ما لم يقله شهريار *
الآن أدرك شهريار
ان امرأة
يمكن لها أن تتخلق
في النساء اللواتي
تركهن على قارعة الحلم
في ليلاته المبتورة الأصابع كلها
كيف لا يكون هذا
وهي امرأة
ولدت من سلافة الحب
ونشأت في بيت الأميرات
فغدت إكسير حياة ؟
وكيف لا يكون هذا
وهي المتأبطة كتاب البحر
والسابغة العمر
بافراح أعياد وجمال ؟
ستشرق الشمس
بكتاب معناها الجميل
وسيرسم القمر لوحة
من ابتكار دهشتيهما
وستطلق الحياة
موسيقاها لتنتثر
على طريق أيامهما القادمات
وسيظل يقول لها أحبك
حتى نهاية الدنيا
وأحبك حتى آخر الكلمات
عطش *
كان لزاما عليه
أن يحسن زراعة بستانه
وأن لا يكثر من إهدار المياه
فبعض الأشجار تكتفي
بمجرد رطوبة التراب
وبعض المزروعات
تقتلها كثرة المياه
ما الذي فعله ببستانه ؟
لم تعد الأشجار تشبع من الماء
ولم تعد الماء قادرة
على تلبية عطش الأشجار
لقد اختلفت الأشياء كلها
وهو يراقب عن قرب
ما حل ببستانه من هلاك
لم يعد يتحمل
أنين الشجيرات الصغيرة
ورفرفة أجنحة الطيور
وهي تعلن رحيلها
بعد أن دب اليباس
- ما ذا فعلت ببستاني الجميل ؟
كنت أحبه وأرعاه
هل بإمكان خطأ واحد
أن يحيله
إلى ركام ؟
- لن أخطئ ثانية أيتها الأشجار
سأتعلم من أخطائي كلها
كي تعودي كما كنت
في بستان وارفة الظلال