باب البحر نصب تذكاري والسوق الطويل متميز وأيقونة جامع الزيتونية

رحلة القراصنة في الحمامات تجربة ترفيهية بإمتياز

تونس - حمدي العطار

للمرة الاولى نرى  مدينة الحمامات السياحية في الصباح لأننا طيلة ايام المهرجان لم نفارق قاعات الاجتماعات ! وهنا كل شيء لخدمة السائح ، وفي هذه المدينة يوجد ساحل هو ميناء ومنطقة حدودية لا تبعد كثيرا عن الساحل الايطالي لذلك تستخدم سواحل مدينة الحمامات احيانا للهجرة غير الشرعية الى الضفة الاوربية! كما يمكن ممن يقيم في ايطاليا او فرنسا من التوانسة وباقي الدول الافريقة وكذلك السياح الأوربيون ان يركبوا البواخر- الصغيرة-  للدخول الى تونس من هذه المنفذ الحدودي  البحري.

نحن وفرت لنا ادارة المهرجان هذه الفرصة للقيام برحلة ترفيهية على متن سفينة القراصنة والتي كانت تقدم عروضها المثيرة على متن الباخرة وقد تفاعل الجميع معها، فهم احيانا يجعلوننا رهائن ونتعرض الى العقوبات المضحكة والمسلية واحيانا يجعلوننا ضمن القراصنة فنساعدهم في تنفيذ العقوبات، انا انتميت للقراصنة وبدل الاشتراك هي توظيف (شحاطتي) لضرب من تقع عليهم العقوبة وانا كنت انفذ جزء من العقوبة عندما اضرب الرجال والفتيات الاجانب على مؤخرتهم ونقول لهم (ولد الحرام) !

ولكن بعد فترة قليلة طرودوني من عصابة القرصنة لأكون من المعتقلين وهم يهددونني بالذبح كما في الصورة المنشورة، تمتعنا بعد ذلك بفاصل من الغناء والرقص الجنوني وسط اجواء البحر وترنح السفينة يمينيا وشمالا ومارس البعض السباحة وكذلك مشاهدتي الدولفين.

ولبيان قوة القراصنة بدأت لعبة النوم على المسامير واختيار فتيات من اوربا يقفون على القرصان الذي ينام على المسامير ومن جمال اجسادهن تتنمى ان تنام انت على المسامير كما هو القرصان الذي وضعوا المسامير على صدره ورقبته وكذلك على عينه!

شباتي الحمامات

تم تسجيل هذه المشاهد لتبقى ذكرى جميلة نحملها معنا من مدينة الحمامات قبل مغادرتنا الى تونس، في طريق العودة الى الفندق لأخذ الامتعة السفر الى تونس العاصمة مررنا بشوارع مدينة الحمامات ، وشاهدنا احد المطاعم يكتب عليه (شباتي الحمامات) وهي وجبة فطور  يتم تناولها  من قبل اليهود وفي يوم السبت لكنهم يطبخونها يوم الجمعة لأن العمل وحتى الطبخ حرام لليهود يوم السبت ،وتوجد الكثير من الاطعمة اليهودية والمطبخ اليهودي يوفر وجبات يتناولها حتى المسلمين في تونس وهي لذيذة يذكرون منها ( البريك- حلويات جيمينا والزلابية وغيرها)  وعرفنا ان الجالية اليهودية موجودة في تونس بمدينة الحمامات والبعض يقول انهم يتمركزون في مدينة جربه واهم هناك معبد ومدينة حلق الوادي وحي لافيات بالعاصمة تونس! ومن المشاهير يشكل نسيم شمامة وزير المالية للدولة الحسينية قبل الحماية الفرنسية ابرزهم وكذلك ألبيررشيكلي من رواد السينما التونسية وبول صباغ مؤرخ ومناضل في الحزب الشيوعي التونسي في الأربعينات وميشال بو جناح ممثل فرنسي من اصل تونسي والبير ميمي كاتب تونسي وسيلفان شالوم  وزير إسرائيلي من اصل تونسي وأمير حداد مغني ومؤلف موسيقى فرنسي إسرائيلي من اصل تونسي. وكان وزير السياحة التونسية  الاسبق هو يهودي! وتم إسناد وزارة السياحة عندما كان رئيس وزراء تونس " يوسف الشاهد" رونيه الطرابلسي " كما تولى وزارة التعمير والإسكان اليهودي "أندريه باورسن " في عهد بورقيبة الأول بعد الاستقلال.

هدايا الكتاب

وقبل مغادرة الفندق تم تبادل الهدايا وما هي هدايا الشعراء والنقاد غير الكتب والروايات ودواوين الشعر.

انتهى المهرجان برحلة على سفينة القراصنة كان كل شيء فيها  خرافيا عفويا وجميلا حتى اننا ننسى انفسنا ان كنا قراصنة ام رهائن .وتمتعنا بمشاهدة الدولفين وهو يؤدي العابه المسلية وسط البحر.

وتوجهنا بعدها الى تونس العاصمة التي لا تبعد عن مدينة الحمامات الا 63 كم لنكون ليلا نتجول في شارع بورقيبة وساحة الساعة وبناية المسرح البلدي وقد يستوقفنا  غدا ابن خلدون ليفسر لنا هذا التاريخ المعقد وقد يباركنا الوالي "سيدي بو سعيد " ويتمنى لنا التوفيق في رحلتنا الى المدينة التاريخية العريقة (القيروان).

وزرنا اليوم باب البحر في العاصمة تونس وكان يطلق عليه (باب فرنسا) وهو أحد أبواب مدينة تونس القديمة وسمي باب البحر لأنه يفصل البحر عن المدينة القديمة ويقع تحديدا في ساحة النصر وهو الان يفصل بين المدينة القديمة والجديدة، وهو متمثل في قوس تعلوه شرفة ذات فتحات،  نصب تذكاري من اهم المعالم  في تونس، ويوجد في محيط هذا الباب الاسواق المتنوعة والمتاجر القديمة وسط الأزقة والمتاهات والمقاهي والمطاعم- وقد ذكر لي التوانسة عن اتشار المقاهي على ارصفة وكاننا في باريس، قالوا ايام حكم بورقيبة كان يمنع وجود هذه المقاهي  على الارصفة التي تؤدي الى الكسل ومنع ايضا الاعلانات التجارية  لأنها تزيد من معاناة  الفقراء لعدم قدرتهم على الشراء- كما توجد ساحة كبيرة تتوسطها نافورات مياه جميلة هي المكان الامثل لأخذ لصور قرب نصب البحر الذي يستقبل احيانا فعاليات موسيقية والرقص وتوصر الافلام التلفزيونية ومشاهد سينمائية.

الكنيسة القديمة وابن خلدون

وتجد في محيط البوابة الكنيسة القديمة (ستانت كروا) هي احدى أقدم الكنائس المسيحية في تونس وقد شيدت عام 1837م ، وتتألف هذه الكنيسة الكثويكية الرومانية من حصن كبير وممرين تفصل بينهما اقواس نصف دائرية ترتكز على ثمانية اعمدة رخامية تعلوها تيجان رومانية ، واهم ما يميزها هو برجها الخلاب ونوافذه الموزعة على الجانبين.والقرب منها يقف شامخا تمثال ابن خلدون وعبارته المشهورة ( التريخ لا يزيد على أخبار... وفي باطنه نظر وتحقيق)

اسوق باب البحر

ويطلق عليه سوق الطويل او سوق باب الفلة اول ما يلفت نظرك وانت تزور السوق في الصباح الباكر ان كل المحال المفتوحة لديها مذياع لقراءة القران ، والملاحظة الثانية انك في هذا السوق الكبير لا تر اية سلع اجنية بل كل ما يباع هو من صناعة تونس! وايضا تشتهر هذا الاسواق ببيع الاعشاب المتنوعة والمتاجرالقديمة وسط الازقة والمتاهات ومطاعم السمك وباقي محال الحلويات وعربات بيع الفطور.وانصحك اذا تريد ان تذهب الى جامع الزيتونة ان تسأل حنتى تصل اليه بسبب تشابه الازقة وتفرعاتها!

جامع الزيتونة الكبير

عليك ان تسأل كثيرا لتصل الى نهاية السوق والذي يضم (جامع الزيتونة) التاريخي وهو ملقى للعبادة والدرسة تخرج منه عاء وأئمة ولغويين وقضاة، ما تقام فيه الاحتفالات الدينية مثل المولد النبوي ويلة القدر في رضنويعد من اكبر لجوامع وأقدمه، تأسس كما مكتوب على جدرانه ( عام 79 هرية بأمر من حسان بن النعمان. وأتمه عبيد لله بن الحبحاب في عام 732 هجرية ، يقع على مساحة 5000 متر مربع ولديه تسعة ابواب وقاعته الداخلية تتكون من 184 عمود اتية من الموقع الأثري بقرطاج.

وترجح المصادر التاريخية ان الأسم ( جامع الزيتونة ) جاء لأن نواة الجامع كانت في أرض تتوسطها شجرة زيتون ومنه سمي جامع الزيتونة.