الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
إنتشار ظاهرة التنمّر الإلكتروني وخبراء يؤكدون: الأطفال أكثر عرضة له

بواسطة azzaman

مرض إجتماعي خطير يقود إلى الإنعزال أو الإنتحار

إنتشار ظاهرة التنمّر الإلكتروني وخبراء يؤكدون: الأطفال أكثر عرضة له

 

بغداد - ابتهال العربي

ناقشت العديد من البحوث والدراسات قضية التنمر ووصفه خبراء الصحة والمجتمع بأنه سلوك يصدر من شعور الضعف في شخصية المتنمر، لكن تشتكي المجتمعات اليوم من التنمر الإلكتروني، وحسب ويكيبيديا فالتنمر الإلكتروني هو استغلال الإنترنت والتقنيات المتعلقة به، بهدف إيذاء اشخاص آخرين بطريقة متعمدة ومتكررة وعدائية، وينشأ هذا السلوك نتيجة عقدة النقص فيقلل من شأن الآخرين، ووجد الباحثون ان التنمر كظاهرة ينتشر في المدارس، بسبب التنـــشئة الإجتماعية غير السوية، كما ان الأطفال اكثر تعرضاً لهذا الأمر.

وفي حوار (الزمان) مع المختص والأستاذ في علم الإجتماع بجامعة واسط ، مرتضى الموسوي اكد ان (مفهوم التنمّر الإلكتروني هو عدم الرضا على مخلوقات الله، وهو صفة دنيئة لايتقنها إلا الضعيف، نتيجة الإحساس بالنقص، مايشير الى السلوك العدواني وغير المرغوب فيه الذي يقوم به المتنمر إلكترونياً بإستخدام التقنيات الحديثة مثل الهاتف المحمول والحاسوب والتطبيقات، وغيرها ضد طرف آخر بغرض الإساءة إليه وإلحاق الضرر به مادياً أو معنوياً أو اجتماعياً أو نفسياً، وهنا تتعدد الأهداف مثل تعدد الأشكال، فالتنمر يشمل صور مختلفة ، الأولى المضايقة التي تصل احياناً الى حد الإهانة وهذا مايصدر في حالة الهجوم على شخص، والثانية تشويه السمعة التي تلي المرحلة الأولى فأحياناً يتطور لدينا الشعور السلبي الى نشر معلومات مزيفة او اشاعات كاذبة لتشويه سمعة  الشخص لكي يتعرض للإنتقاد او الإستهزاء، والصورة الثالثة انتحال الهوية بإختراق حساب الشخص وتهديده او نشر مواد تعرضه للإحراج والهجوم، والرابعة نبذ الشخص او اقصاءه وذلك يحدث احياناً عند استبعاد او رفض لوجود الشخص، والخامسة التنمر عبر تصوير الشخص دون علمه ونشر صوره، والسادسة التجسس عبر مواقعه الإلكترونية، والسابعة الخداع لإكتشاف اسرار ثم الوشاية بها.

رغبة السيطرة

وكأي ظاهرة لها جذور ومسببات فأن التنمر يعود تشكيله الى اسباب بحسب الخبراء، اولها رغبة الإثبات، وثانيها رغبة السيطرة، وثالثها الغيرة، ورابعها غياب الإهتمام والتعاطف الأسري، خاصة وان الإنترنت اصبح ملاذاً للكثير من الأشخاص الذين يرغبون بالترفيه او التنفيس اوالإعتزال عن العائلة.. وللوقوف على بعض الدراسات الخاصة بهذه الظاهرة فإن دراسة فرايسن وبيرسون عمدت الى معرفة لماذا يتنمر الفرد؟ وكيف يمكن ايقافه؟ ، حيث شملت الدراسة 119 طالباً من المرحلة الثانوية المدرسية في كوتنبرغ بالسويد، وكشفت النتائج ان 39 بالمائة منهم قد تعرضوا لتنمر في سنوات الدراسة، وانهم يتنمرون حينما يجدون ضحايا اقل منهم في مستوى تقدير الذات، كما اكدت دراسة نرويجية امتلاك المتنمر عقلية ممتازة تجعله في وعي تام لكي يلعب في اعصاب غيره ويتمكن منه وفق نقاط الضعف.

ويؤكد الخبراء وجود اضرار تنعكس على الحياة اليومية للأشخاص ، خاصة الأطفال والمراهقين، منها تولد الشعوربالوحدة والرغبة بالإنعزال، الإرهاق الدائم والعب والقلق، شعور بالخجل الشديد والعار عندما يتعرض لنوع من انواع التنمر او التشهير، عدم القدرة على الثقة من جديد ، تولد شعور كره الذات الذي يؤدي الى ايذاء الجسد اوالإنتحار، الشعور بالنقص يؤدي الى انعدام قيمة الذات اكثر، قد يعاني الشخص من فقدان الوزن او اهمال نفسه نتيجة تعرضه للتنمر، الغضب والإكتئاب يلازمان من يقع في فخ التنمر، تقود حالة الإكتئاب الى التخلي عن التحصيل الدراسي او ترك العمل، واخيراً الشعور بالخوف وعدم الأمان، ذلك مايجعلنا نحمي انفسنا من الوقوع في اضرار هذه القضية ، وللوقاية من مساوئ التنمر، نعتمد بعض الخطوات الوقائية وهي،  نشر الوعي بخطورة التنمر الإلكتروني بين الأفراد وإعداد البرامج الثقافية التي تكشف ماهيته وتأثيره، تعليم الطفل وتدريبه للتعامل مع المتنمر وعدم التأثر به وبأفعاله مع ضرورة تلقي الأطفال دروس في آداب استخدام الإنترنت قبل استخدامه، التحفّظ على المعلومات والصور الشخصيّة على مواقع التواصل الاجتماعي بعيداً عن الجميع، الحرص على معرفة الطرق التي يستطيع عن طريقها مقاضاة المتنمّر الإلكتروني، تجاهل الإساءة التي لاتستحق الرد، حظر المتنمر، الغنفراد بمعلومات البريد الإلكتروني للحفاظ على الخصوصية وعدم الإختراق، عدم الثقة بالغرباء.


مشاهدات 889
أضيف 2022/08/29 - 10:14 PM
آخر تحديث 2024/07/17 - 3:41 PM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 332 الشهر 7900 الكلي 9369972
الوقت الآن
الخميس 2024/7/18 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير