الأمل في غرير العسل
ضياء واجد المهندس
بعد أن تعرَّضت خاچية إلى هجمات و مضايقات ومشكلات جرَّاء نقد الواقع و المجتمع العراقي بمسمَّياته، فإنها بدأت مؤخَّرًا تُحدِّثني بلغةٍ رمزيَّةٍ بسيطةٍ..
تقول خاچية: إنَّ أوضاع العراق لن تتغير مادام (ذولة) و (ذولاكة) يحكمون، لأنَّ النتيجة مثل ما يقول أبو المثل: (نفس الطاسة و نفس الحمام، و نفس الپريمز ونفس الصخام). و تقترح خاچية لقيادة العراق شخصية أسطورية (فارس الأمل) الذي يحمل صفات (غرير العسل).. سألتها عن ( غرير العسل)، أجابت بحماسٍ قائلةً: هو من أخطر المخلوقات على الأرض، مُسَجَّلٌ في موسوعة جينيس كأكثرِ حيوانٍ عدوانيٍّ، و لا يخافُ من أيِّ حيوانٍ و لا حتى الأسد و لا الفيل.
يتميز بجلدٍ سميكٍ جدًّا جدًّا لدرجة أنَّ السهام و الحربات البشرية لا تخترق جلده، و حتى إذا حاولتَ ضربَهُ بساطور فلن تخترقَ جلدَهُ إلا بعد ضرباتٍ عديدةٍ متتاليةٍ. و مع ذلكَ فهو مَرِنٌ جدًّا، و رشيقٌ بشكلٍ أُسطوريٍّ، و يُشَكِّلُ خطرًا كبيرًا على أيِّ حيوانٍ آخَرٍ لأنه حتى إذا كان الحيوان الآخر أكبر منه و أقوى، فإنَّه يستطيعُ أن يضربَهم بمخالبه في أعينهم، و مناطقهم الحساسة و يتسبَّب لهم في إصاباتٍ بالغةٍ. من هواياته المفضلة هي: إنه يدخلُ خلايا النحلِ ويأكلُ العسلَ من داخل الخلية نفسها (ومن هنا جاءت تسميته بغرير العسل).
و أثناء ما يأكل العسل، يلدغهُ النحلُ و يعضُّهُ عشراتِ الآلافِ من اللدغاتِ، و لكنه لا يُبالي و لا تؤثِّرُ فيه بأيِّ شكلٍ من الأشكال، و يُدمِّرُ خليةَ نحلٍ بكاملها بمفرده، و هو عملٌ لا يستطيعُ أن يُقدِمَ عليه حتى أقوى الحيوانات. وهبَ اللهُ (غريرَ العسلِ) المناعةَ و الحصانةَ تمامًا ضدَّ جميعِ أنواعِ السُّمومِ، و يُعدُّ أكثر ما يخشى منه الثعابين و أسوأ كوابيسهم، مهما حاولوا حقنه بالسُّمِّ لا يؤثِّر فيه تمامًا و حتى إذا نجحت أقوى الثعابين بحقنه بالسُّمِّ في مكانٍ حسَّاسٍ، فإنَّ اسوأَ سيناريو هو أن يُغمى عليه ساعةً على الأكثر و بعدها يَفيقُ، و يمضي في طريقه كأنَّ شيئًا لم يكن. يواجه الكوبرا وجهًا لوجه و يأكلها وكأنها دودة قز. و لا يؤثِّرُ فيه شوك القُنفذ ولا أغلب دفاعات الحيوانات الأخرى. و يصنَّفُ (غرير العسل) كحفَّارٍ ماهرٍ جدًّا ومخالبه قوية جدًّا و يستطيع حَفْرَ أنفاقٍ طولها أمتار في أقلِّ من عشر دقائق في أيِّ أرضيةٍ طبيعيةٍ تقريبًا مهما بلغت صلابتها. و له أسنانٌ قويَّةٌ جدًّا لدرجة أنه يستطيع أكلَ جميعِ أجزاءِ ضحيتهِ بما فيها أقوى العظام. قلتُ لخاچية: تُريدينَ لنا مُصلِحًا مُتسامِحًا أم سفَّاحًا ذبَّاحًا..
أجابتني:
الأملُ في اللهِ تعالى ثُمَّ في غريرِ العسلِ..
اللهمَّ ارزقنا النجاةَ
و الصِّدقَ و الإخلاصَ في الحياة..
{ مجلس الخبراء العراقي