البدري في رحلة حصار يقتفي فيها أثر الصحراء الليبية
عكاب سالم الطاهر
ضيف منتدى الشعرباف الثقافي ، في امسيته ليوم الجمعة الحادي عشر من الشهر الجاري ، الاديب الواسطي زهير البدري . وحضر الامسية التي ادارها الصحفي والشاعر عادل العرداوي ، جمع من الادباء والمعنيين. وبداية تحدث الواسطي عن مدينته ، الكوت ، وعطاء ابنائها في شتى صنوف المعرفة. ثم عرج على ذكر وقائع رحلته الى ليبيا، من خلال عرضه لكتابه : رحلة حصار.. محاولة لاقتفاء الصحراء الليبية. وينضم هذا الكتاب الى سلسلة من الاصدارات العراقية تحت تصنيف ( ادب الرحلات ). واهدى الاديب البدري كتابه ( الى الشعب الليبي الشقيق الذي فتح ابوابه الينا ، في الوقت الذي اغلقت معظم الابواب بوجوه العراقيين ، الذين عانوا اشد انواع الحصار في التاريخ الحديث ). وشكر البدري المدن الليبية ، وذكرها بالاسم. كما شكر جهات ليبية عديدة. خاصة الهيئة التعليمية في ثانوية المختار في جالو واهل جالو. ان ذلك يعبر عن وفاء التربوي والاديب زهير البدري لبلد وشعب ،آمنهم من خوف واطعمهم من جوع. ومن خلال تصفح للكتاب ، يتضح كم عانى الكاتب في رحلته التي تقترب من كونها رحلة البحث عن رغيف الخبز. ودون شك ، كان المتحدث البدري شفافاً وملماً بجانب غير قليل من الحياة في ليبيا.
وتشكل هذه الاستضافة مبادرة نوعية من السادة المشرفين على منتدى الشعرباف. فهي حالات قليلة جدا ، تلك التي يعتلي فيها منصة مجلس بغدادي ، محاضر من المحافظات.
ملاحظات
الكتاب ذو المائة والتسعين صفحة ، طباعة دار كيوان الدمشقية. ولنا ان نتساءل: لماذا يعمد بعض المؤلفين العراقيين لطبع ونشر كتبهم خارج العراق ؟، خاصة في بلد محاصر ، مثل سوريا ، لا تتوفر فيه الإمكانات الطباعية والفنية مقارنة بما يتوفر في العراق.
ولدينا ملاحظات تتركز في الجانب الفني ( الاخراج والطباعة )، نرسلها للصديق البدري. متمنين له الصحة والعمر المديد والمزيد من العطاء. وأخيرا : حسناً فعل منتدى الشعرباف الثقافي بهذه الامسية. وحسناً فعل الاديب الصديق زهير حين حمل كتابه من الكوت وتوجه به الى بغداد ، وحط الرحال في هذا المنتدى العريق. وجلس على المنصة بمواجهة عدد غير قليل من ادباء ومثقفي بغداد.. متحدثاً ومستمعاً.