الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
على بن أبى طالب..  شهيد الرسالة والجهاد والعدل  (2)

بواسطة azzaman

على بن أبى طالب..  شهيد الرسالة والجهاد والعدل  (2)

حميد علي موسى 

 

السلام عليك ياسيدي ياابا الحسن

السلام عليك ياسيد الوصيين وأمام المتقين

ونحن في رحاب ليلة استشهادك حيث   افتقدك فيها الأيتام والمساكين والجياع والأرامل والثكالى منذ ليلتين الذين لم يطرق بابهم احد سواك وانت تطوف في طرقات الكوفة وازقتها في سواد الليل المظلم لتوصل لهم العطاء والطعام بيديك الشريفين لتشبع بطونهم الجائعة.... نعم افتقدوك ياضوء القمر واشراقت الشمس التي تطل وتشع كل يوم....

ياسيدي... لهم العذر في فقدانك... واجزل لك الثواب الجميل والعذر أمام ربك... وانت في هذه الليلة الحزينة مسجي على فراشك وسم سيف ابن ملجم المرادي يسري في عروقك وجسدك الشريف وعائلتك ..أولادك وبناتك يحيطون بك يودعونك بعيون باكية... تناديهم بأسمائهم واحدا بعد الآخر تلقى عليهم وصاياك بتقوى الله سبحانه وإرساء رسالة جدهم سيد الأنبياء والمرسلين... حيث كنت تغفو ساعة وتفيق أخرى لتخبر أهل بيتك أن ابن عمك سيد الكائنات والمرسلين وعمك الحمزة واخوك جعفر الطيار وأصحاب رسول الله يقولون لك عجل قدومك علينا فأنا إليك مشتاقون..

ياسيدي... أي سمو روح تترفع عن قاتلها وقلب عطوف حنون تحمل وانت تواجه من ضربك بسيفه وترى الزنيم ابن ملجم عندما ادخل عليك تنظر إليه برأفة وتخاطبه.... ًّ ابئس الإمام كنت لك حتى جازيتني بهذا الجزاء.. ألم أكن شفيقا عليك وآثرتك على غيرك.. واحسنت إليك فخليت سبيلك ومنحتك عطائي.. وقد كنت أعلم أنك قاتلي لا محاله لكن رجوت بذلك الاستظهار من الله تعالى... فقتلتني يااشقي الأشقياء..

ثم تلتفت إلى ولدك الحسن توصيه رفقا باسيركم اطعمه من طعامك واشربه من شرابك فإن عشت انا ولي دمي عفوا أو قصاصا وان مت الحقوه بي ضربة بضربة ولا تمثلوا به فإني سمعت رسول الله يقول المثلى حرام ولو بالكلب العقور...

   (   2  )

ياسيدي...

اية صورة ينقلها لنا التاريخ استقاها من أحاديث أولادك... وأية نفس ابية كريمة تشربت بالإيمان وانت تعزي أولادك بفقدك ورحيلك إلى جوار ربك وتناديهم.. احسن الله لكم العزاء... إلا واني منصرف عنكم في هذه الليلة.. الله خليفتي عليكم.. هو حسبي ونعم الوكيل..

ثم تلتفت إلى الحسن والحسين وتقول لهما كونا للظالم خصما وللمظلوم عونا... وامليت وصاياك لاولادك... أوصيكم جميع ولدي وأهلي ومن بلغه كتابي هذا... ًِِّبتقوى الله وصلاح ذات بينكم.. الله الله في القرآن فلا يسبقنكم إلى العمل به غيركم.. الله الله في الصلاة فإنها عمود الدين.. الله الله في الزكاة فهي تطفىء غضب الرب.. الله الله في شهر رمضان فإن صيامه جنة من النار.. الله الله في الجهاد في سبيل الله بأنفسكم واموالكم والسنتكم.. الله الله في بيت ربكم لا تخلوه مابقيتم.. الله الله في الأيتام والفقراء والمساكين.. الله الله في جيرانكم.. الله الله في النساء وماملكت أيمانكم... عليكم بالتواصل والتباذل وإياكم والتباذر والتباعد.. لاتتركوا الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فتولى عليكم  شراركم فتدعون فلا يستجاب لكم.. ٌ

ثم عهدت عهدك بالأمامة لابنك الحسن

ودفعت إليه كتبك وسلاحك واوصيته

إذا حضره الموت يدفعها إلى أخيه الحسين... وأعدت النظر إلى ولديك الحسن والحسين وقلت لهما : ياابا محمد وياابا عبد الله كأني بكما وقد خرجت عليكما من بعدي الفتن فاصبرا حتى يحكم الله وهو خير الحاكمين.... وياابا عبد الله انت شهيد هذه الأمة فعليك بتقوى الله والصبر على البلاء

(  3  )

ياسيدي... ياامام المتقين

حتى اشتد بك جراحك وعرق جبينك وانت تطيل النظر وتدور بعينيك على أهل بيتك كلهم لتودعم بنظراتك وتقول لهم.. استودعكم الله جميعا حفظكم الله جميعا وهو خليفتي عليكم وكفى بالله خليفة... وأخذت تردد.. وعليكم السلام رسل ربي.. لمثل هذا فليعمل العاملون ... ان الله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون ..

ونقل لنا التاريخ عن ابنك الأمام الحسن وهو يصف لحظاتك الأخيرة وانت تغادر الدنيا التي زهدت فيها حيث قال.. مازال ابي يذكر الله ويحمده ويتشهد الشهادتين... حتى استقبل القبلة واغمض عينيه ومدد رجليه ويديه وقال اشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله... وقضى نحبه وفاضت روحه الطاهرة إلى ربها شهيدة محتسبة صابرة...

حتى سمع أهل الكوفة صرخات وبكاء أهل بيتك فهرعوا إلى دارك باكين معزين بفقد أمامهم.  ...

ياسيدي ياابا لحسن

إذا كان رصيدك من عمر الدنيا ثلاث وستون عاما... فإن رصيدك من العطاء والجهاد في سبيل الله وإقامة العدل والمساواة والأمانة لا يمكن أن تحدده صفحات التاريخ...فبك اعتدل ظهر المسلمين وهدمت حصون أهل الشرك والكفر وترسخ الإيمان بالله عز وجل... ولك في قلوب المسلمين رصيد لا ينضب من العطاءالفكري والتربوي والاجتماعي ... لانك الأذن الواعية القريبة من كتاب الله ورسوله....

فسلام عليك ياسيدي. ... يوم ولدت... ويوم استشهدت... ويوم تبعث حيا مع الاوصياء  والصديقين والشهداء...

-

 


مشاهدات 2021
أضيف 2021/05/01 - 3:01 PM
آخر تحديث 2024/07/16 - 6:10 AM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 133 الشهر 8122 الكلي 9370194
الوقت الآن
الجمعة 2024/7/19 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير