في الاحزان حباً نلتقي
عكاب سالم طاهر
لبيد العامري..
الطفل .. الفتى .. الشاب ،
الذي عرفتُ..
••••
قريباً من تقاطع حي الحسين ، وفي قاعة الكرار ، حضر ، عصر اليوم ، وجوه بني عامر واصدقاء الفقيد ، ومحبو العائلة المفجوعة ، عائلة الدكتور الاديب هاني عاشور العامري..
في اليوم الثاني والاخير من مجلس الفاتحة المقام على روح الفقيد الشاعر الشاب ، لبيد
العامري.. وحين كنت اقدم التعزية للدكتور هاني وللشاب الخليل هاني ، واخذ مكاني بين
جموع غفيرة من المعزين ..والتقي الصديق الصحفي سمير علو.. كان الذهن يرحل عائدا لسنوات تسعينات القرن الماضي ، سنوات غرز فيها الحصار مخالبه في اجساد العراقيين عامة ، والمثقفين خاصة ،،، في تلك السنوات كنا نلتقي عصرا او ليلا ، في بيت المطبعي ، او في بيتي.. يحضر الاعلاميون هاني عاشور ، وسمير علو ، وماجد اسد ، وعبدالمنعم حمندي وصباح اللامي ، ذلكم بعض ما اتذكره.
ومع الصديق هاني يحضر قريبه الشاب باسم واحياناً ، ابنه لبيد. تلك بدايات لقاءاتي مع لبيد هاني. وحين ازور بيت الصديق هاني.. ويستقبلني والده عاشور العامري ، كنت التقي لبيد. كان لبيد ، حينها ، طفلا جميلا.. دائم الحركة والابتسامة ، الاكثر دفئا وجمالا.
وانتقل الحاج عاشور العامري الى جوار ربه. وضربت شواطئ حياتنا موجات احداث جسام. وافترق الاحبة. وغاب الصديق هاني ، وغبت عنه. لكني كنت اتابعه وهو يطل من خلال الفضائيات، محللا وراصدا للاحداث. ولم اعد اعرف عن لبيد او باسم شيئاً.
اتصالات هاتفية وعاد الدكتور هاني عاشور من حياة الغربة في الخارج. وتشاء المصافة اننا لم نلتقي. رغم اتصالات هاتفية عديدة. دعاني ودعوته،
مرارا . لكننا لم نلتقي. ولعبت المصادفة دورها حين التقيت في مناسبة اجتماعية ، الشاب
باسم ( ابن اخت الدكتور هاني ) ، والشاب الشاعر لبيد هاني عاشور في جامع بنية ،
كلا على انفراد . اعجبني الشابان وفرحت بلقائهما. وتوقفت عند الشاب لبيد.
سحرني بعذوبة كلامه ولباقته ، وادبه العالي. كنت متهيئاً ، عمليا ونفسيا ، ان ازور الصديق هاني في بيته ، واجدد اللقاء مع الشاعر الشاب لبيد، وان استمع اليه يلقي بعض شعره.
لكن الاقدار المحزنة كانت هي الاسرع. واختطفت الاقدار الشاب لبيد ، وهو عائد
من الجامعة.كان خبرا صادما مفجعا.. ولكن تلك هي سنة الحياة. نعرف البدايات. لكننا لانعرف متى وكيف تكون النهايات. اسمك المطلع.. واخيراً.. انقل بعض ابيات من قصيدة للشاعر الكربلائي الحاج جابر الهنداوي :
اريد انظم قصيدة واسمك المطلع..
وفصلنك ثلث مرات ومربع..
لكن ادري عنيد الموت لا يرجع..
لا يفهم ولا يعلم ولا يسمع.
••••
للفقيد الشاب لبيد هاني عاشور الرحمة والغفران ، ولعائلته الصبر.