الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
إنحطاط الأدب

بواسطة azzaman

إنحطاط الأدب

عبد المنعم حمندي

الإحتلال الأمريكي للعراق أسوأ من غزو المغول والتتار لبغداد ،ولكن ما يميّز الأمريكان عن المغول هو اصطحابهم لعملائهم المتواطئين معهم من  قتلةٍ  ، وكتّاب ومزورين  وحواة و  أدباء بلا ذمة  ، ومرتزقة ولصوص ، وبمجيئهم عمّ  الخراب وانتشر الفساد ونهب الاموال و الممتلكات  بعد أن عاثوا في البلاد فساداً وقتلاً وتجويعاً ودماراً ، والمُلفت للنظر  أن الذين تعاطوا  الأدب  قبل عام 2003  من الذين يمكن أن نطلق عليهم  (أدباء الإحتلال  وكتّابه) هو انطفاء جذوة الإبداع في نفوسهم وخواء نتاجهم وعطب عقولهم ،لقد داهم  قرائحهم جمودٌ شديدٌ ، فلم ينبغ من الشعراء مثلاً من يستحق  الذكر و يمكن القول ان حالة الشعر في محيط الأسماء التي لبسها العار  قد  أصابها الخمول أو التحجر  ، وان وجدت في شخصية معينة أوفي بلد ما فقد اصبح الشعر عنده  صناعة لفظية،على العكس منهم ،  ترى المرابطين الذين ناهضوا الأحتلال وأتباعه ،القابضين على الجمر  الثابتين على مبادئهم  الملتحمين مع شعبهم  يتجوهرون ، وقد ازداد عطاؤهم وتألقت أسماؤهم وتأنق ابداعهم في السرد والشعر  ، لأن الأدب الحقيقي هو نتاج تجارب ذاتية ورؤى مكتوية  بالمعاناة  ومرآة  الأرواح المكسورة!

  أما الشعراء الحواة والكتّاب المرتزقة من  الذين كانوا الجسر الذي عبر عليه الأحتلال، وحصلوا على جنسيات أخرى،  يزورون  ألعراق في المناسبات وخاصة في معارض الكتاب والمرابد بكونهم " مناضلين " من أجل الفوز بالجوائز والعطايا ورعاية الأحزاب   المتنعمة بترف السلطة وسعة المال  أوبدعوة من أتباعها ،تراهم يوقعون كتبهم ودواوينهم،  وتقام لهم الندوات والاحتفاء بهم ،وياليت يقدمون ابداعاً ، فكل الذي فاضت به ذواتهم  شعراً مصنوعاً وكتابات باهتة ونتاجاً   ، يؤكد جفاف مخيلة واجترار كلام منقول بتكوينات مسخ ، يثرثر واحدهم  فلا يجد اذناً صاغية اليه  ،  فيشحذ قريحته ومريديه من المنافقين  ليتبارى  بينهم  وهو مصدّقٌ نفسه  بجمهرة من الطبّالين  الطامعين  بفتات مائدة أو هبة أو سفرة  سياحة  أو غيرها ،  يقربهم اليه كما قرّبه أقطاب الحكم والمال  .ونتيجة للظروف  التي ألمّت بالمشهد الثقافي ظهر ضرب من شعر وأدب مشوّه  ، ونشأ  فساد اللغة ، هو أكثر خطورة من فساد المال الذي استشرى، و نتيجة اختلاط  كتابات ذمم مشتراة بوهم لامع تولّدت طبقة من ( أدباء ) نستطيع ان نطلق عليهم  : تسمية المنحطين أدباً وسلوكاً ، لأنهم خير من يمثل   أدب الانحطاط  .! وكيف يمكن أن لا يكون  هذا الأدب منحطاً ؟   وهوابن بيئته   وهل ?ستحق  هذا الزمن  غير هذه التسمية؟

 


مشاهدات 320
أضيف 2022/12/18 - 7:16 PM
آخر تحديث 2024/06/29 - 8:26 AM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 383 الشهر 810 الكلي 9362882
الوقت الآن
الثلاثاء 2024/7/2 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير