الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
صاحب القرار‮ .. ‬صانع الأقدار

بواسطة azzaman

صاحب القرار‮ .. ‬صانع الأقدار

وفاء الفتلاوي

يعاب على الاقدار بانها تتحكم بعامل القرار في‮ ‬حين‮ ‬يؤكد البعض عكس ذلك ويعدها اكذوبة كون الطبيعة البشرية هي‮ ‬من تحدد نوع القدر ورأس ماله من موروث وتاريخ وحاضر ومستقبل والثقة بين الحاكم والرعية وهذا ما‮ ‬يجعل تصنيف الانسان بالدرجة الأولى بسيد المخلوقات‮.‬
فالقدر مهما تنوعت أسبابه ومكانته وما‮ ‬يتسبب به هو من صنيعة صاحب القرار الذي‮ ‬اما ان‮ ‬يلون القدر بالأبيض او الأسود فلا منتصف لكلا اللونين والجزء الرمادي‮ ‬فيه طابعاً‮ ‬يضفي‮ ‬على الغرابة وهذا ما‮ ‬يسعى اليه الاخرون في‮ ‬ظل ازمة الانسداد السياسي‮ ‬الخانق ودعاوى قضائية ونشاط خلايا داعش الإرهابي‮ ‬وتظاهرات‮ ‬غاضبة من نتائج تعدها مزورة واصوات انتخابية سرقت وربما تصل الى مرحلة الصدام لا سامح الله‮.‬
فلو انا افترضنا جدلاً‮ ‬في‮ ‬حال المصادقة على نتائج الانتخابات من لدن المحكمة الاتحادية هل ستصمت الاف الأصوات المطالبة باسترجاع حقوقها والتي‮ ‬ما زالت مرابطة عند بوابة المنطقة الخضراء أي‮ ‬في‮ ‬أخطر بقعة والتي‮ ‬تمثل كيان الدولة ورئاساتها الثلاث؟،‮ ‬وكيف ستستلم للأمر الواقع؟ وما القرارات التي‮ ‬ستتخذها القوى المعارضة بعد المصادقة على النتائج؟،‮ ‬واذا حدث العكس واصدر قراراً‮ ‬بعدم شرعية الانتخابات او الغائها فكيف ستكون رد فعل القوى الفائزة من هذا القرار؟ هل ستتجه المعالم الى حرب أهلية واقتتال شيعي‮ ‬شيعي؟‮..‬
على منطلق هذه الأسئلة التي‮ ‬يطرحها الشارع العراقي‮ ‬انطلقت القوى الشيعية بالحوار للوصول الى حل‮ ‬يرضي‮ ‬جميع الأطراف ولتهدئة الغاضبين وتسكين الخائفين من الطبقة السياسية المخملية التي‮ ‬تخوض‮ ‬غمار السباق السياسي‮ ‬لأول مرة دون معرفة وجهتها وربما بدأت بالانفصال عن بعضها والانضمام الى قوى لحمايتها من قادم الأيام؛ لكن ما‮ ‬يلمسه المواطن عكس ذلك تماماً‮ ‬فالوجوه التي‮ ‬اجتمعت في‮ ‬منزل زعيم تحالف الفتح لم تكن مطمئنة من زائرها ومتشنجة من التزمت برأي‮ ‬دون الاخر وهي‮ ‬تبحث عن مخرج‮  ‬ووحدة قرار لانعاش العملية السياسية التي‮ ‬تتعرض الان الى نوبة قلبية ربما تصل بها الى الإنعاش‮.‬
اذا لا الخروج عن القرار سيحمي‮ ‬الشعب العراقي‮ ‬من رياح عاتية ولا الامتثال لوحدة القرار سيمنع ايضاً‮ ‬ذلك ونحن بين نارين كلاهما‮ ‬يحرق جسد العراق اما ان تتوحد الجهود بعقلانية والمضي‮ ‬بشراكة حقيقية ورقابة صارمة على ادق تفاصيل المؤسسات الحكومية والوحدة في‮ ‬مكافحة الفساد والفاسدين وانتشال المواطنين من الفقر المدقع في‮ ‬المحافظات الوسطى والجنوبية من خلال استراتيجية واضحة لا تضر أولا بالمواطن العراقي‮ ‬ووضعه المعاشي‮ ‬وترصين مستوى التعليم والصحة وتحسين البيئة والكهرباء والبنى التحتية من ماء ومجاري‮ ‬وإقامة مشاريع عملاقة بعيدا‮ (‬لطفاً‮) ‬عن المولات والمراكز الترفيهية،‮ ‬او الذهاب صوب المجهول وجعل العراق ساحة للاقتتال الداخلي‮ ‬والخارجي‮ ‬وتصفية للحسابات وإعادة العراق برمته الى المربع الأول‮.‬
آن الاوان ان نعترف بان صانع القرار هو من‮ ‬يصنع الاقدار واليوم اما ان‮ ‬يضع الشعب تحت مقصلة التعنت ومذلة العوز والحرمان او‮ ‬يذهب به الى بر الأمان والانتعاش والحياة الكريمة ويجنبه الصدمات ونزف الدم ففي‮ ‬الوحدة قوة وبالفرقة ضعف وشتات‮.‬


 


مشاهدات 487
أضيف 2021/12/12 - 11:03 PM
آخر تحديث 2024/06/24 - 3:52 PM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 186 الشهر 186 الكلي 9362258
الوقت الآن
الإثنين 2024/7/1 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير