الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
المرأة المُخاطب الوحيد والبطل الحقيقي لديوان عبدالجبارالجبوري

بواسطة azzaman

المرأة المُخاطب الوحيد والبطل الحقيقي لديوان عبدالجبارالجبوري

 

هدير الجبوري

في اصبوحة مميزة في اتحاد الصحفيين العراقيين فرع نينوى خُصصت للشاعر العراقي الموصلي  المعروف عبد الجبار الجبوري وذلك بأعلان صدور مجموعتة الشعرية الجديدة ( كلما اتسعت عيناكِ ضاقتْ قصيدتي ) الصادرة عن دار ماشكي للطباعة والنشر والتوزيع في الموصل ) قدمه النائب الاول للاتحاد القاص ثامر معيوف واستعرض القراءة الخاصة بالمجموعة الدكتور فيصل القصيري وقد تناول بقراءته  هذه الاضاءات المتعلقة بالشاعر وتجربته الشعرية وعناوين رئيسية في الاشعار التي ضمتها هذه المجموعة وحضر حفل التوقيع مجموعة من مثقفي وصحفيي وأدباء نينوى .

(بعض من جوانب القراءة للمجموعة الشعرية)

 - إضاءة أولى

تمتد التجربة الشعرية لعبد الجبار الجبوري من بداية ثمانينات القرن الماضي والى يومنا هذا حيث اثبت خلال أربعة عقود من الزمن شاعريته الواضحة التي تنم عن موهبة شعرية اصيلة وأدوات وتقانات عززت مشروعه الشعري ووضعته في صدارة المشهد الشعري في العراق .والجبوري يمتلك قدرة فذة في انفتاح ايقاعاته على أخيلة رؤيوية تناسب وجدان الشعر ومناخه الثقافي .

ويتكشف عن طاقة تخيل نشطة وخصبة وخلاقة يتهيأ لها على نحو مطلق فعل الحزن والاقتحام والمغامرة.. وفي ديوانه الجديد هذا تبقى المرأة هي من يحاورها ويسائلها  ويرثيها وبكل ما في الكون من عطش الى نموذجه المتفرد الغائب الحاضر في وجدانه وفي ثنايا القصيدة حضوراً باذخاً .

-قراءة في العنوان وما حوله

جاء في العنوان بوصفه تناصاً او اقتصاصاً لعبارة محمد بن عبد الجباربن الحسن النفري ابرز علماء التصوف في القرن الرابع الهجري

(كلما اتسعت الرؤيا ... ضاقت العبارة) لكن التعديل الذي اجراه الشاعر على عبارة النفري هذه ومنح عنوانه (كلما أتسعت عيناكِ ضاقت قصيدتي) بعداً جمالياً وايقاعياً ودلالياً يصنعه الى جانب العناوين المائزة...

 هذا العنوان يمثل توقيعة شعرية اذ يضعنا بين مدى الاتساع والضيق فكلما اتسعت عينا الحبيبة ضاقت القصيدة ولم تعد امامها مجال لأستيعاب زخم ملفح الاحاسيس الوجدانية عندئذ تتحول القصيدة الى محنة ومغامرة جمالية زاخرة بالهزات الشعرية .

فضاء صوفي

واذا كانت مقولة النفري تحتوي على فضاء صوفي ومنسقة صوفية ومحنة رؤيوية فان عنوان مجموعة الشاعر الجبوري تتصل مباشرة على نحو وجداني بالذات الشاعرة معبراً عن محنتها في مواجهة هول الحدث الماساوي الذي تضيق امامه عوالم القصيدة .

(تضيق بي السماء ، تصير أضيق من خرم ابرة ،وأشيل وجعي على ظهر اغنيتي صعوداً الى جلجلة السماء)

كذلك نجد ان العنوان قائم على تضاد بشكل مفارقة مساحية مكانية فالاتساع في العينين يخلق ضيقاً في القصيدة المرجوة التي تفي الحبيبة حقها في الأطراء والثناء والغزل والتدليل والمنزلة الرفيعة..

والرؤية التي يحملها العنوان هنا هي رؤية ابداعية قبل ان تكون بعدية بدلالة ماتحمله العتبة العنوانية من لغة منزاحة هي لغة الشعر والدهشة والتوتر والقلق والانفعال..ولانغفل البنية الجمالية داخل البنية العنوانية على المستوى اللغوي والمستوى الجمالي الكامن في اتسعت عيناكِ وضاقت قصيدتي التي تكسر رتابة اللغة والصورة فتغلق حركة داخل النص العنواني بوصفه العقبة النصية الاولى..

-عتبة الغلاف

يشكل الغلاف عتبة نصية ثانية بعد العنوان من خلال لوحة الغلاف التي تحمل الكثير من روح الشعر ونبضه وتتسق مع بنية العنوان المركزي فقد احتشدت على نحو لافت بالعيون المتسعة والافواه المفتوحة الى آخرها تعبيراً عن صهيل القصيدة او صوتها بكل قوته وعنفوانه يضاف الى مفردات اللوحة بجانب افواه الخيول وهي تصهل حضور الحمام الذي يولد أيقاعاً نفسياً يبعث على الراحة ويعطي رسالة مفادها أن السلام الداخلي هو نبض القصيدة وايقاعها الاليف كما ان تعدد الالوان وجدليتها خلق هو الآخر حركة لونية مثيرة وهكذا تتسع العينان بأتساع الحلم والقصيدة تضيق لتخلق توتراً وقلقاص وأنفعالاً لدى الشاعر وانسداداً في أفق القصيدة..


مشاهدات 674
أضيف 2022/07/15 - 11:58 PM
آخر تحديث 2024/06/30 - 3:45 AM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 94 الشهر 94 الكلي 9362166
الوقت الآن
الإثنين 2024/7/1 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير