مشاهدات
لوزان السويسرية ولوزان التركية
عكاب سالم الطاهر
في 24 تموز 1923 أبرمت معاهدة لوزان كمعاهدة سلام . وبمقتضاها الغيت معاهدة سيفر لعام 1920. التي اجبرت الدولة العثمانية على توقيعها بوصفها احدى الدول الخاسرة في الحرب العالمية الاولى. افضت المعاهدة الى اعتراف دولي بالجمهورية التركية. هذا بعض ما افادتني به المصادر ذات الصلة. وانا هنا انقل معلومة ولا ابدي رأياً. ولكن ما الذي ذكرني ودعاني للعودة الى هذه المصادر؟!.
{ { { {
نهار امس الاربعاء توجهتُ الى حي تركيش، احد احياء مدينة سامسون . بناء على دعوة كريمة من الاديب الصديق زهير البدري. ابو سجاد القادم من واسط يقيم في هذا الحي. قريبا من ساحل البحر الاسود. حين وصلت ، استقبلني الصديق زهير بمشاعر محملة بالاخوية والدفء. مشاعر لم افاجأ بها. الشارع والنصب وفي الطريق الى شقته ، سلكنا شارعا. الصديق زهير قال : هذا الشارع اسمه لوزان. ولم اتوقف كثيرا عند هذا الاسم. ولكن توجهنا ووقفنا عند نصب كبير. عندها قال الصديق ابو سجاد : هذا اسمه نصب لوزان. عاينا التماثيل ووثقنا المشاهدة بالصور. الاستنتاج.. عندها توقفت عند اسم الشارع والنصب. ورجعت للمصادر. لماذا يخلد الاتراك توقيع معاهدة لوزان باسم شارع ونصب ؟. وفي الاجابة اقول ، كاستنتاج.. عقب الحرب العالمية الاولى كرس الحلفاء انتصارهم بتوقيع معاهدتين ممهمتين. الاولى سميت معاهدة فرساي. وتضمنت تكريس استسلام المانيا. والثانية معاهدة لوزان. وكانت فرساي جرحا غائرا في التاريخ الالماني. وليس غريبا ان هتلر اصر على ان يتم توقيع استسلام فرنسا في الحرب العالمية الثانية ، ان يتم ذلك في قصر فرساي. وان يتم ، ايضا ، تمزيق معاهدة فرساي الاولى. ماذا يعني النصب ؟ نستنتج ، وكما تعزز الوقائع ، ان معاهدة لوزان جرح في الجسد التركي لم يندمل لحد الان. واقامة النصب العديدة هي عملية تحريض مضاف للرأي العام التركي. وتعبئة داخلية للشعب التركي لاستقبال التطورات التي ستعقب انتهاء سريان المعاهدة في العام القادم.