حكومة أخنوش تنتظر المواجهة الإقتصادية
جبهة التحرير الأريترية تكشف لـ (الزمان) أسرار التحالف بين آبي أحمد وأفورقي
القاهرة -مصطفى عمارة
الرباط - عبدالحق بن رحمون
في الوقت الذي بدأت فيه القوات الإثيوبية حملة عسكرية في إقليم التيجراي بعد تلقيها دعم عسكري من عدة دول أبرزها الإمارات والصين وتركيا كشف عثمان صالح ودكروف عضو المجلس المركزي لجبهة تحرير إريتريا في حوار خاص للزمان أسرار التحالف بين نظام آبي أحمد والرئيس الأريتري آسيا افورقي حيث أكد عثمان صالح أن هدف التحالف بين النظامين إقامة تكتل جديد يخوضان عبره المساومات في صراع المصالح الذي يعصف بالمنطقة ويلويان عبره ذراع مصر والسودان للحصول على تنازلات كبيرة بينهما في قضاياهم الإستراتيجية ومن ضمنها قضايا المياه والفشقة وسد النهضة ويبدوا أن الصعوبات التي واجهت طموحاتهما دفعتهم إلى أساليب غير حكيمة وورطتهم في معركة ليس بمقدورهم تحديد نهايتها حيث تعدد اللاعبون فأصبح البقاء في المعركة باهظ الثمن والانسحاب منها أكثر كلفة والأمر الأخطر هو اقتحام البلاد في حرب لا ناقة للارتريين فيها ولا جمل وقد يعطي مبرر للتيجراي الاعتداء على البلاد او الانتقام من الأسرى او اللاجئين الموجودين على أرضهم .
وانتقد عثمان صالح تصريحات دينا مفتي وزيرة خارجية أثيوبيا بأن الشعب الأريتري غير مرحب باستقلاله عن أثيوبيا مؤكدا أن تلك التصريحات تكشف عن أطماع أثيوبيا في إعادة احتلال إريتريا إلا أن الشعب الأريتري الذي كافح من أجل استقلال بلاده سوف يضحي من أجل الحفاظ عليه ، وعن علاقات إريتريا بإسرائيل قال أن أفورقي كانت له علاقات قديمة بها أثناء حرب التحرير وبعد الإستقلال تعهد أفورقي لإسرائيل بمنح جزر إستراتيجية لها وهو ما يعطيها ميزة مهمة في مجال المراقبة والمتابعة والرصد ، وفي التأثير على حركة التجارة العربية وتقييد أي نشاط على الصعيد العسكري والأمني في منطقة حيوية وحساسة جدا بالنسبة للعرب .
وانتقد عثمان صالح موقف القوى الدولية وعلى رأسها الولايات المتحدة في التعامل مع قضية اللاجئين الاريتريين في منطقة تيجراي فيما دعا الدول العربية وعلى رأسها مصر بدعم الشعب الأريتري للحصول على حقه في حياة كريمة في مواجهة بطش النظام الأريتري واستبداده .
على صعيد اخر أبرز الباحث والحقوقي هشام استيتو في تصريح لـ (الزمان) أن الحكومة الجديدة التي تم تعيينها الخميس «يجب أن تقرأ في سياق مرحلتها المتسمة بتراكم سنوات من تدبير منتقد إجتماعيا واقتصاديا ارخى بضلاله على نتائج اقتراع 8 شتنمبر.
مستوى تقني
واعتبر هشام استيتو أن العناصر الأساسية لقوة هذه الحكومة بشقها المعنوي المتمثل في انتظارات المغاربة على المستوى التقني والمتمثل في قابليتها للعمل المنسجم خصوصا مع عدم وجود تناقضات بين مكوناتها، تفرض عليها تحدي الأبعاد الثلاث، على المستوى الخارجي، يتعين عليها إدارة ملف العلاقات الاقتصادية مع الشريك الأوربي بعد قرار القضاء الأوربي الاخير. وقال الباحث والمراقب الحقوقي هشام استيتو إن حكومة أخنوش ينتظرها إدارة هندستها «ملف الشراكة بمنطق الضغط الإقتصادي عبر خلق بدائل قريبة اقليميا من المغرب وتمكن من التنافسية الربحية في أفق تحفيز الأوربيين لإيجاد حلول للورطة التي وضعهم فيها قضائهم، كما يجب عليها أن تدعم الانتصارات الدبلوماسية التي حققها المغرب وتسعى في مراكمتها، مع إستثمار المناخ الديمقراطي الوطني كضمانة لنجاعة الحل الوحيد الممكن لقضية الصحراء وبالشكل الذي قدمه المغرب.
وأضاف المتحدث في تصريحه «أما على صعيد البعد الداخلي، فإن الامكانيات التنظيمية المتاحة للحكومة تتضمن سياقا خصبا لتدارك الأخطاء الاجتماعية التي ارتكبتها الحكومتين السابقين، من خلال دعم القدرة الشرائية للمواطن ومحاربة مخلفات الهشاشة مما يمكن أن يخلق طبقة وسطى تعد طموحا خصبا لمشروع هذه الحكومة دون إغفال بعض الملفات التي يمكن أن تشوش على سمعة المغرب خصوصا في ميدان الصحافة والحريات العامة، وطبعا مع الحفاظ على مكتسبات محققة منذ مطلع هذا القرن َالتي لم تمسسها تدابيير الحكومتين السابقين.
والبعد الثالث في هذا التحدي هو بعد مجالي يهم المواطن المغربي في محيطه وهو ما يلمسه المواطن بشكل يومي في معاشه، ويمكن ان توظف الحكومة ما للجماعات الترابية من إمكانيات في أفق تجويد الحياة وكذلك الاعتماد على الجهات من أجل خلق بعد تنموي في شقه المحلي. وبما يمكن أن يخلق تنافس النجاح بين الجهات.
وخلص هشام استيتو أن عبر هذه الأبعاد فقط (يمكن للحكومة ان تمتص بعض آثار من التدبير الفاشل للحكومتين السابقين، والمتوجة بأثار الجائحة رغم ان امكانياتها ستبقى محدودة بسبب التوازنات المالية المختلة بعمق الدين العمومي المتضخم خلال الفترة الأخيرة).