التشكيلية وجدان الماجد تعيد الحياة لجدران بغداد
بغداد - رياض محسن المحمداوي
بجهود جبارة ومبادرة نابعة عن حب ووفاء لبغداد التاريخ والحضارة من قبل التشكيلية وجدان الماجد تكسوا جدران بغداد الرشيد حلة بهية بالالوان . بغداد التي طالما كانت مدينة الأحلام لكل العلماء والفنانين والمستشرقين والمبدعين.فبرغم الظلام الذي يخيم على جدرانها الأزلية التي كانت شاهد عصر على مجدها التليد. إلا أنها لاتزال صامدة بوجه الرياح الصفراء. رصينة البناء بحب أهلها الذين منحوها الحب والتضحية والفداء.
وها هي اليوم الماجد تعيد لجدران بغداد الحياة بالوان ريشتها الزاهية لتكتسبها حلة الجمال بالوان الوفاء تجعلها مبتسمة رغم جراحها ومعاناتها وأهلها الإهمال . منذ احتلالها من قبل جيوش الظلام برابرة العصر. فقد جاءت مبادرة الوفاء للفنانة وجدان لكي تمنح أحياء بغداد وساحاتها وشوارعها الحياة والبهجة برسمها لوحات بغدادية لفنانين رواد منهم جواد سليم. فائق حسن. حافظ الدروبي. ماهود أحمد. إسماعيل الشيخلي. وأسماء كبيرة أخرى إضافة لأعمالها.وكان آخر أعمالها المبهرة في منطقة الشواكة وعلى جدران سوق السمك وقرب المقاهي البغدادية والشريعة والتقاعد وساحة الشهداء.وقبلها أماكن أخرى من بغداد بجهود شخصية وبغياب تام للدعم الحكومي وخصوصا أمانة بغداد التي من المفروض تشجيع هكذا مبادرات وتتبناها وتدعمها ماديا ومعنويا لتعيد لبغداد رونقها من خلال الألوان الجميلة على جدرانها الكونكريتية وحيطان البيوت والأماكن العامة. لكن لا حياة لمن تنادي.؟
لقد لاقى هذا المشروع تفاعلا كبيرا من البغداديين . فقد ساهمت مبادرة الرسامة العراقية وجدان بنفض غبار الحرب ورائحة الموت والدمار. لتخط بريشتها روح الأمل والتفاؤل بالمستقبل ورسم البسمة على شفاه أهلها. وجدان الماجد أستاذة الفن التشكيلي في كلية الفنون الجميلة في بغداد تستحق بحملتها كل الاحترام والتقدير. ويجب مساندتها بالدعم الا محدود من قبل الدوائر الحكومية المختصة كدائرة الفنون التشكيلية في وزارة الثقافة وأمانة بغداد بالتعاون مع نقابة الفنانين العراقيين وجمعية التشكيليين . والمصارف والشركات لتزيين بغداد بهذه الألوان واللوحات الفنية والأعمال النحتية وتكليف واستقدام فنانين تشكيليين عراقيين كبار لهم تجارب واسعة وشهرة كبيرة عالميا وعربيا ليجعلوا من بغداد متحفا فنيا يزيح عنها وعن كاهل أهلها شبح الحزن والدمار وتساهم في عودة الحياة لشوارعها. فزهوا الالوان كالورد يبعث في النفس الطمانينة والسلام .
ساهمت الماجد في إضفاء الجمال على جدران المدينة. بدأتها برسم جداريات قرب كلية الفنون في بغداد نالت إعجاب شريحة واسعة من المجتمع البغدادي .منها جداريات جميلة في مدخل سوق الصدرية التراثي الشاهد على ماضي بغداد وذاكرياتها. وكذلك عمارتان في ساحة الوثبة بمساحة أكثر من 16 مترا. وكذلك على مدخل السوق . رُسم عليهما لوحة للرسام العراقي جواد سليم. والجدار الثاني لوحة للفنان حافظ الدروبي.
ومن الجدير بالذكر أن الأهالي في المناطق التي رسمت فيها الماجد لوحاتها أحبوا الأمر وقاموا برعايتها واكرامها والحفاظ على أن لا تتعرض للمضايقة او الإزعاج . وتعتبر هذه التجربة من التجارب الاجتماعية المعاصرة الناجحة التي تساهم بنقل العمل الفني من الخاصة إلى العامة. وهذا يتطلب الكثير من المهارات في إضافة كيفية التكيف مع إعداد الألوان والحافظ على ديمومتها ورونقها في أصعب الظروف البيئية القاسية.اتمنى ان يحذوا حذوها فنانين اخرين ليشاركوا في زهو بغداد. تحية حب للفنانة التشكيلية الكبيرة "وجدان الماجد" المفعمة بحب فن الرسم لتجعل منه رسالة حب وسلام لأهلها ومدينتها العتيقة التي ينحني لها التاريخ لتساهم بتزيين بغداد كعروس لكل الأزمان .