إستشهاد حارث طاقة بتفجير السفارة العراقية في بيروت
دبي - محسن حسين
يوم 15 كانون الاول من الايام التي لاتنسي ففي ذلك اليوم من عام 1981( قبل 41 عاما) قتل زميلنا وصديقنا الصحفي الشاب حارث طاقة في جريمة تفجير السفار العراقية في بيروت.
كان الشهيد حارث ملحقا صحفيا في السفارة واستشهد في التفجير ايضا السفير عبد الرزاق لفته وبلقيس زوجة الشاعر نزار قباني ومعهم حوالي اكثر من اربعين موظفا ومستخدما بين شهيد وجريح.
وكان من المتوقع ان اقتل في ذلك التفجير لو لم يتأخر سفري من عمان الى بيروت يوما واحدا.
كنت كمستشار في اتحاد وكالات الانباء العربية (فانا) مسافرا الى المغرب مع الامين العام للاتحاد د. فريد ايار لحضور اجتماعات الجمعية العمومية للاتحاد تعقد يوم 20 كانون الاول في الدار البيضاء.
وقبل السفر اتصل المرحوم حارث واصر على ان اكون ضيفه في شقته المجاورة لمبنى السفارة مخصصا غرفة لي لنقضي بضعة ايام في ذكريات العمل الصحفي في وكالة الانباء العراقية واع .
وكــان من الطبيعي جدا ان اصحبه صباح اليوم التالي لوصولي بيروت الى مكتبه في السفارة.
ولكن تاجيل رحلة الطائرة الى اليوم التالي ادى الى ان ابقى حيا واسمع حال وصولي مطار بيروت من الصديق فريد ايار الذي كان في استقبالي بمقتل حارث عندما سالته لماذا لم يحضر حارث الى المطار.
في مسكن الشهيد امام السفارة
وتوجهت فورا الى مسكن حارث حيث كانت زوجته في حالة يرثى لها وكنا انا ود. فريد نقف معها ساعات ذلك النهار امام مبنى السفارة حيث تجري عمليات البحث عن القتلى لعلهم يعثرون على حارث حيا.
تقع السقارة قرب البحر في منطقة الرملة البيضاء في المنطقة الغربية لمدينة بيروت
وذكرت مصادر أمنية أن التفجير نتج عن خمس عبوات ناسفة تزن كل منها حوالي 20 كيلو غراما وضعت عند أسفل أعمدة مبنى السفارة من الجهة الخلفية بينما تحدثت انباء اخرى عن سيارة ملغومة دخل بها سائقها إلى باحة السفارة.
وأدى التفجير إلى ارتفاع عمود ضخم من الدخان وكان بالامكان مشاهدته عن بعد كيلو مترات واندلاع حريق ألحق أضراراً بمبانٍ وسيارات مجاورة.
وطوقت المنطقة قوات الردع العربية المؤلفة من جنود سوريين والعاملة على حفظ السلام في لبنان.
لا حظنا ان نصف المبنى المؤلف من ستة طوابق انهار بينما مال النصف الآخر إلى جانبه.
الوزان: حلقة من الماسي في لبنان
وقال رئيس وزراء لبنان انذاك شفيق الوزان في تعليق له حول الحادث: إن ما أصاب السفارة العراقية، ما هو إلا حلقة من حلقات المآسي التي عاشها لبنان والتي يصعب تحملها حتى بالصبر الذي تحلى به اللبنانيون..
رحم الله الشهيد حارث طاقة .