داعش تراجع ولكنه لم ينته
محمد حسن الساعدي
أشارت التقارير الأمنية نقلا عن مسؤولين كبار في الحكومة الأمريكية, أن تنظيم داعش ما زال بعيدا عن الهزيمة ولا يزاليشكل تهديدا, للدول التي ينتشر فيها وهي قد تجاوزت 30 دولة حول العالم..
كما أن التنظيم لا زال يهدد الاستقرار في العراق وسوريا تحديدا, في ظل جدول التأهيل والدمج المتلكيء لعوائلالدواعش, الموجودة في مجمع المخيمات السورية ومعظمهم من العراقيين, وهي قضية قد تتطلب دماء وسنين للعودة إلىبلدانهم الأصلية, وبحلول هذا الوقت يمكن أن يكون أطفالهم في المخيمات قد بلغوا، وسيكون قد أمضى حياته كلها تقريبافي المخيمات, التي أنشئت فيها مدارس تعمل على تدريبهم وتدريسهم وتعليمهم عقائد الكراهية والعنف..
ما يثير القلق فعلاً تزامن عودة طالبان إلى السلطة في أفغانستان منذ ما يقرب من العام, بعد قرار بايدن المتهورسحب جميع القوات الأمريكية من البلاد, مما أعطي التنظيمات الإرهابية كطالبان والقاعدة وداعش مساحة اكبر للحركةعلى الأرض.
?تقرير الأمم المتحدة أشار بوضوح بأن القاعدة لا تشكل تهديدا دوليا في أفغانستان, ولا ترغب حاليا في ان تسبب إحراجالطالبان أمام المجتمع الدولي, لذلك ستعمل المجموعات في المساحات الغير خاضعة لحكومة,أو التي تخضع لحكوماتضعيفة كما في العراق.. حيث باتت تشكل تهديدا مستمراً على الدولة، ومستعدة للتحرك في أي لحظة, خصوصا بعدالخروقات الأمنية التي حصلت خلال اليومين الماضيين, والتي أفضت إلى سقوط عدد من الضحايا في المنطقة الخضراء, ما يجعل تهديد العصابات الداعشية مستمرا
كما ينقل وبحسب تقاريراستخباراتية, بان عصابات داعش يمكنها أن تعيد انتشاراها في العراق خلال الأيام القادمة, وتحاول القيام بعملياتإرهابية, تستهدف ? الاستقرار الأمني في البلاد في محاولة لإعادة عقارب الساعة للوراء, واستغلال حالة الفوضىالسياسية التي تمر بها البلاد.
?القوات الأمنية العراقية والجيش العراقي بمساندة مهمة من الحشد الشعبي, تقوم بمهام وجهد كبير في حماية أمنالمواطن, ولكن كل هذا لايمثل شيئا أمام تفعيل الجهد الاستخباراتي, وملاحقة العناصر الإرهابية في المناطق الجبليةوالوديان, من خلال القيام بعمليات استباقية في ضرب هذه الأوكار والمضافات, و منع قيامها بأعمال إرهابية تستهدفالأبرياء العزل .
هناك علاقة وثيقة بين الملف الأمني والسياسي, لذلك لا يمكن أن يتقدم الواقع الأمني ما لم يكن هناك تقدم ونجاح سياسي, وأولها نجاح خطوات الحوار بين جميع القوى السياسية, وبما يحقق الاستقرار السياسي المنشود, والذي بالتأكيد يصبفي خانة النجاح الأمني, وبالتالي تحقيق الاستقرار الاجتماعي للبلاد.