الحذر واجب كي لا تقع في الفخ
عبد الحسن علي الغرابي
كل ما اتمناه ان لا يقع غيري بما حصل لي في مطار بغداد
أمس الساعة بعد الرابعة من مساء الجمعة 16 9 هبطت بنا الطائرة القادمة من تركيا الى بغداد وبعد الاجراءات المتبعة وضعنا ثلاث حقائب على عربة واتجهنا الى باب المغادرة كأي مسافر يدفعه شوق الوصول الى سكنه ، وكالعادة في بوابات المطار يستقبلك سواق الاجرة يتنافسون لكسب ود المسافر للوصول الى ما يريد ، استلمت مكالمة قبل مغادرة صالة المطار أن صهري وابنتي في انتظار وصولنا في ساحة عباس بن فرناس ، اتفقنا مع
احد سواق شركة المميز حيث استلم عربة الحقائب وتحرك أمامنا مسرعا الى مراب المطار ، تأكد لنا انه وضع الحقائب في السيارة فتح لنا الباب وطلب من الجلوس انا وزوجتي ، غادرسائق السيارة للبحث عن مسافر اخر كي يكتمل عدد الركاب ، نال مسعاه دون تأخير، انطلقت السيارة مسرعة ، طلب تعريفة الاجرة عشرة الاف دينار لكل راكب ، استلم مني ورقة ب25 الف دينار، حاول التغاضي عن الباقي بعناد إلا انني استعدت الباقي منه بعد سجال اتضح لي ان محاولة للابتزاز وانا على يقين ان هذا أمر مألوف لدى بعض سواق الاجرة ، ليس هذا آخر المطاف بل هان الأمر أمام المفأجاة والفخ الذي اوقعنا فيه عند الوصول لساحة عباس بن فرناس ، عندما انزل حقائبنا اختفت الحقيبة الثالثة وهي من الحقائب التي اعتز بها كونها تحمل ذكرى طيبة كانت هدية من الخطوط الجوية المصرية في اواخر سبعينات القرن المنصرم وبعد اخذ ورد اضاف ان المطار آمن ولا يضيع فيه شيء، ترك لنا رقم هاتفه وقال : سأجدها وأعود لكم بها انتظروني هنا ساعود لكم بالحقيبة وكونوا على اتصال معي ، طلبت منه ان اعود معه وانا احمل جواز السفر قال هذا لا يجوز قطعا في نظام المطار ، سأنتظر وأمري لله وبعد طول الانتظار الممل عقب مشقة السفر وانا اقف على قارعة الطريق تكرر الاتصال عدة مرات ، قال اطمئن ستصلك الحقيبة مع احد سواق شركة المميز ، غابت الشمس وانا رجل في اعتاب العقد الثامن وفي الحقيبة علاج الامراض المزمنة وحزام الفتق المغبني وحاجات اخرى مهمة ، بعد مرور أكثر من ساعتين اتصلت به قال: ساقطع لك وصل بمبلغ 30 الف دينار هل توافق ؟ قلت : نعم ، نعم ، اوافق بس تعال انهكني الوقوف ومرارة الانتظار ... استلمت الحقيبة والوصل ودفعت المبلغ مع ما ساورني من شك بان الامر مدبر وربما حصل مع الغير قبلي او قد يحصل مستقبلاً لذا احذر ان لا يقع احد من المسافرين بما حصل لي من متاعب وابتزاز، وبعد ان حمدنا الله على سلامة الوصول تفقدنا حاجات الحقيبة وجدنا سلب منها نصف كيلو من المكسرات جوز ولوز وفستق هذا ما تذكرناه ، هنيئاً صحة وعافية لمن تناوله .