إلى السلطويين فقط
حسين الصدر
-1-
تُرفع الى المتربعين على كراسي السلطة عادةً ألوانٌ من التقارير التي تحرضهم على أنزال العقوبات القاسية بمن تُلصقُ بهم تُهَماً معيّنة قد لا يكون لها نصيبٌ من الصحة إطلاقاً وربما كانت من نسج الخيال الكيدي.
-2-
والسؤال الأن :
ما هي أحسن الطرق للتخلص من هذه التقارير ؟
والجواب :
ان أحسن الطرق للتخلص من الساعين لالحاق الضرر بالآخرين ما صنعه الوزير ( ابن الفرات ) - ابو الحسن علي بن موسى الذي كان وزيراً للمقتدر بالله .
فقد جاء في سيرته :
( انه كان اذا رُفعت اليه قصة فيها سعاية خرج مِنْ عنده غلام فنادى :
أين فلان بن فلان الساعي ؟
فلما عرف الناس ذلك من عادته امتنعوا عن السعاية بأحد )
أقول :
انّ الدور الذي كان يُؤديه الغلام يمكن أنْ يؤديه عنصر الحماية المحيط بالمسؤول أو احد العاملين في مكتبه .
-3-
انّ بعض الخبثاء يجعلون من التقارير الكيدية التي يرفعونها لهذا المسؤول أو ذاك وسيلة من وسائل التقرب اليه والوصول الى امتلاك الحظوة عنده لاسيما اذا وجدوا قبولاً وترحيباً منه ..!!
انهم يحرصون على ايهامه أنهم المخلصون له ... مع أنهم أبالسة لا يخشون الله ، ولا يخلصون الاّ لمصالحهم الذاتية ، ولا يكترثون بما يحل بمن يسعون ضده .
انّ السلامة في الدنيا والآخرة توجب الحَذَر مِنْ هذه الزُمر
وهنا تكمن العظة .