ميسي طعم المونديال
اكرام زين العابدين
ليس من السهولة ان تصل الى النجومية في كرة القدم ، وليس من السهل ان تخترق قلوب العشاق في كل ارجاء المعمورة ، وان تسمع هتافاتهم التي تصدح من مدرجات الملاعب الى الساحات المكشوفة المخصصة لعرض المباريات ، وصولا الى جدران المقاهي والكافيهات والبيوت .
الارجنتيني ليونيل ميسي اصبح النجم الاوحد في مونديال الدوحة 2022 بعد ان دغدغ مشاعر كل محبي الكرة ، وقاد بلده لنهائي البطولة التي كانت بداياتها صعبة وشائكة جدا بعد الخسارة امام السعودية بمباراة دراماتيكية اعطت درساً له ولزملائه بعدم الاستهانة بالخصوم والمنافسين ، واعتبار كل مباراة يلعبونها حاسمة ويجب تحقيق الفوز فيها .
كلنا تابع وشاهد كيف ان الارجنتين انتفضت بمباراتي المكسيك وبولندا ونجحت بالتأهل كاول المجموعة الثالثة ، وبدات بعدها مسيرتها الجديدة والقوية بالبحث عن اللقب من خلال مباراة دور الستة عشر امام استراليا التي اجتازتها ، وكبرت احلامها وتوسعت مطامعها لان نجوم الارجنتين من طينة اللاعبين الكبار الذي يضم في صفوفه عدد من النجوم الواعدين والساعين لكتابة اسمائهم بقوة بسجل المونديال العربي.
لقد كانت طموحات الارجنتين كبيرة بنيل اللقب ، لذلك توقع المتابعين ان يواصل راقصوا التانغو مشوارهم بنجاح ، وفي دور الثمانية واجه فريقا كان يسبب له صداعاً دائمياً ، وكادت الامور تنقلب عليه ويجر بعدها اذيال الخيبة كما فعل شقيقه البرازيلي ، لكن حارس مرمى الفريق إيميليانو مارتينيز كان له راياً آخراً لانه كان بقمة التركيز وفي يومه ، واسهم في تحقيق الفوز على هولندا بعد ان صد اكثر من ركلة جزاء جعلت الارجنتين تخرج منتصرة من موقعة الطواحين البرتقالية ، وعندها شعر الجميع بان الارجنتين بدأت تقترب اكثر من اللقب .
بعد الفوز على هولندا والدخول بمرحلة المربع الذهبي ، توقع البعض ان النهاية اقتربت لاسيما وانه سيلاقي كرواتيا الفريق المنافس له بهذا الدور ، والذي سبق وان احرج البرازيل وجعله يودع المونديال ويجر اذيال الخيبة بدموع نيمار ورفاقه الذين كانوا يمنون النفس بالوقوف على منصة التتويج القطرية والاستماع للنشيد الوطني البرازيلي ، لاسيما وانهم احتفلوا كثيراً بعد الفوز على كوريا الجنوبية بفاصل من رقصة السامبا مع مدربهم تيتي .
لكن معدن الارجنتين الحقيقي ظهر في المباراة الصعبة امام كرواتيا واستطاع المدرب سكالوني ان يدرس ثغرات كرواتيا وينفذ من خلالها بعد ان يخترق الحاجز الدفاعي الصلب ، ونجح الفريق بقيادة ميسي من الفوز بـ(3-0) وكان نصيب ميسي منها هدفا .
ميسي بعد الفوز على كرواتيا قال (أستطيع أن أقول إن خسارة المباراة الأولى امام السعودية كانت صدمة بالنسبة لنا بعد تحقيق الفوز في 36 مباراة، لم نتوقع الخسارة التي كانت مؤلمة ومريرة ، بعدها عرفنا كيف نعود ونستجمع قوانا، كنا نشعر بالثقة في قدراتنا، هذه الهزيمة ساعدتنا من أجل العودة سريعا والوصول إلى نهائي كأس العالم ).
ميسي لن ينسى عائلته التي وقفت معه في وقت الشدة وساعدته من اجل العودة سريعا لتحقيق الانتصارات ، وفي المباراة الاخيرة كان النجم الذي تعودنا عليه يقود اللعب ويحقق الانتصار لفريقه ، وساعد زملائه بتسجيل الاهداف والوصول لنهائي هذه النسخة ، انه فعلا طعم المونديال ونكهته الرائعة .
المشوار وصل الى نهايته ولم تبقى الا مباراة النهائي التي ينتظرها ميسي بفارغ الصبر من اجل ان يرفع كاس العالم عاليا ويعيد ذكريات باسيريلا وكامبس وماردونا الذين سبقوه برفع الكاس عاليا في اعوام 1978 و1986 واليوم جاء الدور على القائد الجديد للكرة الارجنتينية والتي سبق ان حمل كوؤساً كثيرة في اوروبا عندما لعب مع اندية برشلونة وباريس سان جيرمان ، وكذلك كأس كوبا امريكا ، واليوم بانتظار ان يرفع كاس العالم .