الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
كوكايين عرض لطلبة معهد الفنون يتصدى لآفة خطرة

بواسطة azzaman

كوكايين عرض لطلبة معهد الفنون يتصدى لآفة خطرة

عمل يعتمد الحركة الدورانية  للممثلين دلالة على فقدان الهدف

بغداد - ياسين ياس

(كوكايين) عنوان مسرحية لطلبة قسم الفنون المسرحية بمعهد الفنون الجميلة الكرخ مسائي وهي من اخراج كريم خنجر وتعد من عروض مسرح الشارع وضيفتها مؤخرا باحة المركز الثقافي البغدادي ،وعنها قال خنجرلـ( الزمان) ان (اشترك في العرض طلبة من اقسام اخرى،حيث قدم العرض في باحة المركزالثقافي البغدادي ،كثافة الجمهور  الذين احاطوا  بالممثلين جعل المسافة بين المؤدي والمتلقي ضيقة جدا،،بحيث تم تشكيل دوائر حركية ونهوض الشخصيات وسقوطهم وهم يدورون في حلقات حول انفسهم مادام الكوكايين يدور في رؤسهم..وبقيت طوال العرض تدور وتسقط وتسرد حكاية ظروفها التي دفعتها نحو هاوية المخدرات).

وعن شخصيات العرض اوضح المخرج (هم مجموعة من شباب بلا اسماء فروا من ازماتهم الى عالم المخدرات ليعلنوا للجميع ضياعهم..تجسدت نهاية العرض بجسد تسحبه الحبال من جميع اطرافه، ضربة المشهد لحل الازمة التي لم يجد المخرج سبيلا لها الا اللجوء الى الدين. وما يقدمه من ضبط اجتماعي واتزان نفسي،وذلك بدخول فتاتان تحملان الكتب السماوية مع صوت التكبير  واجراس الكنائس وسجود مجموعة من المدمنين ليقول العرض.. ان لاملجا الا الى الله).

وعن المسرحية تحدث الناقد والاكاديمي اسعد خضير قائلا(من الظواهر الغريبة والمستحدثة في مجتمعنا العراقي والتي برزت بشكل جلي بعد الاحتلال الأمريكي البغيض هي آفة تعاطي المخدرات بأنواعها وأشكالها المختلفة وخاصة بين الشباب الذين هم عماد الوطن ومستقبلهولا يخفى على أحد ما للمخدرات من أضرار صحية ومادية وأخلاقية، لذا نجد أنه لابد من التصدي لها بكل الطرق والوسائل الممكنة وكشف الأسباب خفية كانت أم معلنة.

قيم فكرية

من هذا المنطلق يأتي دور الفن المسرحي بكل ما يحمله من قيم فكرية وجمالية ليرصد ويحلل ويدق ناقوس الخطر ويجد الحلول الناجعة في كل الميادين كونه يمس الواقع الموضوعي) . مؤكدا ان (هذا ما أكد عليه العرض المسرحي الاحتجاجي ( كوكايين ) للمخرج كريم خنجر الذي اعتمد على نصوص عمر مصلح وياسر التميمي وتمثيل نخبة من طلبة معهد الفنون الجميلة/ الكرخ / المسائي وسبق ان قدم في ساحة المعهد (فضاء مفتوح ) لإيصال الصوت والتحذير  بشكل  واضح وجلي إلى كل من حضر ، حيث تناول النص في جمل تقريرية مقتضبة أهم ما يعاني منه  المتعاطي  من جيل الشباب الضائع في متاهات البطاله والفراغ وتفكك بنية الأسرة والمجتمع كما أن ضعف الأداء وتخبط المستويات العليا قد فعل بدوره إلى الهروب من الواقع بل ورفضه جملا وتفصيلا . وقد عبر عنه المخرج  في أنساق الحركة الدورانية  للممثلين التي دلت على التيه و الانكسار وفقدان الهدف كما وظف  الة الدف  العربية لضبط إيقاع الفعل والحركة   ( الوقوف ، الركوع، السجود ، السقوط ) ترافقها اله الساكسفون  الغربية بانغامها المؤثرة على المستمعوبعد تعاطي احد الشخصيات جرعة زائدة من المادة المخدرة نراه يسقط صريعا مخضبا ببحر من الدماء و(يسحل ) كحيوان بلا روح  بالحبال الغليظة  اذ لا قيمه له ولا اي اعتبار لحياته أو موته).  مضيفا (أراد المخرج من خلال سياق هذا العرض ان يدعو إلى العودة الفضيلة التي تتمثل في   القيم الأخلاقية والدينية  الاصلية  حيث دخول الأمهات في المشهد الأخير  وهن يحملن الكتب المقدسة يترافق معهن أصوات التكبيرات ممتزجة باصوات  أجراس الكنائس والمعابد. ولابد لي ان ابارك هذا المنجز الجميل).

 

 


مشاهدات 815
أضيف 2022/06/12 - 6:30 PM
آخر تحديث 2024/11/23 - 8:56 PM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 117 الشهر 10035 الكلي 10053179
الوقت الآن
الأحد 2024/11/24 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير