أطباء ومواطنون لـ (الزمان): الماء سر الحياة وتقليل شربه يضاعف الأمراض
بغداد - فائز جواد
اتفق اطباء مختصون ومواطنون ان الماء هو سر ديمومة الحياة وان تقليله يمهد لانتشار الامراض في اجسادنا مستذكرين قوله تعالى (وجعلنا من الماء كل شئ حي). ويؤكد الاطباء ان قلة شرب الماءتتسبب في الشعور ب الدوار والصداع اذ يسبب انخفاض مستوى الماء في الجسم الدوار والصداع بسبب نقص كمية السوائل المحيطة بالدماغ ، كما يسبب الجفاف خفة تدفق الأكسجين من الدم إلى الدماغوقلته تتسبب في المعاناة من الامساك اذ يساعد الماء على تليين الجهاز الهضمي ، ويحافظ على نظافته ومرونته التي تساعد على حركة الأمعاء العادية ومنع الإمساك ، وأيضاً تسبب قلة الماء القيء أو الإسهال أو تصلب البراز المؤدي إلى الإمساك.مشيرين الى ان (الدماغ يتألف من 90 بالمئة من الماء ، وقلة شرب الماء تؤثر في الذاكرة ، وصنع القرار ، والمزاج ، وتسبب صعوبة في التركيز ، والنسيان ، والتفكير المتواصل ، بالإضافة إلى قلة النوم ، والتعب ، وعدم أداء المهام الإدراكية) .مؤكدين ان (التبول بين أربع إلى سبع مرات في اليوم عملية صحية ، وفي حالة عدم التبول إلا قليلاً فهذا دليل على افتقار الجسم للماء ، كما أنّ لون البول يشير على مستوى الترطيب ؛ إذ إنّ لون البول الفاتح أو الشفاف يدل على أنّ الجسم رطب ، أما البول الأصفر أو الغامق فيدل على افتقار الجسم للماء.وتعتبر رائحة الفم الكريهة من علامات قلة شرب الماء ، وتنتج هذه الرائحة بسبب إنتاج كمية أقل من اللعاب غير المحتوي على مضادات الجراثيم لافتقار الجسم من الماء.كما انّ قلة الماء تسبب انخفاض ضغط الدم ، وعدم امداد الجسم كفاية بالأكسجين بما في ذلك الدماغ ؛ إذ إنّ نقص الأكسجين عن الدماغ يسبب الشعور بالسبات العميق ، والتعب ، والنعاس. ويعتبر الماء عنصراً حيوياً لصحة الغضاريف المفاصل ، فإنّ افتقر الجسم للماء تبدأ العظام في الطحن ضد بعضها مما يُحدث ألماً داخل المفاصل.وتسبب قلة الماء انخفاض في حجم البلازما مما يصبح الدم أكثر لزوجة الذي بدوره يؤثر في الدورة الدموية ويزيد معدل ضربات القلب).
واشار بعض المواطنين الذين تعافوا من امراض مختلفة الى ضرورة تناول الماء بشكل مستمر ومعتدل متوزعا على ساعات النهار والتقليل من المشروبات الغازية والعصائر لانها تؤثر سلبا على المعدة والشعور بالشبع والاستغناء عن الماء الذي هو سر ديموة الحياة ويقول فلاح كريم ( كنت اعاني من جلطة دماغية وانسداد في الشرايين ونصحوني بعمل قسطرة للقلب وللشرايين لفتح الشرايين وبعد ان نصحني الاطباء بشرب الماء باستمرار فقمت بوضع قنينة الماء جنب سريري وكلما استيقظ اشرب قليل من الماء حتى الصباح الباكر وبالرغم من حاجتي للتبول المستمر لكني تحملت هذا الامر واستمريت بشرب الماء لمدة شهرين فوجدت تحسن كبير بصحتي وتفاجأ الطبيب لاستقرار حالتي الصحة وفتح بعض الشرايين المغلقة وتشجعت لهذا الامر ومن يومها لم افارق الماء طوال الليل والنهار لاني وجدت فيه الشفاء وسر ديموتي لحياة افضل بعد استقرار الضغط وشعوري بالنشاط والحيوية ولهذا وجدت ان في الماء الشفاء والحيوية).
استطلاعات عالمية
وتشير غالبية الاستطلاعات وإلاحصاءات الحديثة التي نشرتها وسائل الاعلام والمراكز الصحية والطبية العالمية أن جمهوراً كبيراً من الناس لا يشربون الماء بالكميات المناسبة ولا حتى بالحد الأدنى، وفي الوقت الذي يؤكد فيه خبراء الصحة العامة أن الشخص البالغ يحتاج من 2 إلي 3 لترات من الماء يومياً، فإن الاغلبية يؤكدون أنهم لا يشربون الماء إلا عند العطش وكثير منهم يعمدون لشرب العصير بدلا منه، وينوه خبراء الصحة إلى أن فئات العمال هم الفئة الأكثر حاجة لشرب كميات أكبر من الماء. ويعد الماء نعمة كبرى ومنّة عظمى أنعم الله بها على بني الإنسان، فبه قيام حياتهم، والماء سبب رئيسي في وجودهم واستمرار حياتهم، وقال تعالى ( وجعلنا من الماء كل شيء حي)، وقال جل شأنه (والله خلق كل دابة من ماء)، وفي هذا الاطار يحرص المهندس أحمد الظفيري على تناول أكثر من 2 لتر من المياه، فهو يعلم الفوائد التي يجنيها من شربه للماء، وأيضاً ينصح أصدقاءه بذلك ولكن على حسب قوله (لا حياة لمن تنادي)، ويقول ( هناك الكثير من أصدقائي لا يتناولون المياه إلا عندما يشعرون بالعطش، فثقافة شرب الماء لأنه صحي، ما زال يجهلها الكثير). ويؤكد ألظفيري وهو رئيس قسم في شركته أنه يحث موظفيه دائماً على تناول المياه بشكل مستمر، وبين الحين والآخر يعطيهم محاضرة بأهمية الماء. أما أبو ضرغام وهو موظف في مستشفى وهو يعلم بفوائد المياه لكنه ينشغل في عمله ويؤجل شرب الماء حتى يتسع له وقته، ويقول (أعلم تماماً فوائد وأهمية الماء والكميات التي يتوجب على أي فرد أن يتناولها لكنني أنشغل طول فترة وجودي في المستشفى وبطبيعة عملي لا أجلس خلف مكتبي دائماً وهذا ما يجعلني أتجاهل الماء لحين يتسع الوقت لذلك، وأغلب الأحيان لا أشرب الماء سوى كوب واحد طول فترة بقائي بالمشفى.. أعلم أن هذا الأمر خطأ، وفي كل مرة أقرر أني سألتزم في شرب الماء).
شعور العطس
أما السيدة صبيحة جمال فهي لا تشرب الماء إلا إذا شعرت بالعطش، وتقول (خلال النهار أشرب الكثير من العصائر وهذا يفي بالغرض، أما الماء فلا أشربه إلا في حال شعرت بالعطش). وتؤيدها بذلك سمر الخطيب مقيمة عربية فهي لا تجد بشرب الماء أي متعة لذلك لا تستطيع أن تشرب من دون أن تشعر بالعطش، حتى الأمر لا يعنيها كثيراً، موضحة أنها تستبدل شرب الماء بالمشروبات الغازية لأنها تفضلها.
ويؤكد الطبيب الاختصاص زيد الونداوي استشاري أمراض باطنية ، أن ثلثي جسم الإنسان يحتوي على الماء، بالمئة 60 من جسم الرجل ماء، و 55 بالمئة من جسم المرأة ماء، ويفضل شربه على معدة فارغة للحصول على الاستفادة الكاملة، لأن شربه مع الطعام يحدد العصارات الهاضمة لذا يفضل شرب كأسين من الماء قبل تناول الطعام بنصف ساعة، وبعد الانتهاء من الأكل بساعتين. ويوضح طبيب اخر أن السؤال الأول الذي يطرحه على المرضى ما كمية الماء التي يتناولها؟ وغالباً تكون الإجابة أنه عند الشعور بالعطش وهذا غير كافٍ على الإطلاق، مبيناً أن جسم الإنسان يحتاج من 2 إلى 3 لترات يومياً أي بمعدل 8 أكواب، وأيضاً مع التقدم في السن يكون الإنسان أكثر حاجة للماء لأن جلده وأغشيته تكون أكثر رقة وتفقد المزيد من الماء وتقل كفاءة الكلى فتزداد الحاجة إلى الماء. بالإضافة إلى ذلك تزداد الكمية في حالة الحمل والرضاعة والطقس الحار وعند ممارسة رياضة عنيفة. ويوضح أن (الماء يمنح الجسم الرطوبة الكافية مما يكسب الجلد الليونة ويحفظ للعينين البريق، يجدد حيوية كل خلايا الجسم، ينظم درجة حرارة الجسم، يعمل على تخليص الدم من السموم والرواسب. وينشط الجهاز الهضمي وعملية الإخراج، يخفف سوائل الجسم، يعمل على ترطيب المفاصل وليونة حركتها ويحميها من الكدمات، يعوض ما يفقده الجسم من السوائل التي تخرج في البول والعرق والبراز ورطوبة الزفير، ينشط وظائف الكلى. ويحتوي الماء على العديد من المعادن الثمينة والمواد الغذائية التي يحتاجها الجسم لتعمل بشكل صحيح؛ لذلك يفضل شرب المياه قبل النوم لتخزين المواد المغذية والمعادن التي يحتاجها الجسم للبقاء في صحة جيدة وقوية. بالإضافة إلى تجديد السوائل في الجسم التي يفقدها طوال اليوم بسبب النشاط العادي، ويعتبر الماء عاملا طبيعيا لفقد السعرات الحرارية، وأيضاً مطهراً طبيعياً للجسم حيث يجذب العديد من السموم معه ويخرجها في عملية التبول خصوصاً أثناء عملية فقدان الوزن علماً بأن الجسم يحتوي على كثير من الدهون ونفايات الدهون وشرب المياه يساعد على التخلص من هذه النفايات بشكل أفضل). مؤكدا أن (الماء لوحده غير كافٍ لأن الإكثار منه وتناوله وحده يقوم بعمل انحلال في الدم لذلك يجب شرب العصائر وتناول الخضروات بشكل دائم للحصول على البوتاسيوم والصوديوم، والكربونات لذلك يجب المحافظة على شرب من 8 أكواب، إلى 12 كوب ماء يومياً. وذلك بخلاف الأشخاص الذين يعانون من زيادة الوزن فهم يحتاجون إلى شرب كوب واحد إضافي من الماء لكل كيلوجرام من الوزن الزائد، وأيضاً الشخص الذي يمارس الرياضة عليه أن يتناول كمية إضافية عن السابقة). مبينا أن (أطباء التغذية ينصحون السيدات بتناول 2 لتر من الماء يومياً لأنه يساعد على التخلص من الوزن الزائد، لكن المعلومة الصحيحة أنه يساعد على الهضم، بالإضافة إلى الحفاظ على قوة عضلات الجسم، حيث تكون النصيحة الأولى عند الدخول للنوادي الرياضية هي شرب الماء بكثرة بين التمرينات، والسبب هو أن الجسم يخسر الكثير من السوائل عن طريق التعرق، الشيء الذي يجعل شرب الماء ضرورياً ومفيداً للغاية. وأيضاً للحفاظ على نظارة البشرة وترطيبها، فشربه يجعل البشرة تظهر بصحة جيدة). مقترحا (ضرورة عمل ندوات توعية عن أهمية شرب الماء خاصة العاملين تحت أشعة الشمس، مع تغطية مكثفة لهذا الموضوع في الجامعات والمدارس ووسائل الإعلام، والتاكيد على أهمية وفوائد شرب الماء، والعواقب التي تنتج عن إهمال شرب الماء).