موت أسود‮ ‬يلتهم البشرية
الوباء الأكثر فتكاً‮ ‬على مر العصور

من كل قرن وباءاً‮ ‬خطير‮ ‬يضرب البشرية تفشي‮ ‬سريع و خوفً‮ ‬يصيب الجميع والضحايا بالملايين‮. ‬البدايه مع الموت الاسود‮ ‬1720‮ ‬ما‮ ‬يعرف بالطاعون الذي‮ ‬انهك القارة الأوروبية وقضا على الآلاف من الارواح‮ ‬يخفي‮ ‬هذه الوباء حقائق مثيره للاهتمام تتعلقُ‮ ‬بمسألتين بؤرة انتشارة واسطورة انهُ‮ ‬مفتعل سوف نتناول هذه الحقائق تباعًا‮ .‬
عملية الموت
ولكن لماذا اطلق عليه الموت الاسود؟ السبب‮ ‬يمكن رؤيتة بالعين المجردة بكل سهولة فمن إعراض المرض انتشار نقاط سوداء على جسم المريض وغرغرينا في‮ ‬الأطراف وتشمل أصابع اليدين والقدمين وشفاه ورأس الانف وبسبب انتشارة بشكلٍ‮ ‬مخيف اطلق علية الموت الاسود لان مصير المصابين به هوه الموت لا ما حاله بغضون أياماً‮ ‬معدودة وباء عام‮ ‬1720 الذي‮ ‬عرف بطاعون مارسيليا كان من اشهر موجات الطاعون التي‮ ‬اخذت بالانتشار على مراحل وسنوات متعددة ولكن كان هناك ثلاث مراحل أساسية شهدها العالم تتعلق بانتشار الطاعون في‮ ‬ما بينها انتشارات متفرعه أخرى منها طاعون مارسيليا الطاعون الاول او الانتشار الاول كان في‮ ‬القرن السادس حوالي‮ ‬500‮ ‬ميلادي‮ ‬والذي‮ ‬أصاب الإمبراطورية الرومانية الشرقية او الامبراطورية البيزنطية عرف هذه الوباء طاعون جاستنيان تيمنًا بالإمبراطور جاستنيان الاول الذي‮ ‬صابة المرض وشفي‮ ‬منه من خلال علاجات مكثفة انتشر المرض بشكلً‮ ‬كبير في‮ ‬ارجاء المناطق المتوسطه ومنها اسيا بسبب إصرار الامبراطور جاستنيان بالتجارة البرية للحصول على افخم البضائع لتناسب اسلوب حياتة مما دفع المؤرخين بوصفة الامبراطور الشيطاني‮ ‬والمثير للاهتمام ان المؤرخ بروكوبيوس في‮ ‬عملة التاريخ السري‮ ‬لفت النظر ألى فكرتين الأول ان الامبراطور الشرير هوه من اخترع المرض بسبب شره المطلق اما الفكره الثانية هي‮ ‬ان الطاعون كان عقابًا انزلة الله على الامبراطور و إمبراطوريتة بسبب ذنوبة الا ان فكرة اختراع المرض وابتكارة تعيد آلى اذهاننا ما‮ ‬يحصل اليوم ويتم تداولة ان الفايروسات من صنع البشر هل‮ ‬يعقل مفهوم الاسلحة البيولوجية انبثق من قديم الزمان وبالتحديد من هذه الامبراطوريات هذا‮ ‬ياخذنا الى الطاعون الثاني‮ ‬قد‮ ‬يجيبنا عن السؤال الانتشار الثاني‮ ‬الذي‮ ‬شهدتة أوروبا هوه الاسوء على الاطلاق والاكثر فتكًا بدأت موجة هذه الطاعون في‮ ‬عام‮ ‬1347 وحصد ارواح ثلث أرواح أوروبا وكان سبب في‮ ‬موجه عنف لا‮ ‬يصدقها عقل بشري‮ ‬فلجميع‮ ‬يائس ويريد الحفاظ على حياته مهما كلف الامر حتى اذا كان‮ ‬يعني‮ ‬ذلك القتل او العنف‮. ‬والان الجزء المثير للاهتمام هل تعلم اين كانت بؤرة انتشار الطاعون الثاني‮ ‬ليست في‮ ‬أوروبا بالكانت في‮ ‬الصين بحسب المؤرخين نشوء هذه الوباء وانتشاره في‮ ‬تلك الفتره في‮ ‬الصين و انتشر في‮ ‬الدول الأوربية عن طريق التجارة البرية‮  ‬هناك رأيًا اخر في‮ ‬هذه النقطة بحسب المؤرخين العرب ابن الوردني‮ ‬و المرقيزي‮ ‬نشأ الموت الاسود في‮ ‬منغوليا بالقرب من الصين ومنها انتشر الى العالم بحد تعبيرهما انتشر قطع المنغوليون طريق الحرير بين الصين وأوروبا وقامو بالهجوم على محطة ايطالية لتبادل البضائع التجارية في‮ ‬المنطقة ناقلين الوباء الى الايطاليين من دون ان‮ ‬يعلموا نجح التجار الإيطاليون من براثن المنغوليين حاملين معهم الموت الاسود الى ايطاليا و اوروبا‮. ‬والان الانتشار الثالث‮  ‬ظاهر الطاعون مرة جديدة في‮ ‬القرن التاسع عشر حوالي‮ ‬عام‮ ‬1855 وهذا الطاعون ايظاً‮ ‬بدايتة في‮ ‬الصين حيث بقي‮ ‬عدة سنوات في‮ ‬شمال‮ ‬غرب الصين قبل أن‮ ‬ينتشر بفضل التجارة البرية و البحرية الى مقاطعات الصين المختلفة والدول المجاورة وقد حسد الطاعون الثالث مئات الاف الأرواح ما فاقم المصيبة الى محاولة السلطات باحتواء المرض فكانت تعمد على احراق المباني‮ ‬التي‮ ‬يشك في‮ ‬احتوائها على جثث مصابة إلى أن خرج الأمر عن السيطرة وفقدت العديد من الأرواح والمنازل و تشرد الكثير من الناس‮.‬
معتقدات سائدة‮ ‬
الملفت في‮ ‬مراحل انتشار الطاعون الثلاث والمعتقاد السائدة بين الناس وحتى الاطباء لي‮ ‬تجنب الموت الاسود ابرزها وضع الورود و الزهور حول الانف او في‮ ‬داخلة‮  ‬على اعتقادهم‮ ‬يمنع تنشق الهواء الملوث مع العلم كان الطاعون‮ ‬ينتشر عن طريق الجرذان والبعوض او المس وكانت أنواع منه تنتقل عن طريق السعال والملفت ايظاً‮ ‬ظهور طبيب الطاعون الذي‮ ‬كان ذي‮ ‬منزلةً‮ ‬مرموقة في‮ ‬المجتمعات ان ذاك لي‮ ‬اطباء الطاعون حيث كانت لهم ملابس خاصة كانت عبارة عن بدلةً‮ ‬واقية وقناع فيهي‮ ‬عيون زجاجية وانف على شكل منقار ولهذا المنقار هدف فقد كانت توضع فيه أعشاب عطرية ومجموعة من التوابل على اعتقاد أنها سوف تحمي‮ ‬الطبيب من الأبخرة السامة وتجنبه الاصابة بمرض الطاعون خلال معاينة ومعالجة المرضى وعادةً‮ ‬مايحملون الأطباء الطاعون قصبة لفحص وتحريك المرضى من دون الحاجة الى الاتصال المباشر معه‮.‬
ضياء سعد عبدالله‮  - ‬بغداد