة‭ ‬خلف‭ ‬شاشة‭ ‬الكتابة‭ ‬فألقي‭ ‬نظرة‭ ‬مستعجلة‭ ‬على‭ ‬ما‭ ‬كتبت‭ ‬لأكتشف‭ ‬همزة‭ ‬منفلتة‭ ‬عن‭ ‬كرسيها‭ ‬وياء‭ ‬مقصورة‭ ‬بغير‭ ‬شكلها‭ ‬ومحلها‭ ‬ومفردة‭ ‬منصوبة‭ ‬بقوة‭ ‬السهو‭ ‬،‭ ‬فأضحك‭ ‬وأُصحح‭ ‬وتضحك‭ ‬طيوفة‭ ‬الحلوة‭ ‬وأعود‭ ‬إلى‭ ‬سريري‭ ‬لإتمام‭ ‬ما‭ ‬تبقى‭ ‬من‭ ‬مكتوب‭ ‬جريدة‭ ‬الزمان‭ ‬العزيزة‭ .‬

اكتبي‭ ‬يا‭ ‬بنيّتي‭ ‬إنَّ‭ ‬أباك‭ ‬لفي‭ ‬تعبٍ‭ ‬شديد‭ ‬،‭ ‬فتدمع‭ ‬عيناها‭ ‬وتتوسلني‭ ‬أن‭ ‬أمحو‭ ‬هذا‭ ‬السطر‭ ‬اللعين‭ ‬،‭ ‬فأخرج‭ ‬من‭ ‬جوفي‭ ‬نفساً‭ ‬ساخناً‭ ‬واطلب‭ ‬منها‭ ‬أن‭ ‬تبدل‭ ‬مفردة‭ ‬التعب‭ ‬بكلمة‭ ‬الفرح‭ ‬الكبير‭ .‬

سأعود‭ ‬إلى‭ ‬سيرتي‭ ‬الأولى‭ ‬وأقصف‭ ‬المنغلة‭ ‬والغزاة‭ ‬بهاونات‭ ‬الكلام‭ ‬الثقيل‭ ‬،‭ ‬فتسكت‭ ‬وتنظر‭ ‬إليَّ‭ ‬ووجها‭ ‬يكاد‭ ‬يصيح‭ : ‬أما‭ ‬آن‭ ‬لك‭ ‬أن‭ ‬تهدأ‭ ‬وتستريح‭ ‬حتى‭ ‬ميعاد‭ ‬العوافي‭ ‬يا‭ ‬أبي‭ ‬؟

سنقطع‭ ‬الكلام‭ ‬والكتابة‭ ‬دقائق‭ ‬استراحة‭ ‬ونجلس‭ ‬على‭ ‬مصطبة‭ ‬الإحتياط‭ ‬فأسكن‭ ‬أنا‭ ‬تحت‭ ‬بطانية‭ ‬الدفء‭ ‬وتصنيع‭ ‬أحلام‭ ‬اليقظة‭ ‬وما‭ ‬حولها‭ ‬،‭ ‬حتى‭ ‬عودة‭ ‬طيف‭ ‬بصينية‭ ‬صغيرة‭ ‬زرعت‭ ‬بها‭ ‬فنجان‭ ‬قهوة‭ ‬مرة‭ ‬لي‭ ‬وقدح‭ ‬عصير‭ ‬داكن‭ ‬لها‭ ‬،‭ ‬فتمنحني‭ ‬فرصة‭ ‬منتظرة‭ ‬كي‭ ‬أُثرثر‭ ‬بحضرتها‭ ‬أخباري‭ ‬العتيقة‭ ‬عن‭ ‬شربت‭ ‬جبار‭ ‬على‭ ‬أبي‭ ‬نؤاس‭ ‬وشربت‭ ‬سمير‭ ‬ابن‭ ‬عمتي‭ ‬أُم‭ ‬صبحي‭ ‬في‭ ‬الباب‭ ‬الشرقي‭ ‬وشربت‭ ‬زبيب‭ ‬حجي‭ ‬زبالة‭ ‬بالحيدرخانة‭ ‬لصق‭ ‬مقهى‭ ‬ومأوى‭ ‬حسن‭ ‬عجمي‭ ‬،‭ ‬ثم‭ ‬تكبر‭ ‬حماستي‭ ‬فأحدثها‭ ‬عن‭ ‬طين‭ ‬قطاع‭ ‬ستين‭ ‬بمدينة‭ ‬الثورة‭ ‬وبرصافتها‭ ‬التي‭ ‬صنعت‭ ‬أول‭ ‬الوعي‭ ‬والقراءة‭ ‬،‭ ‬وتمر‭ ‬بساتين‭ ‬حجي‭ ‬مهدي‭ ‬وأبنائه‭ ‬الخمسة‭ ‬قبالة‭ ‬العطيفية‭ ‬الأولى‭ ‬بكرخ‭ ‬الحاضرة‭ ‬المجيد‭ ‬حيث‭ ‬بدأت‭ ‬كتابة‭ ‬أول‭ ‬خمس‭ ‬من‭ ‬قصار‭ ‬القصص‭ ‬تم‭ ‬نشرها‭ ‬بقدرة‭ ‬قادر‭ ‬وبمرسال‭ ‬كريم‭ ‬شغيدل‭ ‬وبفرمان‭ ‬حاسم‭ ‬من‭ ‬جمال‭ ‬حسين‭ ‬علي‭ ‬،‭ ‬وبزيارة‭ ‬مباركة‭ ‬من‭ ‬ركن‭ ‬الدين‭ ‬يونس‭ ‬حمادة‭ ‬ومنذر‭ ‬عبد‭ ‬الحر‭ ‬إلى‭ ‬بيت‭ ‬أخي‭ ‬جمعة‭ ‬وهناك‭ ‬عشت‭ ‬وتزوجت‭ ‬إيمان‭ ‬حبيبتي‭ ‬وأنجبنا‭ ‬عمر‭ ‬وطيف‭ ‬،‭ ‬حيث‭ ‬فتحا‭ ‬أمامي‭ ‬صفحة‭ ‬الجريدة‭ ‬التي‭ ‬نشرت‭ ‬تلك‭ ‬المقصوصات‭ ‬وولدت‭ ‬أعظم‭ ‬بهجة‭ ‬بحضن‭ ‬ذلك‭ ‬المساء‭ ‬الكرخي‭ ‬الجميل‭ .‬


مشاهدات 541
أضيف 2023/03/28 - 2:47 PM
آخر تحديث 2024/07/16 - 4:09 PM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 327 الشهر 7895 الكلي 9369967
الوقت الآن
الخميس 2024/7/18 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير