الجامعة والبحث والتزوير
صلاح الدين الجنابي
أغلب الجامعات العراقية إن لم نقل كلها فيها من الأكاديميين الذين يمتلكون الكفايات الكافية لإصدار قرار مهني علمي رصين حول المجلة أو المؤتمر العلمي ومدى التزامهما بالمعايير الأكاديمية للنشر العملي أو المؤتمرات العلمية، ولكن جفري بيل تعرض لمضايقات ودعاوى قضائية من المنتفعين من هذه المجلات والمؤتمرات المزورة كذلك يحصل للأكاديميين (الذين يمتلكون الكفايات والمعارف والخبرات والاخلاقيات العلمية والبحثية) في بعض جامعاتنا من تهميش واقصاء وغيرها، لذلك صارت لا تميز بين المجلة والمؤتمر المزور من غيره، لأنها استغنت عن خدماتهم (يستبعدون من اللجان) والجامعة التي لا تستيطع التمييز تحتاج إلى إعادة النظر في كل اللجان العلمية، لأن النشر العلمي المزور ينتج باحثاً وأكاديمياً مزوراً، ينتج لقباً علمياً مزوراً، ينتج (طبيباً مزوراً، محامياً مزوراً، قاضياً مزوراً، مهندساً مزوراً، مدرساً مزوراً، أستاذاً جامعياً مزوراً، مديراً مزوراً، عميداً مزوراً، وزيراً مزوراً، ..........، ..........) ينتج ثقافة مجتمية مشوهة لا ترفض الدجل والشعوذة والتضليل والخداع والفساد، كما أن البحث العلمي الذي ينسب إلى غير مؤلفه (بحث، رسالة ماجستير، اطروحة دكتوراه) ينتج باحثاً وأكاديمياً وموظفاً مدمراً لا يفقه مبادئ البحث العلمي ولا أخلاقياته، ينتج سلوكاً أكاديمياً ووظيفياً منحرفاً مشابهاً لسلوك دودة الأرضة تأكل كل شيء دون أن نراها، ينتج ثقافة مجتمعية خطيرة لا يمكن علاجها.
الجامعة ميزان القيم والسلوك والبحث يحافظ على دقة وجودة الميزان والتزوير يشوه القيم ويحرف السلوك ويعطل الميزان لينتشر الضباب وتنعدم الرؤيا ويحل الغموض ويستبعد القرار الصائب ويحاكم العدل وتختفي المساواة ليسود الجهل والظلم والاستبداد.
# البحث العلمي أهم أدوات الابتكار والإبداع والتطور، كلما كان رصينا ودقيقا ومنتجا ينعكس ازدهاراً ونمواً وزيادة في الإنتاجية واستدامة على أصحاب المصالح والمهن والمجتمع.