أربيل ..مكتبة في نفق

الدجيلي يصدر موسوعته الكبرى عن الأوقاف في النجف

النجف - سعدون الجابري

اربيل - فريد حسن

في نفق تحت الارض الرابط بين جهتي الشارعين الرئيسيين على طريق كركوك الفاصل بين اقسام كلية التربية بجامعة صلاح الدين ابهرني ما شاهدته من اسغلال مثلى للممر الواصل بين طرفي الشارع ضمن النفق الواصل بينهما حيث تنهض مكتبة جميلة ليفترشوها بانواع الكتب والمصادر العلمية باللغات العربية والكردية والانكليزية

حقا روعة في التفكير وترى الطلاب والطالبات يرتادون مكتبة هذا النفق اضافة الى ذلك هنالك كافيتريا يحتوي على انواع الاكلات والمرطبات. ان استغلال الانفاق باقامة اماكن ترفيه وراحة ومكتبات تحمل في ثناياها معاني الابداع والصورة المثلى الرائعة لتفكير القائمين على ذلك .النفق مضاء ومكتبته عامرة بانواع الكتب والمصادر وكل ما يحتاجه الطالب الجامعي بادرة طيبة وعمل كبير وتفكير رائع وصورة جميلة لمجتمع مثقف ينحو نحو العلم والثقافة واقتناص فرص التعلم وهكذا يبدأ البناء عندما يبدأ بالطالب الجامعي وقبله التلميذ في المراحل الاولى من الدراسة والخطوات الاولى من عتبة العلم والتعلم .

وصدر للباحث و المحقق في ديوان الوقف الشيعي عباس الدجيلي النجفي موسوعة تاريخ الأوقاف في محافظة النجف تقع في ثلاثة أجزاء و هي من إصدارات مكتبة المؤلف وطبع على نفقته الخاصة .

الجزء الأول : منها أحتوى على مقدمة المؤلف و تعريف الوقف و أهدافها والوقف في الشريعة و عناصره وجميع أحكام الوقف من منظور المشرع الإسلامي في إطار الفقه الجعفري ونظره تأريخية و جغرافية عن النجف الأشرف و طبيعتها ومناخها و وصف متكامل عن مرقد الامام علي عليه السلام و خزائن الصحن ، كما تطرق المؤلف في جزء الموسوعة الأول أيضاً الى مدينة الكوفة ( جمجمة العرب ورمح الإسلام ) و مسجدها المعظم مسجد الكوفة و محراب أمير المؤمنين.كما عرج المؤلف على مساجد الكوفة و مراقدها من مسجد السهلة ومرقد مسلم بن عقيل والصحابي هاني بن عروة و ميثم التمار( رض) و مرقد المختار الثقفي و مرقد السيد ابراهيم الغمر ، إضافة الى جميع مقامات الأنبياء و الائمة و الصالحين في النجف و مراقد أصحاب الامام علي .. كمرقد كميل بن زياد النخعي ( رض) ، و مساجد النجف الأشرف التأريخية القديمة في محلاتها الأربعة في المدينة القديمة ( البراق و المشراق والعمارة و الحويش) و مدارسها ومراقد رجالها و علماءها و مراجعها الأعلام و جامعاتها العلمية وخاناتها القديمة و مكتباتها العامرة .

بعدها فصل المؤلف المحقق الدجيلي و قفيات النجف الأشرف حسب محلات المدينة الأربعة المشهورة في الجزء الثاني معززة بالأدلة الشرعية و القانونية متمثلة بالقرارات القضائية و المخطوطات الشرعية المصدقة ، بتواقيع و أختام مراجع التقليد في زمن كل و قف و شواهدها الموقعين على صحة و جود و تأكيد الوقف من أبناء النجف الأشرف الكرام المعروفين بمكانتهم الإجتماعية و الحوزوية و العشائرية و العلمية والأدبية و الأقتصادية .إضافة الى التوثيق التأريخي الدقيق الذي أعتمده المؤلف ابتداءً من الوقفيات المحفوظة في مديرية الوقف الشيعي وخارج الوقف ، في المكتبات و خزائن الكتب و المصادر العثمانية القديمة في المتحف و المكاتب التركية القديمة للمخطوطات بعد سفره الى إسطنبول ، لتصوير وجلب تلك الوقفيات و المخطوطات التي تخص النجف الأشرف .

مدينة قديمة

إذ أستطاع الشيخ الدجيلي احصاء وتوثيق أكثر 45 و قف في إثنين من المحلات الأربعة  للمدينة القديمة ، وهي ( العمارة و المشراق) في هذا الجزء .

أما الجزء الثالث : فأكمل المؤلف توثيق باقي الوقفيات في محلتي الحويش و البراق في المدينة القديمة ، إضافة الى الكوفة العلوية المقدسة وأقضية و نواحي المحافظة  والأحياء الشمالية و الجنوبية و باقي الأحياء في مركز المحافظة ، أذ أستطاع أحصاء و توثيق أكثر 35 موقوفة في هذا الجزء ، إضافة الى الجوامع والمساجد المرتبة بجدول تفصيلي عن كافة هذه الجوامع و مواصفاتها ، من مساحة و موقع و أسم الواقف ومجموعة متفرقة أخرى للوقفيات وشروط الواقف لها ، معززة بصور تلك الجوامع و الوقفيات و صور للمخطوطات الموقوفة و صور لبعض أصحاب تلك الموقفات .

 يذكر أن الدجيلي تولد النجف عام 1963 هو خريج جامعة الموصل كلية الآداب قسم التأريخ عام  1988 - 1989 و هو أحد منتسبي مديرية الوقف الشيعي في النجف الأشرف .. في وحدة البحوث و الدراسات ، و هو ثقة العلماء الأعلام و مراجع الدين العظام و لديه أكثر من  35  إجازه روايه .. من كبار علماء النجف الأشرف و غيرها ، و لديه مكتبه تضم أكثر من عشرة آلاف كتاب ، وأصدر أكثر من 20 مؤلف .. تنوعت بين موسوعة و سيرة لرجال العراق من علماء و شيوخ عشائر إضافة الى تحقيقاته في المراقد والمقامات الدينية داخل العراق .

كما تضم مكتبته أكثر من عشرة آلاف كتاب ، و هو عضو إتحاد المؤرخين العرب منذ عام  1988.