ليس للمغرور الا سوء العاقبة
حسين الصدر
-1-
لا شيء أكبر من السلطة إنْ اردنا البحث عن العوامل التي تدفع بالسلطويين الى الغرور .
ان الطغاة من الحُكّام بيدهم مقاليد الامور، والصلاحيات الواسعة التي لايعترض عليها احدٌ خوفا من بطشهم وتنكليهم ...، وكُلّ ذلك يُفضي بهم الى الاعتقاد بانهم أكبرُ من الانهزام والانكسار وانهم الغالبون المنصورون على كل حال ...
وهذا الوهم هو أكبر مظاهر الغرور الذي سوّلت لهم أنفسُهُم الوقوع فيه.
-2-
خذ مثلا ما اعتقده ( نابليون بونابرت) عن نفسه فقد أصبح شديد الثقة بانتصاره في كل حرب يخوضها ...!!
والسؤال الآن :
كيف انتهت حياتُه ؟
والجواب :
مات في جزيرة ( سانت هيلينا ) سنة 1821 بعد سنواتٍ قضاها وهو يعلك مرارة البؤس والشقاء ..!!
-3-
وما يقال عن (نابيلون) يُقال عن (هتلر) الذي قال في خطاب له في ميونيخ سنة 1931 :
( انني سائرٌ في طريقي واثقاً تمام الثقة بأنّ الغلبة والنصر قد كُتبا لي)
ولكن الانتحار – وهو أسوأ ألوان الهزيمة – كان خاتمةَ حياتِه .
-4-
وهكذا هو حال الطغاة المغرورين:
أَلَمْ تسمع بما كان يقوله (القائد الضرورة) الذي اختصر العراق بذاته :
كان يقول :
انني من خلال نظرتي الى عين الرجل استطيع أنْ اكتشف ما عنده..!!
وقد انتهى به الحال الى أنْ يَخْتَبِأ في حُفرةٍ مع الجرذان، حتى ألقي القبض عليه ثم طوقته حبال المشنقة .
-5-
ليس السلطويون وحدهم هم الذين يُصابون بالغرور
فهناك الكثيرون مِنْ اصحاب المال والجاه والمواهب يصابون بالغرور أيضا ولو بدرجات متفاوته .
ولن يفلح المغرور ابداً ، وسيكتشف مواطن الخلل حتما طال بِه الشوط أم قصر .
ومن هنا وجب التحذير مِنْ كل الوان الغرور، وبلا استثناء لشريحة من شرائح المجتمع على الاطلاق والله العاصم من شرور النفس وطغيانها.