موت فجائي وخطر من نوع آخر يستفحل أكثر
ضحايا الأخطاء الطبيّة في العراق يتزايدون برغم التطور العلمي
بغداد - ابتهال العربي
اشارت سلسلة من الوفيات الى ارتفاع مؤشر الأخطاء الطبية، بسبب تدهور الوضع الصحي في العراق، ما تتسبب بقتل المرضى بين الحين والآخر، بينهم النساء الأعلى نسبة. وسجلت الصحة عشرات الوفيات والتشوهات مؤخراً، الأمر الذي اوعز الى لجوء المواطنين لإجراء الفحوصات والعمليات الجراحية خارج البلاد.
اخطاء طبية
واكد تقرير تلفزيوني لقناة الشرقية تابعته (الزمان) امس ان (الأخطاء الطبية القاتلة تتزايد يوماً بعد يوم)، واوضح ان (كل اسبوع يشهد وفاة بسبب تشخيص طبي خاطئ)، وبين ان (ضعف الدور الرقابي على عمل الفرق الصحية من قبل وزارة الصحة اسهم بتكرار الحوادث دون رادع لها)، مشيراً الى ان (الملاكات الصحية دافعت عن نفسها بإعتبارها لا تتحمل وحدها تلك الأخطاء جراء وجود استخدام اجهزة طبية غير حديثة).واكد اطباء ان (اعداداً كبيرة منهم يتعرضون للإعتداءات من قبل ذوي المرضى بحسب القواعد العشائرية)، ولفت مواطنون الى ان (المستشفيات في بغداد والمحافظات تعاني نقصاً حاداً في مجالات الرعاية الطبية وتوفير الأدوية والأجهزة الحديثة والخدمات من جهة، واهمال كبيرمن جهة اخرى، والسبب يعود لسيطرة متنفذين في الحكومة يستفيدون من التجارة بأرواح الناس، ويكسبون المليارت من سفر المرضى الى الخارج لغرض العلاج).في حين ذكر بعضهم ان (الطب تحول من عملية صحية انسانية الى عملية تجارية وسط اهمال الأطباء في الإهتمام بصحة المريض وتولي مسؤولية علاجه، وارتفاع اسعار الأدوية)، ورغم اهمال مجالي الصحة وخدمة النظافة داخل المستشفيات الحكومية تتكرر الأخطاء في تشخيص الأمراض وتسفر عن حدوث وفيات كثيرة اخذت بالتزايد بين النـــــساء، خاصة في مجال التجـــــميل بما يخص الشفط والقص.
يؤكد الطبيب الجراح سيف في تصريح لـ (الزمان) ان (الأسباب وراء هذه الأخطاء الطبية في العراق، اما ضعف التشخيص من قبل الطبيب او ضعف الأجهزة الطبية القديمة، او ضعف خبرته الطبية او الجراحية)، مضيفاُ ان (بعض الأطباء للأسف يحصلون على شهادة تثبت اختصاهم لكنها لاتثبت خبرتهم وامكانياتهم في التشخيص الدقيق والمعالجة الحقيقية).
حالة ضعف
وبين ان (كثير من المرضى يشكون من حالة ضعف معرفة الطبيب بمعلومات مرضهم، وامكانية معالجتهم، مايضطرهم الى اللجوء الى اكثر من طبيب للحصول على علاج الشفاء من الم معين)، مشيراً الى ان (الطبيب مهنته تحديد الم المريض ووضع علاج شافي للمرض، وهذه امانة يتحملها الضمير الحي الواعي للحفاظ على حياة الناس).
وحصلت (الزمان) على تصريح من الطبيبة هالة العزاوي في هذا الشأن موضحة ان (هذا الموضوع تكتنفه الخطورة)، ولفتت الى ان (حالات الوفيات تحدث بسبب سوء التشخيص الطبي، خاصة في مجال التجميل، أو علاج يحتوي على مواد قاتلة، لإفتقار الطبيب للمعلومات الطبية الحديثة والدقيقة)، مبينة ان (كثيراً من الأطباء يزاولون مهنة الطب بفضل الثروة المالية التي تتوفر لديهم والمحسوبيات من دون خبرة)، مؤكدة ان (الطبيب الناجح هو الذي يشخص المرض والعلاج بدقة ويرعى المرضى)، واشارت العزاوي الى ان (الوزارة يجب ان تعاقب هؤلاء الأطباء الذين يتسببون بوقاة الأشخاص، وتتحمل مسؤلية تجهيز المستشفيات بالأجهزة الطبية الحديثة، وكذلك هي معنية بتوفير خدمات التنظيف والرعاية للمرضى داخل المستشفيات). ولم تحصل (الزمان) على رأي اعلام وزارة الصحة برغم كثرة الإتصالات، كما اعتذر مسؤولون في نقابة الأطباء وقسم التفتيش في الوزارة، عن التعليق بحجة (عدم الإختصاص).