في عراق  الكتاب

براعم علي العگيدي - بغداد

في تلك المناسبات الثقافية القليلة التي يحتضنها بلاد الرافدين،اطمح دوماً الى ان اكون من عداد الزائرين ..خاصة وأنا اسعى منذ سنوات الى زيادة مدخراتي الادبية واثراء مكتبتي المتواضعة بالمزيد من الكتب الادبية و الدواوين الشعرية والروايات بالإضافة الى  كتب التنمية البشرية والفن والتاريخ..وبعد انطلاق معرض العراق الدولي للكتاب،سمح لي الزمن ان اتجول بين اروقة الكتب ،تنقلنا بين مصر ولبنان والعراق،واخترنا قديم الكتب بأغلفة حديثة،رغم اني من عشاق الورق الاصفر ولا اهوى حداثة القديم ،الا ان العناوين لها سلطانها، وعباقرة الادب هم من يزيد الكتاب ثمن وقيمة …

  وجميل الصدف كان حين التقينا  و شخصية من شخصيات العراق النادرة،الاعلامي الرائع مجيد السامرائي..مبدع الحديث واطرافه، وجدته عراقياً..انساناً هادئاً لا يحمل من صخب الشهرة وضوضائها،لم أره  مكتظاً برجال امن او حاشيه،ولم يتخير الجلوس بعيداً عن العامة، كان يقف يناقش المتكلمين ويتبادل اطراف الحديث ، ولم يتنكر بحديث الشاشة..

كانت صدفة جميلة جداً،شعرت خلالها ان بلادنا لا تزل بلاد اشور ،وان غزاها الجيش الالكتروني بأسماء واشكال ما انزل الله بها من سلطان.

نحن بحاجة فعلاً الى مبدعونا في الثقافة والادب ،بحاجة الى غزو ادبي وفكري يقتلع هشاشة الافكار وسذاجة اهتمامات الشباب ،نحن بحاجة الى ان لانرى مشاهير العراق في مطعمٍ من مطاعم ( seven stars ) او مول تجاري وهم يعلنون عن (براندات)العطور والمكياج وافخم ماركات الازياء ..نحن بحاجة الى معرض كتاب يومي ،وشخصيات ثقافية تنتشر كالنار في الهشيم لتحرق اوراق تجارية مادية لافراد اشتروا الشهرة بما لا يباع .

كل الشكر للاستاذ مجيد السامرائي الذي منح معرض الكتاب  من وقته ايام  ثقافية اعادت الحياة الى ارض سومر و آشور .