سوق القوش في القرن العشرين.. مركز تجاري
نبيل يونس دمان
كان سوق البلدة عامرا ً طوال القرن الماضي ، فهو المركز التجاري والصناعي ، وملتقى الاصدقاء والاحبة ، ومكان استراحة المزارعين والعمال ، وملتقى الطرق الى جهات البلدة الاربع ، يعج بالحركة الدائمة خصوصا في الصباح لما بعد الظهيرة ، كانت الدكاكين في السوق بدائية وابوابها مصنوعة من الخشب ، فيرفع صاحبها بوابتها ( درّابه ) في الصباح الباكر ، لتستقيم وتثبت على ركائز خشبية ولتصبح مثلثة الشكل ، تقي الداخل من اشعة الشمس الحارقة صيفا ً ، او من الرياح والامطار والثلوج شتاءا ً ، اضافة الى ذلك كان يعلق في جوانبها بعض معروضاته من الاقمشة او الاحذية او الادوات المنزلية او الصناعات النجارية ، وفي فترات لاحقة عندما بدات حركة السيارات التي تنقل البضاعة الى السوق من الموصل بخاصة ، فاصبحت تلك ( الدرابات ) معرقلة ، فاختفت مع الزمن لتحل محلها اخرى معدنية ملساء ، تدور حول محور في نهايتيه بكرات. عندما كانت المياه شحيحة في البيوت بل قبل ان تكون هناك شبكة لتوزيع المياه من الخزانات ، كانت النساء والصبايا ، يحملون جرارهم وآنيتهم من الماء الذي تزوده الابار والعيون ، يضطروا لاجتياز السوق بصعوبة بسبب زحمته بالناس ، والاحمال المختلفة من الاخشاب ، واغصان البلوط ( طربي ) والفحم وغيرها . ايضا كانت الدكاكين تلك في كل الفترات المنوه عنها لا يسري فيها التيار الكهربائي لعدم وصوله الى البلدة ، وتخلو جميعا من الشبابيك التي تيهم في انارة المكان ، فكان الداخل وخصوصا ، تلك العميقة مظلما الى حد ما ، وترى في نهايته عامل الاحذية مثلا يجلس يعمل في تلك الاجواء الغير الصحية ابدا ، اما البقاليات فكان يفصل الدكان الى قسمين يكون الخلفي مخزنا للبضاعة . في الشتاء يستطيع بعض رواد الدكان الاستنارة قليلا بفعل الموقد الفحمي الذي يجعل ناره مضطرمة طوال النهار للحاجة الى التدفأة في البرد ، هكذا كان الحال ، وهكذا كانت معاناة اصحاب السوق. ذا قسمنا القرن الى اربعة فترات ، فاني عاصرت الفترة الثالثة تقريبا ، فيها عشت بين ظهراني قومي الذين بدونهم لا تطيب لي الدنيا ولا تستهويني الحياة ، تحدثت الى من عاصر السوق في الربع الاول والثاني ، وتوصلت الى تقسيم فترات اصحاب السوق الى ثلاثة مراحل : في العشرينات ، في الاربعينات ، وفي الستينات ، وبالطبع لن تكون المعلومات دقيقة جدا ومسلم بها ، نظرا للتغيرات المتواصلة على ملكية الدكاكين والقيسيريات والخانات والمقاهي وغيرها بين فترة واخرى . انا واثق بان العديد من الاخوة باستطاعتهم اضافة او تصحيح ما هو الانسب من الاسماء والتسلسل والفترة الزمنية ، لقد حاولنا وكتبنا قدر معلوماتنا ، ومن يأت بالأفضل والأشمل مرحبا به ، فالسوق مفتوح على مصراعيه يستقبل الاقلام التي تتحدث بلسانه ، كما البضاعة التي تعرض من رفوف دكاكينه المزدانة ، والغاية توحد الجميع لخدمة واحياء تراث البلدة ، وتفعيل سوقها العامر اليوم ، والذي هو عصب حياتها ، وهو كالشعاع الذي يبعث بوميضه للمنطقة ، فالى اصحاب الدكاكين في الفترات التالية:
العشرينات:
تسلسل مهن
لا استطيع تسلسل الدكاكين في تلك الفترة ، ولكني ساقسمها حسب المهن التالية:
الخفـّافون ( او صانعو الاحذية ) :
بتي كجو- ياقو شامايا- ياقو ببة ( كجو ) – كوركيس سكماني- مينا سكماني- الياس بوداغ- عبدالمسيح دمان- كوريال ملوكا – موما بوداغ - ياقو شدا – صادق شدا- رمو بنا- سولاقا ( والد أيشا ) .
البزازون ( او بائعوا الأقمشة ) :
جبرائيل وحنا رزوقي- يوسف بولا- صادق وولده شيشا كولا – اسحق ساكو.
الخياطون:
جرجيس حنينا- يونس ياقو قيا- حنا رامانا ( كجو ) – يوسف كوريال يوحانا – يوسف كردي ( ديشا ) - يونس كردي - هرمز كادو، ابلحد صادق عوديش.
النجارون:
حنا القس يونان- الياس القس يونان- عبو القس يونان - شابا نكارا- متي نكارا- حنا نكارا – بولص نكارا وولديه حنا وبيبو.
الحلاقون:
حبيب شمعون طعان – بتي حمـّه ( صفار ) ، ميا اسمرو.
القصابون:
بطرس مجا ( ابونا ) – متي زرا - ايسف شابا زيرينه- ايسف ابلحد زرا.
البقالون:
ياقو حنو- ميخا كولا- اسحق ساكو- صادق جنو– حنا بدي - العم صليوو- قسطنطين ( من كرمليس ) .
الحدادون:
بولا خركا - بيت وزي.
اصحاب الخانات:
ججو سيبا دودا – خان سعيد بك ( والذي تنازل عنه ورثته الى وقف كنيسة القوش ) – ايسف سيبا دودا- خان الدير.
اصحاب المقاهي:
متيكا عوصجي – يوسف حنا اسطيفانا – ساكي بولا اسمرو.
اصحاب اللحام:
الاخوان حنا وشعيا شوشاني.
الصاغة:
توما قينايه.
الصفارون:
يونس صفار- داود صفار.
الأربعينات:
ستكون البداية من الجهة الشرقية والخط الجنوبي ، حتى الغربية والعودة في الخط الشمالي الى حيث ابتدأنا:
عيسى اسمرو ( قصاب )- خالة تريزا ( بقالية ) - موما بوداغ ( عمل الاحذية ) – عبو وموسى شمـُن هيلو كجو ( قصاب ) – باب البناية - دكان فارغ بدون باب – يوسف ابلحد زرا ( قصاب ) - الياس كجو ( قصاب ) - بطرس مجا ابونا ( قصاب ) – باب بيت يوسف سيبا دودا - هرمز كولا الملقب شنكاري ( قصاب ) - عيسى يونس كوزا ( قصاب )- اوراها جـَلـْوا – اسحق ككو ( بقالية ) – سادونا المختار ( بولا ) – عبو غزالة ( اقمشة ) – شيشا صادق كولا ( اقمشة )- الدخول الى القيسيرية العليا : ميا اسمرو ( حلاق ) – زورا بدي ( بقالية ) – دكان الياس بولا ( بيع الملح ) – ياقو بودو ( بقالية ) – القيسيرية السفلى : شعيا شوشاني ( تصليح بريموزات ولحام مختلف ) – زولاقا ( والد ايشا – عمل الاحذية )- مينا واخيه كوركيس سكماني ( عمل الاحذية ) – ميخا سكماني ( بقالية ) – بيت توما قرمز ( حنينا ) . ننتقل الى الجهة المقابلة خان الدير ( حاليا مدرسة ) – دكان ونس الصفار واولاده ( العمل على النحاس - الصفر ) – باب الخان- بيت سلـّو وجلـّوا- الخالة جوري – هاول عقراوي واولاده متي و ميخا ( تصليح الاسلحة ) – يوسف ( أيسف ) هومو ( عمل الاحذية ) – اسرائيل خوشو الملقب عجمي ( بقالية ) – حسقيال شدا واخيه صادق شدا ( عمل الاحذية ) – سليمان جهورو بقالا ( بقالية ) - ساكي بولا اسمرو ( بقالة ) – عبو اسمرو ( بقالة ) – ياقو جولاغ واخيه اسحق جولاغ ( اقمشة ) - يونس جيقا – اسحق ساكو وولده ميخا ( اقمشة ) صادق جنو وولده ابراهيم ( بقالة ) – اسطيفو تشكا - ساوا كردي ديشا ( بقالة ) - دكان المعلم ابلحد كوزا ( بقالة ) – حسقيال اسطيفانا ( بقالة ) – الباب الثاني للخان – درج الى مقهى بهنام ( بولا شرانش) – الخان الذي كان يديره كانون مركاية – عيسى صنا ( نجارة ) – بولص نكارا ( نجارة ) – حنا وعبو والياس القس يونان ( نجارة ) – متيكا وزي ( حداد ) – بولا خركا ( حداد ) – دكاكين عيسى ججو دودة ( وبينهم خان )
الستينات:
دكان شمو
وكما عاصرته ابتداءاً من الشرق:
دكان شمو تاتا وزوجته ارموتا – ثم البناية التي امتلكها داود غزالة – الدكان الاول كان مخزن للحبوب مؤجر الى الياس بحي ساوا ( خركا ) – كامل ميا اسمرو ( بقالية ) – موفق وميسر داود جورا غزالة ( بقالية وصنع الايس كريم ) – باب المبنى – دكان يوسف ابلحد ( قصاب ) – نونو شنكاري – شعيا شنكاري كولا ( قصاب ) – جبو زرا – دكان حبيب كولا ( بقالة ) – سادونة مختار ( بولا- بقالة ) – يلدا الياس بوداغ ( بقالة ) – مموعبو اسمرو ( بقالة ) – صادق شبو ( اقمشة ) – القيسيرية العليا – صادق رئيس ( نجارة ) – جبو قلو ( فواكه وخضراوات ) – بطرس جبرائيل اسطيفانا ( خياطة )- يوسب غزالة ( المرطبات ) القيسيرية السفلى – شابا سيبو ( فرن صمون ) – ميخا سكماني – بحو بوداغ ومن بعده حميد حناني – اسرائيل عجمي وولده منصور ( خوشو- بقالة ) – رزقو اسحق ككو ( بقالة ) - حسقيال شدا ( بيع وتصليح الاحذية ) – المعلم عبد جبراائيل رزوقي ( بيع الاقمشة) – باب المقهى الذي تناوب على ادارته : بولص شبو واولاده - يوسف واخيه يونس كوريال كويسا ( يوحانا – خياطة ) – يونس ياقو دمان ( وكيل احذية باتــا ) – بطرس بسقا ( خياطة ) - حسقيال بابانا ( بقالة ) – اسكندر ربـــان ( اسكافي وبقالة ) - عيسى جولاغ (اقمشة) - عيسى يلدكو ( بقالة ) - ابراهيم جنو( بقالة ) - ميخا ساكو ( اقمشة )- - دنو القس يونان ( بقالة ) - ساوا كردي وولده ايليا ( بقالة ) – صباح هرمز كاجو ( بوداغ - بقالة ) - سامي قس يونان ( قصاب ) – اسحق زيا ( بقالة ) – اسحق اسطيفانا ( اقمشة وجلود وتجارة مختلفة ) – باب المدرسة – يوسف بوداغ ( تصليح الاحذية ) – عيسى قطا ( صنا- نجارة ) – ياقو قبي ( صنا - قصاب ) - يوسف حنا نجار - بيبو نكارا - حنا كدا وشعيا شوشاني ( لحام ) – باب الخان – سمو ميخا كولا ( نجارة ) – عيسى ججو دودة - باب البيت- يلدا بوداغ – الياس كولا ( نجارة ) حنا نكارا واولاده ( نجارة ) – باب الخان وضامنه رحيم كجوجا وفي داخله – حدادة بيلو وخدر جلو – عيسى ججاوي ( مصلح نعل الدواب ) . دكان حنا القس يونان ( نجارة ) - الياس القس يونان ( نجارة ) –عيسى حمال القدو ( بولا- بقالة ) - سلو برنو ( برادعي ) - حبيب طعان ( حلاق ) – الياس بوداغ واولاده ( مخزن مواد مثل البصل والتمر والملح ) . الى الخط الشمالي للسوق من جهة الغرب : خان موسى اسماعيلو- شابو ( احذية ) حميد قلو( كماليات ) – جرجيس اسطيفانا ( بقالة ) - رحيم كردي ( بقالة ) – اوراها ياقونا ( صاحب مقهى ) - موسى كرا ( اسكافي ) – نابليون ( لحام ) – ججو ياقو رحيثا ابونا ( بقالة ) – خان حسقيال زلفا وولده عبو – نونو بحي بوداغ ( ملح وبقالة ) - نونو جولاغ ( بقالة ) - ممو كيزو( خياطة ) – حنا رزوقي ( بقالة ) - ميخا بنا ( بقالة ) - سليمان جهورو ( اقمشة ) - ميا ساوا ككنا ( فاكهة وخضراوات ) –بتي دكالي ( صاحب مقهى ) – حكمت وحبيب ابونا ( مرطبات ) وشغل المكان قبلهم صادق برنو ( بيع الملابس) – غانم جبو تنا ( بقالة ) – مقهى اولاد بولص حربي- اوراها القس يونان ( قصاب )- ياقو اسرائيل تومكا ( خياط ) – صادق شدا ( احذية ) – بطرس حنـــــو ( خياطة) داود قــــــــودا ( خياطة ) – يوسف ونموكـــــــــه كـــــردي ( خياطة ) – ياقو رحيما ( بقالة ) – اسحق ربان ( بقالة ) – الباب الثاني للمقهى– عبو قصاب مع شريكه حنـــــــــا ( قصاب) - رزاق ميا اسمرو ( حلاقة ) - منصور شكوانا ( بقالة ) – الياس ملـوكا ( عمل وتصليح الاحذية ) – كوركيس سكماني ( عمل وتصليح الاحذية ) – موسى عمران ابونا ( تصليح الاحذية ) – كنا لاسو مرادو ( بقالة ) – عوديشو وميخا بدي ( بقالة ) – صادق زيدكنايه هومو ( خضراوات وفاكهة ) - حنا بيبي ( قصاب ) يونس كوزا واولاده ججو عيسى وبطرس ( اصغر قصاب في الستينات ) – باب بيت موما بوداغ - بيت موسى هيلو كجو– هــرمز مـــــــــــرو ( تصليح الاحذيــة ) – يوسف ابــلحــــــــد ( قصاب ) . بيت ال بوداغ – وينتهي السوق. وفي السنين اللاحقة في السبعينات افتتح سوق اخر سمي بالعصري مقابل بيت سليمان كتي خان ( ساكو) . وسوق اخر مقابل محطة المحروقات السابقة ( بيت الياس جيقا ) . لا تنتهي الحكايات الجميلة في الانتهاء من ادراج اصحاب اسماء الدكاكين بل يبتدا منهم اي سرد جميل واية حكايا تستمتع السامع ، فيصغي ويتذوق جمالها وتاثيرها فتأسر القلوب وتشحذ الهمم . ومن تلك الحكايا ان احد القصابين في الثلاثينات اعتاد ان يقطع السِنة رؤوس الاغنام التي يبيعها للقرويين في القرى المحيطة ، وفي احد ايام الصيف رجعت احدى القرويات لتعاتبه بشدة على فقدان اللسان الذي هو الألذ في مجموعة الراس ، فقال لها " يا امراة ان الحيوانين اللذين اشتريت راسيهما كان خرسانا ، فقد خلقا بدون لسان فكيف اتي بلسان لهم وانا الفقير امامك " فصدقته وعادت الى قريتها بعد ان ذرعت المسافة الطويلة مرتين في ذلك النهار.
من مصادر الموضوع:
- المرحومة حبي يوسف مدالو
- كليانا موما بوداغ