القوة الناعمة
سعد القيسي
هذا المصطلح ظهر في جامعة هارفرد الامريكية في بداية الستينات على يد احد الاساتذة وهو بروفيسور في علم النفس، وهو كيف يمكن لاي قوة ان تتعامل بروح الشفافية في مجتمع لم يتعود على القبول بالامر الواقع الذي تفرضه الانظمة المستبدة والمتسلطة . السياسة اخذت تاخذ منحى من هذا المصطلح فنشأت الاحزاب الاشتراكية والراديكالية والراسمالية واخذت تقوم بتعبئة الشعوب . و ايضا انطلى هذا المصطلح على وطننا العربي . ابان حقبة تاسيس الجمهوريات . وفرض هيمنة الاحزاب التي تاسست فيما بعد . الفقر والجهل وتفشي الامراص السارية كانت احد اسباب قبول وتطبيع حكم الاقوياء وسيطرتها على الموارد الاقتصادية والحيوية . فكلما ظهرت قوى معارضة واعية، استخدمت القوة المسيطرة على الحكم سياسة ناعمة لكبح جماح القوة المعارضة مثل الاغراءات في المشاركة الضئيلة في دفة الحكم او اخافة وترهيب القوى الوطنية وشريحة العلماء والمثقفين وزج الاحرار والوطنيين منهم في السجون والمعتقلات وتوجيه تهم لهم تتعلق بالافكار التي يحملونها والمعتقدات الدينية . في العراق وفي المرحلة الحرجة من تاريخه اخذت هذه التشكيلات والاحزاب تستخدم مصطلح القوة الناعمة عن طريق غسل الادمغة باغراءات المال السائب للدولة او الترهيب والتخويف او تحت غطاء حماية المعتقدات الدينية والتداعيات والمخاطر التي قد تتعرض لهما انما في الحقيقة هي عكس ذلك ، فالاحزاب تحاول استخدام وتبني هذة القوة في الحفاظ كما قلنا على وجودها الدنيوي على المدى البعيد .. وهي ايضا لاتسمح لاي حزب جديد او كتلة تنشأ حديثا من الاتجاهات المعارضة او التيارات المثقفة المستقلة التي تسعى لازاحة الاحزاب الفاسدة الولائية لجهات خارجية والسيطرة على مقاليد الحكم. ان التمحور في اطار الحفاظ على المذهب والدين وغرس مفاهيم العقيدة السوداوية يجعل من هذة الرموز السيطرة على عقول بعض الناس البسطاء الذين ينتظرون من هؤلاء الساسة صحوة ضمير لاخر مرة. لكن وكما يقول المثل لا يصلح العطار ما أفسده الدهر.