الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
الوكالة الذرية تحذّر من ضربة قاضية لمحادثات النووي‮ ‬الإيراني‮ ‬بعد تعطيل كاميرات المراقبة

بواسطة azzaman

الوكالة الذرية تحذّر من ضربة قاضية لمحادثات النووي‮ ‬الإيراني‮ ‬بعد تعطيل كاميرات المراقبة
‮‬فيينا‮-(‬أ ف ب‮) - ‬ندّدت الوكالة الدولية للطاقة الذرّية أمس بقرار إيران‮ "‬إغلاق‮ ‬27 ‮ ‬كاميرا‮" ‬لمراقبة أنشطتها النووية،‮ ‬محذّرةً‮ ‬من‮ "‬ضربة قاضية‮" ‬للمحادثات حول هذا الملف الشائك إذا استمر التعطيل‮. ‬وقال المدير العام للوكالة رافايل‮ ‬غروسي‮ ‬خلال مؤتمر صحافي‮ ‬في‮ ‬مقر المنظمة في‮ ‬فيينا إنّ‮ ‬هذا الإجراء‮ ‬يشكّل‮ "‬تحديا كبيرا لقدرتنا على مواصلة العمل هناك‮".‬كانت إيران أعلنت الأربعاء وقف العمل بكاميرتَين على الأقل تابعتَين للوكالة الذرية هدفهما مراقبة نشاطاتها النووية،‮ ‬بعد تبني‮ ‬مجلس محافظي‮ ‬الوكالة قرارا‮ ‬ينتقد عدم تعاونها.وقالت الخارجية الإيرانية في‮ ‬بيان إن‮ "‬ايران تستهجن المصادقة على مشروع القرار المقترح من جانب أميركا وبريطانيا وفرنسا وألمانيا في‮ ‬اجتماع لمجلس حكام الوكالة الدولية للطاقة الذرية‮"‬،‮ ‬وتعتبر ذلك‮ "‬إجراءً‮ ‬سياسيا خاطئا وغير بناء‮".‬وهذه الانتقادات الأولى التي‮ ‬تُوَجّه لإيران منذ حزيران‮ ‬2020 ووافق عليها الأربعاء ثلاثون من أعضاء مجلس حكام الوكالة ولم تُصوّت ضدها سوى روسيا والصين،‮ ‬مع امتناع ثلاثة بلدان هي‮ ‬الهند وباكستان وليبيا‮.‬
أنشطة نووية
وجاء القرار بعدما عبرت الوكالة الذرية التي‮ ‬تتخذ فيينا مقرا،‮ ‬عن قلقها حيال آثار‮ ‬يورانيوم مخصب عثر عليها سابقا في‮ ‬ثلاثة مواقع لم تعلن طهران وجود أنشطة نووية فيها.وأعربت واشنطن عن قلقها من‮ "‬استفزازات‮" ‬طهران،‮ ‬وحذرت على لسان وزير خارجيتها أنتوني‮ ‬بلينكن من‮ "‬أزمة نووية متفاقمة‮" ‬و"زيادة العزلة الاقتصادية والسياسية لإيران‮". ‬وأضافت الخارجية الإيرانية في‮ ‬بيانها أن‮ "‬المصادقة على القرار المذكور الذي‮ ‬جاء بناء على تقرير متسرّع وغير متوازن للمدير العام للوكالة ومعلومات كاذبة ومفبركة من قبل الكيان الصهيوني‮ ‬لا نتيجة لها سوى إضعاف مسيرة تعاون وتعامل الجمهورية الإسلامية الإيرانية مع الوكالة‮".‬وإضافة إلى تعطيل الكاميرات،‮ ‬أبلغت إيران الوكالة بأنها اتّخذت خطوات أخرى من ضمنها نصب جهازي‮ ‬طرد مركزيين في‮ ‬موقع نطنز،‮ ‬بما‮ ‬يعزز بشكل كبير قدرتها على تخصيب اليورانيوم‮. ‬وانتقد الناطق باسم الخارجية الإيرانية سعيد خطيب زاده القرار‮. ‬وكتب على تويتر أنّ‮ ‬لدى ايران‮ "‬البرنامج النووي‮ ‬السلمي‮ ‬الأكثر شفافيةً‮ ‬في‮ ‬العالم‮". ‬وتابع‮ "‬المبادرون مسؤولون عن العواقب‮. ‬رد إيران حازم ومتناسب‮". ‬وأوضح‮ ‬غروسي‮ ‬أن الوكالة الذرية المكلفة التثبت من الطبيعة السلمية للبرنامج النووي‮ ‬الإيراني،‮ ‬قادرة على مواصلة عمليات المراقبة والتفتيش ولديها أدوات أخرى لفعل ذلك،‮ ‬لكنّ‮ ‬قرار طهران‮ ‬يؤدي‮ ‬إلى‮ "‬شفافية أقل وشكوك أكبر‮".‬
‮ ‬ودعت برلين ولندن وباريس الخميس في‮ ‬بيان مشترك طهران إلى‮ "‬إنهاء التصعيد النووي‮" ‬و"القبول الآن بشكل عاجل بالتسوية المطروحة على الطاولة‮" ‬منذ آذار لإحياء اتفاق‮ ‬2015 الذي‮ ‬يُفترض أن‮ ‬يمنع إيران من صنع قنبلة ذرية.وقالت الدول الثلاث في‮ ‬البيان الذي‮ ‬نشرته الخارجية الألمانية إنه في‮ ‬ما‮ ‬يتعلق بالتسوية المطروحة على الطاولة منذ آذار‮ "‬نأسف لأن إيران لم تنتهز بعد هذه الفرصة الدبلوماسية‮" ‬و"ندعو إيران إلى القيام بذلك فورا‮".‬
بيان مشترك
وتابعت البلدان الثلاثة في‮ ‬بيانها المشترك‮ "‬نحض إيران على‮ ... ‬وقف تصعيدها النووي‮ ‬وإبرام الاتفاق المطروح حاليا على الطاولة بشكل عاجل من أجل إعادة إحياء خطة العمل الشاملة المشتركة في‮ ‬الوقت الذي‮ ‬لا‮ ‬يزال هذا فيه ممكنا‮".‬وكانت إيران قبل صدور القرار حريصة على تجنب المواجهة مع الوكالة الذرية،‮ ‬لكن هذه المرة أظهر الرئيس المحافظ إبراهيم رئيسي‮ ‬غضبه.وقال رئيسي‮ "‬لن نتراجع عن مواقفنا لأن إصدار قرارات كهذه لم‮ ‬يجد نفعا ولم‮ ‬يحقق أهدافه‮"‬،‮ ‬وفق ما نقلت عنه وكالة‮ "‬إرنا‮" ‬الرسمية.وقال‮ ‬غروسي‮ ‬إنّه إذا ما استمرّت الأمور على هذا النحو،‮ ‬فلن تكون الوكالة‮ "‬في‮ ‬غضون ثلاثة أو أربعة أسابيع‮" ‬قادرةً‮ ‬على توفير المعلومات اللازمة حول متابعة البرنامج النووي‮ ‬الإيراني‮.‬
واعتبر أنّ‮ ‬هذا الأمر‮ "‬سيشكّل ضربة قاضية‮" ‬لاتفاق‮ ‬2015‮. ‬أبرمت طهران مع القوى الكبرى اتفاقا بشأن برنامجها النووي‮ ‬في‮ ‬2015‮ ‬ أتاح رفع عقوبات مقابل تقييد أنشطتها وضمان سلمية برنامجها.إلا أنّ‮ ‬الولايات المتحدة انسحبت منه عام‮ ‬2018 ‮ ‬في‮ ‬عهد رئيسها السابق دونالد ترامب وأعادت فرض عقوبات على طهران في‮ ‬إطار سياسة‮ "‬ضغوط قصوى‮". ‬وردّت إيران بعد عام ببدء التراجع عن كثير من التزاماتها الأساسية،‮ ‬أبرزها مستويات تخصيب اليورانيوم‮. ‬وانطلقت المحادثات الرامية إلى إحياء الاتفاق النووي‮ ‬في‮ ‬نيسان‮ ‬2021‮ ‬ وحققت تقدما كبيرا قبل أن‮ ‬يطالها الجمود في‮ ‬آذار،‮ ‬مع تبقّي‮ ‬نقاط تباين بين الطرفين الأساسيَين،‮ ‬طهران وواشنطن.وهذه التطورات الجديدة‮ "‬ستزيد بالتأكيد الضغط على المفاوضات للدفع نحو اتخاذ قرار في‮ ‬اتجاهٍ‮ ‬أو في‮ ‬نقيضه‮"‬،‮ ‬وفق ما أفاد الباحث في‮ "‬مبادرة التهديد النووي‮" ‬الأميركية إريك بروير وكالة فرانس برس.في‮ ‬إيران الرازحة تحت وطأة العقوبات الاقتصادية،‮ ‬استطلعت فرانس برس آراء مارّة،‮ ‬بينهم ابراهيم أحمد بور البالغ‮ ‬60 عاما والذي‮ ‬دعا السلطات إلى‮ "‬التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية‮". ‬وشدد على ضرورة التحرك‮ "‬كي‮ ‬لا تتفاقم المشاكل بشكل أكبر ولكي‮ ‬يعيش الشعب بسلام وازدهار‮".‬


مشاهدات 1123
أضيف 2022/06/11 - 1:17 AM
آخر تحديث 2024/11/21 - 3:42 PM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 156 الشهر 9280 الكلي 10052424
الوقت الآن
الجمعة 2024/11/22 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير