أجمل لقطة: وزير يغادر وزارته
نوزاد حسن
ربما لم بشاهد الكثيرون آخر يوم في حياة وزير يترك منصبه في الوزارة لان وزيرا جديدا سيحل محله.لقطة استثنائية بكل معنى الكلمة.دعوني اصف لكم ما يجري.
قبل اعوام ذهبت لعمل في مكتب وزير منسي الان,لا احد يذكره.وصلت كانت هناك حركة غريبة اذ كان بعض العمال ينقلون اثاث الوزير القديم,وحمله الى خارج المكتب.سالت احد الموظفين عن معنى ما يجري,فاجابني بان الوزير الجديد اراد ان يغير ديكور الغرفة كلها بما فيها الاثاث.استغربت من كلام الموظف,ولم استطع ان افهمه بسبب مثاليتي التي لا تحترم كثيرا تغيير اثاث غالي الثمن لسبب تافه وهو ان وزيرا جديدا قرر ان يغيره.لاحظت ان وجوه من في المكتب كئيبة جدا.عرفت انهم كادر مكتب الوزير القديم.اذن هم اثاث قديم ايضا لا بد من ابعاده,لانهم قد يكونون علامة تشاؤم تعرقل عمل الوزيرالذي سيأتي لقيادة الوزارة.تحدث موجة خوف كبيرة بين كل من اتى بهم الوزير القديم.سيرتسم على وجوههم انطباع غير جيد,واصفرار لا يمكن اخفاؤه.وحركات غير متزنة.كأنهم ينتظرون لحظة القرار التي تحكم عليهم بانهم مجرد ادوات لم تعد صالحة لعمل جديد.عشرات الموظفين بعيشون في تساؤل دائم:اين سينتهي بهم الزورق الذي صعدوا فيه بعد ان غادره قائده.ولعله سيعرفون انهم صعدوا الى زورق الوزير القديم لانهم على صلة به. لن يعرف كل الموظفين الخائفين في زورق بلا قائد انهم موظفون دون العاديين,وبلا كفاءات,وعليهم ان يدركوا هذه الحقيقة.بالتاكيد انا اتحدث بصورة عامة عن حالات يرصدها الاعلام,ونرصدها ايضا.ومع ذلك فانا اشير الى واقع لم يكن وليد هذه السنوات بل هو وضع يعود الى الوراء اي الى ما قبل 2003. لنفكر بدقة:الزوارق قد يتخلى عنها من يقودها...اما من في الزورق فعليه ان يتنفس تحت الماء.